هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الأربعاء، إن "حماس تواصل شد الحبل مع إسرائيل إلى نهايته حتى ينقطع في نهاية الأمر، ولا مجال للحديث عن أي تسهيلات إنسانية في غزة قبل معرفة مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة".
وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف"،الإثنين، وترجمتها "عربي21" أن "السلطة الفلسطينية وحماس هما المتسببتان بالأزمة الإنسانية في غزة، لقد انسحبنا من قطاع غزة حتى الملليمتر الأخير، وسلمنا المفاتيح لأبو مازن، لكنه هرب إلى رام الله، وأبقى كل المشاكل خلفه في غزة، ورفض إعطاء الموظفين مستحقاتهم، هناك 78 ألف عائلة لم يمنحهم رواتبهم في القطاع".
وختم بالقول خلال زيارته إلى حدود غزة أننا "أسقطنا ثلثي الطائرات الورقية المشتعلة، ونحضر للرد على الثلث الأخير الذين يطلقون هذه الطائرات، لأنهم يشدون الحبل أكثر فأكثر وفي النهاية فإنه سينقطع، ولذلك لا يمكن التوصل مع حماس إلى هدنة طويلة الأمد، وإنما تقديم مساعدات مؤقتة لسكان غزة".
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: الهدوء مع غزة انتهى منذ حرب 2014
يوسي ميلمان الخبير الأمني الإسرائيلي وجه "انتقادات قاسية لوزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لأنهم عاجزون عن اتخاذ قرارات حاسمة بالنسبة لمستقبل قطاع غزة، وفي حين أن غالبيتهم يتحدثون في لقاءات خاصة عن دعمهم لتحسين ظروف مليوني فلسطيني هناك، لكنهم حين يصلون غرفة الاجتماعات يصدرون مواقف جديدة تخفي مواقفهم الأصلية".
وأضاف في مقاله بصحيفة معاريف، الاثنين، وترجمته "عربي21" أن "الوزراء جلسوا أربع ساعات، شهدت تقديم اقتراحات، وفي النهاية لم يتخذوا قرارات، لكن اللافت أنهم يحتفظون بآراء شخصية يعبرون فيها خلال محادثات خاصة، ويقولون أنه ليس معقولا أن يعيش مليونا فلسطيني في حياة تعيسة، بدون كهرباء ولا ماء ولا صرف صحي، ولكن حين يصلون إلى المباحثات الرسمية في الكابينيت فإنهم يبدأون بإصدار مواقف متطرفة رافضة لأي تسهيلات على غزة، مما يعني أن لديهم مواقف مزدوجة: واحد في القلب وآخر على اللسان، وهذه السخرية في أسوأ تجلياتها".
وأوضح أن "الوزراء يدركون أن موقف المؤسسة الأمنية مؤيدة لهذه التسهيلات لأنها تخفض من مستوى التوتر الأمني في قطاع غزة، وتراجع حدة العنف، لكنهم يجدون أنفسهم ملاحقون من مكالمات عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تارة، وتارة أخرى رغبتهم بأن يحافظوا على مواقعهم الانتخابية في استطلاعات الرأي، والنتيجة أن الوزراء ورئيسهم شخصيا بنيامين نتنياهو غير قادرين على اتخاذ أي قرار مستقبلي يخص غزة".
اقرأ أيضا: أعضاء كنيست: إسرائيل ربحت المعركة وخسرت الحرب أمام غزة
وأشار ميلمان، وثيق الصلة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية، أننا "في الطريق إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس الذي تحقق عقب حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، وبدلا من أن يبادر الوزراء لاتخاذ القرار بالشجاعة المطلوبة، فإنهم يفضلون التجاهل والتغاضي عن ذلك، في حين يبقى موقف ليبرمان الأكثر وضوحا، المعارض لأي تسهيلات للأزمة الاقتصادية في غزة طالما أن حماس تسيطر على القطاع".
وأكد أن "موقف ليبرمان يتعارض مع توجه رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي آيزنكوت ومنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية الجنرال كميل أبو ركن اللذين أعدا خطة للتعامل مع الضائقة المعيشية في غزة".
وختم بالقول أنه "رغم أن موقف ليبرمان يمثل الأقلية داخل الكابينت المصغر، لكن باقي الوزراء للاعتبارات السابقة يخشون معارضته، وبالتالي ينجح بفرض آرائه عليهم، حتى أن نتنياهو ليس راغبا بالدخول في مواجهة مع ليبرمان، خشية التحقيقات الجارية ضده، وفي النهاية فإن الثمن سيدفعه مستوطنو غلاف غزة، مع العلم أن تقديم المساعدات لقطاع غزة مصلحة إسرائيلية، حتى لو أن حماس استفادت منه".
لكن موتي كرفال الكاتب بصحيفة "مكور ريشون "، الإثنين، رفض تقديم أي خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، وفي حين أننا خرجنا من غزة في 2005 لكنها تلاحقنا منذ تلك المرحلة، نحاول الاختباء منها بالجدران والأسوار، لكنها تعاود وضع إصبعها في عيوننا تذكرنا بالقول: أنا هنا!".
اقرأ أيضا: هذا ما جرى في اجتماع الكابينيت الإسرئيلي حول غزة
وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل تحاول التعامل مع التهديدات القادمة من غزة بمختلف الأساليب كالهجمات النوعية والاغتيالات والتصفيات، واليوم تأتي خطة إعمار غزة ومساعدتها إنسانياً، من خلال جمع عشرات المليارات من كل العالم لحل هذه المشكلة الدامية التي تسبب لنا نزيفا لا يتوقف".
وختم بالقول أن "هذه المساعدات لن تحل المشكلة الإنسانية القائمة هناك، لأن غزة ستبقى كيانا معاديا لإسرائيل، ولن تنتج سوى مزيد من الكراهية والمقاومة لنا".