هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شددت صحيفة إسرائيلية الثلاثاء، على أهمية تعميق الاحتلال الإسرائيلي من سيطرته على مدينة القدس المحتلة، محذرة من تخلي "إسرائيل" عن أي منطقة من أحياء القدس، ومنها "أبو ديس" التي يجري الحديث عنها أنها ستكون بمثابة "عاصمة فلسطين"، وهو يشكل وفق رؤيتها "سابقة خطيرة".
وأوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم"، في تقرير
أعده الكاتب الإسرائيلي، نداف شرغاي، أن بلدة أبو ديس التي تبتعد عن المسجد الأقصى
و"الكنيست" الإسرائيلي مسافة 2.8 كم بخط جوي، كانت في الماضي جزءا من
"خطة الممر"، التي صممت لإنشاء "ممر آمن" تحت السيادة
الفلسطينية بين منطقة أريحا والمسجد الأقصى.
ونوهت أن "الحكومات الإسرائيلية التي وافقت
في ما بعد على تقسيم القدس أحبت الخطة، وتم عرض أبو ديس على أنها القدس الثانية وعاصمة
الدولة الفلسطينية المستقبلية، وذلك لتكون بديل الشيء الحقيقي الذي سيبقى بيد
إسرائيل".
وقالت: "لقد استمتع يوسي بيلين (وزير إسرائيلي
أسبق، وهو أحد رموز العملية السلمية بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي) وأبو
مازن (رئيس السلطة محمود عباس، ومهندس اتفاق أوسلو) بهذه الفكرة، في وثيقة
التفاهمات المشهورة، قبل 20 عاما".
اقرأ أيضا: الجنائية الدولية.. نافذة فلسطين للعدالة ورمز سخرية لإسرائيل
وذكرت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
"تعيد الآن إنعاش هذه الخطة، التي قام الفلسطينيون بدفنها بالفعل، ووصفها
عباس بأنها صفعة القرن، وأن هذا لن يحدث لدينا"، كاشفة أنه في "غضون وقت
قصير، من المفترض أن يتم مناقشة الموضوع علنا في إسرائيل".
ورأت الصحيفة، أنه "ليس لإسرائيل أي أسباب
وجيهة لكي نكون متحمسين للفكرة، والعكس هو الصحيح"، مشيرة إلى أن أبو ديس، 90
بالمئة منها يقع الآن تحت السيطرة المدنية الفلسطينية كمنطقة (ب) و10 بالمئة
كأراض إسرائيلية ذات سيادة".
وأكدت "إسرائيل اليوم"، أن "تحويل
المسؤولية الكاملة عنها للفلسطينيين، قد يخلق، تهديدا مماثلا لذلك الذي نشأ عندما
تم نقل بيت جالا (تتبع محافظة بيت لحم) وبيت لحم لسيطرة السلطة الفلسطينية".
ونوهت إلى أن المجموعات الفلسطينية في بيت جالا،
وطوال ثلاث سنوات مضت، أطلقت نيران الرشاشات والأسلحة الخفيفة على سكان مستوطنة
"حي جيلو" التي جنوب غرب القدس، ما حول حياتهم إلى "كابوس"،
مشيرة إلى أن يد قوات الاحتلال الإسرائيلي "كانت مقيدة ولم تتمكن من العمل في
بيت جالا كنا نحب".
تعميق السيطرة
ورجحت الصحيفة، أن نقل أبو ديس كـ"عاصمة
لفلسطين" يمكن أن تخلق تهديدا مماثلا لمثل الذي تمثله منطقة بيت جالا، مشيرة
إلى أن العديد من المستوطنات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، ستكون في
"نطاق مرمى الأسلحة الخفيفة والمدافع الرشاشة، التي تتوفر في أيدي الفلسطينيين".
كما أن "إمكانية الوصول إلى المعلومات
الاستخبارية والوقائية في المنطقة التي ستسلم إلى قوات الأمن الفلسطينية؛
ستتأثر"، وفق الصحيفة التي حذرت من التخلي عن أراضي تقع تحت سيطرة الاحتلال
الإسرائيلي، سواء كانت تلك الأراضي "سيادية من القدس، أو حتى هامشية، لأن ذلك
يشكل سابقة خطيرة".
وبينت الصحيفة، أنه "لا يجب الاكتفاء بإخراج
القدس من ألعاب المفاوضات، وإنما يجب إعادة بناء القدس؛ وفي مركزها حي جفعات
هماطوس الاستيطاني، وفي شمالها حي عطاروت، وحي الجسر الممتد بين القدس ومستوطنة معاليه
أدوميم الضخمة".
و"ينبغي تعميق السيطرة الإسرائيلية في
الأحياء العربية، سواء على المستوى البلدي، أو على المستوى الأمني"، وفق
"إسرائيل اليوم"، التي شددت على أن "التخلي عن هذه الأحياء سيعيد
القدس إلى التقسيم السيئ، ونحن لا نريد العودة إلى هناك"، وفق قولها.