هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن توقعات العلماء حول ما الذي سيحدث للعالم في حال اندثرت الشمس. كما أورد العلماء الفرضيات الممكنة لما يمكن أن يحدث لهذا الكوكب بعد 10 مليارات سنة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العلماء يتفقون حول حقيقة أن الشمس ستتقدم في العمر، وهو أمر لا مفر منه. ومع تقدم الوقت، سيزداد حجم الشمس، لتصبح عملاقا أحمر يجتاح كلا من الأرض وكوكب مشتري البعيد.
وبينت الصحيفة أنه خلال هذا الوقت، لن يكون هناك علماء أو أي أشخاص عاديين على وجه المعمورة لتدوين هذه الملاحظات. لكن، ستستمر حالة الخراب في المجموعة الشمسية إلى غاية موت الشمس بعد حوالي 10 مليارات سنة.
وأوردت الصحيفة أن الجانب الوحيد الذي ما زال غير واضح إلى الآن هو "ما سيحدث بعد موت الشمس واندثارها". وإلى غاية هذا الوقت، تعمل مجموعة من علماء الفلك الدوليين على تحديد ما الذي سيحدث بعد هذا الحدث الفلكي. وفي بحث تم نشره في مجلة "نايتشر أسترونومي"، تم التنبؤ بأنه بعد موت الشمس، سيتحول هذا الكوكب إلى حلقة ضخمة من الغاز والغبار المضيء بين النجوم، وهو ما يعرف بالسديم الكوكبي.
وأوردت الصحيفة أن هذا السديم الكوكبي سينهي حياة حوالي 90 بالمئة من النجوم، وسيتبعه تحول النجم العملاق، الشمس، إلى نجم قزم أبيض، وهو عبارة عن قطع عملاقة من المادة المنحلة دون مصدر طاقة داخلي. لكن، لم يكن العلماء متأكدين في وقت سابق ما إذا كان كوكب الشمس سيتبع المسار ذاته؛ إذ إنهم كانوا يتوقعون أن الشمس لها كتلة منخفضة لا يمكن أن تنتج سديما كوكبيا مرئيا.
وأضافت الصحيفة أنه للتأكد من هذه الحقيقة، طورت مجموعة من العلماء نموذجا جديدا للبيانات النجمية التي تتنبأ بدورة حياة النجوم. وفي هذا السياق، شرح أحد مؤلفي الدراسة، ألبرت زيلسترا، أنه "عندما يموت نجم، فإنه يطرد في الفضاء كتلة من الغاز والغبار، وهو ما يعرف باسم الغلاف. ويمكن أن يصل حجم هذه الكتلة إلى نصف كتلة النجم الكلية. وعموما، سيؤدي هذا الوضع إلى انطفاء النجم وموته في نهاية المطاف".
وأشارت الصحيفة في تفسيرها للسبب الذي يجعل السديم الكوكبي للشمس مرئيا، إلى أن العالم أكد أن "بعض كتل الغاز والغبار التي تطردها النجوم تكون شديدة السطوع، بحيث يمكن رؤيتها من مسافات بعيدة للغاية، تصل إلى حدود عشرات الملايين من السنين الضوئية. أما في حال كان النجم نفسه ضعيفا جدا، فلن يكون من الممكن رؤية هذه الكتلة التي يطردها عند موته".
ونقلت الصحيفة أنه على الرغم من أن هذه البيانات صائبة، إلا أن بعض النماذج العلمية لا تتفق معها. وفي هذا الصدد، أورد ألبرت زيلسترا أن "هذه النماذج العلمية تشير إلى أن النجوم الأقدم ذات الكثافة المنخفضة يجب أن تشكل سديما كوكبيا أضعف من الذي تنتجه النجوم الحديثة والأكثر كثافة. وبشكل عام، تحول هذا التحليل إلى مصدر للصراع في الماضي على مدار خمس وعشرين سنة الماضية".
وأضاف الخبير أن "بيانات البحث تسلط الضوء على إمكانية أن تشهد المجموعة الشمسية على سديم كوكبي مرئي وساطع انطلاقا من نجوم منخفضة الكثافة مثل الشمس. في المقابل، تقول النماذج العلمية إن هذا الأمر ليس ممكنا، وإن أي نجم تكون كتلته أقل من ضعف كتلة الشمس ليس قادرا على إحداث سديم كوكبي مشرق بما فيه الكفاية ليتم مشاهدته".
وفي الختام، قالت الصحيفة إن النماذج العلمية الحديثة توصلت في نهاية المطاف إلى أن الشمس هي النجم الأقل كتلة، والقادر على إنتاج سديم كوكبي مرئي، ولكن بشكل ضعيف. وعلى هذا النحو، تمكن العلماء من تحديد ما سيحدث للشمس عندما تموت.