هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع اقتراب الذكرى الخامسة على مظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013، والانقلاب العسكري الذي تلاها في 3 تموز/ يوليو؛ لم يتبق من شركاء وداعمي الانقلاب إلا رئيسه عبد الفتاح السيسي وبقايا حركة تمرد، حيث تخلص السيسي خلال الأعوام الماضية من كل شركائه خاصة وزير الدفاع صدقي صبحي الذي عزله قبل أيام، ليدخل عامه السادس منفردا بالحكم.
وشهدت الأعوام الخمسة الماضية تغيرا واضحا في مواقف كثيرين دعموا الانقلاب العسكري وكانوا يعتبرونه ثورة شعبية، ورأوا في السيسي المنقذ للبلاد.
وطبقا لباحثين سياسيين، فإن انقلاب السيسي لم يختلف عن غيره من الانقلابات التي تأكل بعضها لصالح الأقوى فيها، مشيرين إلى أن جبهة الإنقاذ التي منحت الانقلاب غطاء سياسيا؛ كانت الأكثر من حيث الخسارة، يليها قيادات المجلس العسكري الذين دعموا السيسي حتى وصل لكرسي الحكم.
ويقسّم الباحث المتخصص بالشؤون السياسية الدكتور أسامة أمجد لـ "عربي21" مصير شركاء الانقلاب إلى أولئك الذين قفزوا مبكرا من المركب بعد اكتشاف نوايا السيسي الديكتاتورية ومن أبرزهم نائب رئيس الجمهورية السابق محمد البرادعي الذي تحول من أبرز مُنَظِر لمظاهرات 30 يونيو وانقلاب 3 يوليو؛ إلى واحد من أكثر الرافضين له.
ويرى الباحث السياسي أن الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل كان الأبرز في هذا التحول، موضحا أن هيكل الذي كان عرابا للانقلاب والأب الروحي لحركة تمرد، سرعان ما تحول عن دعم السيسي إلى واحد من أكثر منتقديه وهو ما أوضحه في سلسلة لقاءات أجراها مع الإعلامية لميس الحديدي، وحذر قبل وفاته من المصير المجهول الذي ينتظر مصر إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
ويضيف أمجد أن رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة يأتي في مقدمة المتحولين من التنظير للانقلاب والترويج له، لمنتقديه وواصفيه بالانقلاب العسكري مكتمل الأركان، وأصبح من أكثر الداعين للمصالحة مع الإخوان، ويليه بالقائمة الكاتب الصحفي بلال فضل الذي قدم من خلال كتاباته الصحفية وبرامجه التليفزيونية تبريرات كثيرة للانقلاب، ثم تحول بعد ذلك للإعلان صراحة بأنه انقلاب عسكري.
وطبقا لتقسيم أمجد فإن نائب رئيس أول حكومة للانقلاب زياد بهاء الدين كان الأكثر من حيث التحول عن مربع السيسي، ووصفه بالحكم الفاشل الذي خرج عن مساره المرسوم له، ويمثل بهاء الدين أهمية خاصة باعتباره صاحب الفضل في إتمام قرض صندوق النقد الدولي.
اقرأ أيضا: ما دلالات الإطاحة بوزيري الدفاع والداخلية المصريين
ومن بين المتحولين كما يرى أمجد رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح، المسجون حاليا بتهمة الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك الفقيه الدستوري نور فرحات والذي يواصل من خلال كتاباته الانتقاد للحكم التسلطي للسيسي، والسفير معصوم مرزوق الذي كان يأمل أن يكون مرشحا رئاسيا مدنيا ولكنه فضل الابتعاد واكتفى بتشكيل الجبهة المدنية المعارضة مع غيره من الأحزاب العلمانية والليبرالية والناصرية، وكذلك علاء الأسواني وحازم عبد العظيم.
ويضيف الكاتب الصحفي سليم عزوز لـ "عربي21" للتقسيم السابق فئات أخرى تحولت لمعارضين للانقلاب، ووصفوا حكم السيسي بالفاشي والديكتاتوري ومن أبرزهم حمدين صباحي المرشح الأسبق في الانتخابات الرئاسية، وقيادات جبهة الإنقاذ التي وقفت بصف الانقلاب على أمل أن تأخذ مكان الإخوان في المشهد السياسي بعد إقصائهم، مثل جورج إسحق وعبد الجليل مصطفى وخالد علي.
ويستكمل عزوز أن من ضمن هؤلاء من اعتزل السياسة بشكل تام "مثل محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الاجتماعي، وأحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار، ومنهم من تم إقصاؤه من الحياة السياسية لصالح آخرين داعمين للسيسي مثل السيد البدوي رئيس حزب الوفد السابق الذي حل مكانه محمد أبو شقة، وأحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار السابق، وخالد داوود رئيس حزب الدستور السابق ومنهم من تم عقابه مبكرا مثل قيادات 6 أبريل أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة الذين تم سجنهم إعمالا لقانون التظاهر".
اقرأ أيضا: السيسي وحيدا.. بعد الإطاحة بزملائه العسكريين (إنفوغرافيك)
وعلى الجانب العسكري يشير عزوز إلى أن "أول تصفية كانت من نصيب وزير الداخلية مرتكب جريمة فض رابعة محمد إبراهيم، ثم كل قيادات الداخلية من جهاز الأمن الوطني والقوات الخاصة والأمن المركزي، ثم تحول اهتمام السيسي لزملائه بالمجلس العسكري ومنهم من أبعده عن المؤسسة العسكرية مبكرا مثل محمد العصار، ومنهم من ورطه في أحداث سيناء ثم عزله مثل أحمد وصفي وأسامة عسكر، وعبد المنعم التراس".
ويضيف عزوز أن "عزل كل من محمود حجازي رئيس الأركان السابق صهر السيسي وأكثر شركائه بالانقلاب، وأخيرا وزير الدفاع صدقي صبحي، يعد أكبر مكاسب السيسي في طريق الانفراد بالسلطة، خاصة وأن عزلهما مازالت تحيط به الكثير من علامات الاستفهام".