هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تبدي إسرائيل على المستوى الرسمي والشعبي قلقها من استمرار الحرائق التي تتسبب بها الطائرات الورقية التي يطلقها الشبان الفلسطينيون في غزة منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 من آذار/مارس الماضي.
وتحولت "الطائرات الورقية" بمثابة قضية رأي عام داخل إسرائيل، في ظل عجز سلطات الاحتلال في التعامل معها، قبل أن تلجأ الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ قرار بخصم تكلفة الأضرار المترتبة على الحرائق من الأموال التي تجبيها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية بشكل شهري.
وسارعت السلطة الفلسطينية وعلى لسان المتحدث باسم الحكومة، يوسف المحمود، إلى إدانة القرار الإسرائيلي واصفا إسرائيل بـ"الدولة اللصوصية في نهبها لخيرات ومقدرات الشعب الفلسطيني".
خسائر بالملايين
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن إجمالي مساحة الأراضي الزراعية التي تم احتراقها بفعل "الطائرات الورقية الحارقة"، بلغ 28 ألف دونم، وأن الخسائر الاقتصادية والمالية تتجاوز عشرات الملايين من الشواكل.
وفي هذا الصدد، يقول مدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية، علاء الريماوي، أن "الضغط الشعبي الذي يمارس على الحكومة الإسرائيلية دفعها لاتخاذ قرار بتعويض المزارعين الإسرائيليين من أموال السلطة الفلسطينية على اعتبار أن قيام حركة حماس بإطلاق الطائرات الورقية جاء نتيجة للحصار الذي تفرضه السلطة على قطاع غزة".
وتابع الريماوي في حديث لـ"عربي21" أن وسائل الإعلام الإسرائيلية متباينة في تقديرها لحجم الأراضي التي أُحرقت بفعل الطائرات الورقية، موضحا أن هذا التباين في حجم الخسائر يهدف إلى "إظهار إسرائيل بموقف الضحية في عجزها عن مقاومة الإرهاب الذي تمارسه حماس في غزة عبر هذه الطائرات"، وفق تعبيرها.
وأكد المختص في الشؤون الإسرائيلية أن التقدير الإسرائيلي "يشير لوجود نية بخصم قيمة الأضرار التي تسببت بها هذه الحرائق من أموال السلطة على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، وهي الخصم المباشر لتكلفة الدونم الزراعي الواحد بالإضافة لخسائر المزارعين من رواتب وأجور وخصم الشروط الجزائية للشركات الزراعية التي كانت من المقرر أن تورد محصولها للمصانع، وهذه التكلفة ستكون باهظة جدا على السلطة الفلسطينية وقد تتجاوز حاجز 100 مليون شيكل (28 مليون دولار) في المرحلة الأولى للتعويضات".
ويبلغ متوسط قيمة إيرادات المقاصة (الضرائب الشهرية)، التي تجبيها إسرائيل وتحولها للسلطة الفلسطينية، بنحو 180 مليون دولار وما يعادله (600 مليون شيكل).
عجز إسرائيلي
بدوره أشار الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أن "العجز الذي ظهرت به إسرائيل في وقف جحيم الطائرات الورقية دفعها للبحث عن أطراف فلسطينية وإقليمية لحث حماس على وقف إرسال الطائرات الورقية مستخدمة أسلوب التهديد والترغيب".
ويضيف في حديثه بـ"عربي21" أن "ما يجري من حديث عن خصم مرتقب من أموال المقاصة لتعويض المزارعين هو جزء من هذه السياسة الإسرائيلية للضغط على حماس بشأن وقف إرسال الطائرات الورقية".
وتابع: "إسرائيل بهذه الخطوة تريد وضع السلطة الفلسطينية في موقف محرج، كونها ترفض وتحارب استمرار مسيرات العودة، وقد علقت حركة فتح مشاركتها بهذه المسيرات منتصف الشهر الماضي، ورغم ذلك ستحمل إسرائيل السلطة تكاليف الحرائق للمزارع الإسرائيلية في مستوطنات غلاف غزة".