هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعدما غنى له مطربون وفنانون مصريون وعرب؛ أثار مقطع غنائي للمصري أحمد سعد، ينتقد فيه رأس النظام العسكري الحاكم عبدالفتاح السيسي، حالة من الجدل بمصر حول دلالات الواقعة؛ خاصة وأن أغنية سعد تعد العمل الفني الأول الذي ينتقد فيه أحد مؤيدي السيسي السابقين قراراته.
وأطلق سعد، زوج الفنانة سمية الخشاب وطليق الفنانة ريم البارودي، المثير للجدل بتعدد علاقاته الاجتماعية؛ أغنية عبرت عن مشاعر غضب الشارع المصري من قرار زيادة أسعار الوقود بعيد الفطر، وما سبقه من إجراءات خلال شهر مضان لحقت بأسعار ركوب مترو الأنفاق والمياه والكهرباء والرسوم على المستخرجات الرسمية وغيرها.
كلمات أغنية سعد، التي عرضها على صفحته بـ"فيسبوك"، ودون لحن موسيقي، وجهها بشكل مباشر للسيسي، وجاءت كالتالي: "افرض ضريبة على الكلام.. على الابتسام وعلى السلام، اعمل ضريبة على اللي ميت من المرض.. لأنه مش لاقي الدوا.. واعمل ضريبة على اللي ماشي وهو ساكت.. ما هو ماشي يتنفس هوا.. وافرض ضريبة على السعادة سميها ثمن الانبساط.. وخد إتاوة من اللي نايمين عالبلاط.. واعمل ضريبة على النجوم عشان بتطلع في السما واعمل ضريبة عالعيون ما هي برضو أحسن من العما".
الكلمات التي تغنى بها سعد، هي للشاعر غازي سامي محمود الشهير بسامي حبيبة، المعتقل حاليا بسجون الانقلاب، والتي كان قد قالها عبر مقطع فيديو بموقع "يوتيوب" عام 2016.
وغازي حبيبة كان قد سلم نفسه لأجهزة الأمن بمحافظة المنوفية، في آذار/ مارس 2017، بعد الملاحقة الأمنية له ولأسرته، بعد نشره قصيدة "إلى السيسي: مساء الطين"، عبر يوتيوب.
وأوضح محللون لـ"عربي21"، دلالات انتقاد السيسي بعمل فني لأول مرة منذ انقلابه العسكري، واعتبروا أنه يعبر عن الغضب المكبوت خلف قمع النظام، فيما رأى البعض الآخر أن الأغنية مدفوعة من الشؤون المعنوية لامتصاص غضب الشعب؛ خاصة وأن سعد، كان أحد أهم مطربي حفلات السيسي.
ليس نظام مبارك
ويعتقد رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية خالد رفعت أن أهم دلالات ظهور أول عمل فني ينتقد السيسي من أحد مؤيديه السابقين، هي أن هناك حالة من تنامي الغضب تجاه النظام بالشارع المصري، مشيرا إلى أن سعد استغل تلك الحالة للشهرة وللقرب من الناس، مؤكدا أن "النظام مبدئيا (حينفخ) سعد"، في إشارة لإحدى طرق التعذيب خارج إطار القانون بالسجون المصرية.
رفعت، رفض في حديثه لـ"عربي21"، اعتبار مقطع سعد جزءا من خطة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة لصرف النظر عن الحدث الأصلي وهو زيادة أسعار الوقود وتوابعه، أو أنه يأتي ضمن خطة لتنفيس الغضب بالشارع، قائلا: "بالطبع لا أؤيد ذلك الاحتمال"، مؤكدا أن هذا النظام لا يقبل أي نقد ولن يسمح به، وأنه ليس نظام مبارك.
ويرى، الأكاديمي والسياسي المقرب من دوائر بعض الجهات السيادية، أن هذا الانتقاد الأول للسيسي يفتح الباب أمام الآخرين أن ينتقدوه بنفس الطريقة وعبر أعمال فنية.
"خطة ملعوبة"
وحول الدلالات النفسية لظهور أول عمل فني ينتقد السيسي، ومدى تعبيره عن بعض الغضب المكتوم، واعتباره مؤشرا على ظهور حالة رفض علنية، ترى الطبيبة النفسية، إيمان كمال، لـ"عربي21"، أن مقطع الفيديو وظهوره في هذا التوقيت بعد موجة غلاء الأسعار هي خطة ملعوبة لصرف النظر عن الحدث الأصلي وهو زيادة أسعار الوقود وتوابعه، موضحة أنه ليس هناك أية دلالات نفسية ولا عصبية يمكن قراءتها من مقطع أحمد سعد.
الفيديو، أثار حالة من الجدل بين المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أكد البعض أن الفيديو ليس إلا محاولة للتغطية على زيادة الأسعار، وخطة من الشؤون المعنوية للانشغال بأحمد سعد وبمدى شجاعته والحديث عما سيلاقيه من النظام.
— abuofatma (@abuofatma44) 17 يونيو 2018
واستدل هذا الفريق بأن سعد، أحيا حفلة فوز السيسي بالانتخابات الرئاسية الماضية، إلى جانب تصريحاته التي أكد فيها دوما على أن السيسي هو الخيار الصحيح للشعب، إلى جانب ظهور درعين لإدارة الشؤون المعنوية ولوزارة الداخلية خلف سعد وهو يغني بالمقطع.
— اللهو الخفي (@pyrovisky) 17 يونيو 2018
أما الفريق الثاني، فيرى أن سعد، كان من ثوار يناير، وأثارته قرارات النظام الأخيرة وشارك الشعب همه عبر هذا المقطع. وقال الكاتب شادي جاهين، عبر "فيسبوك"، إن "من يشعر بمعاناة الغلابة ويتفاعل مع مشاكلهم يبقى فعلا فنانا محترما، متوقعا أن يطال سعد، بطش النظام".
ورفضت الكاتبة الصحفية أسماء شكر، قول البعض بأن المقطع وسعد، مدفوعان من الشؤون المعنوية، متسائلة هل السيسي يحتاج لامتصاص غضب الشعب بكوبليه أحمد سعد؟ مضيفة أن الشعب خارج حسابات السيسي أصلا.