هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا أعده مراسلها أنطوني لويد، يقول فيه إن نفوذ إيران في أفغانستان يتزايد، وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن المئات من المقاتلين الأفغان في صفوف حركة طالبان يتلقون تدريبات متقدمة في الأكاديميات العسكرية في إيران، كجزء من التصعيد في عملية دعم حركة التمرد، وذلك نقلا عن مسؤولين أفغان.
وينقل لويد عن مستشار في مجلس شورى كويتا طالبان، قوله: "يمنح الإيرانيون التدريب بناء على شرطين، وهما أن نركز هجماتنا على الأمريكيين ومصالح حلف الناتو في أفغانستان، وتكريس جهود أكبر لضرب تتظيم الدولة".
وتورد الصحيفة نقلا عن صانع المتفجرات البالغ من العمر 38 عاما من بلدة سانجين في إقليم هيلمند، قوله إن القرار بإرسال مقاتلي حركة طالبان لتلقي التدريب في إيران بدأ في الربيع، عندما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط للخروج من الاتفاقية النووية.
ويشير التقرير إلى أن حركة طالبان اختارت أذكى وأفضل مقاتليها، لإرسالهم إلى إيران، حيث التقوا مع القادة العسكريين الإيرانيين، الذين نقلوهم إلتى معكسرات التدريب، وتمت الإشارة إلى أن واحدا من المعسكرات في كرمنشاه، مع أن المسؤولين الأفغان تحدثوا عن معسكرات أخرى.
ويقول الكاتب إن مصادر حركة طالبان زعمت أن 300 تأشيرة دخول وفرت لكوادرها من 34 منطقة في أفغانستان.
وتنقل الصحيفة عن أحد قادة طالبان، ويدعى إلياس نواهد، الذي تم لقاؤه في أحد البيوت الآمنة، قوله إن تدريبه بدأ قبل بداية شهر رمضان، وأضاف نواهد، الذي جاء في عطلة العيد، أن هناك ما بين 500 و600 في مراحل مختلفة من التدريب، مشيرا إلى أنهم يتلقون "تدريبات مختلفة من التكتيكات إلى صناعة القنابل والقيادة والتجنيد والتدريب على السلاح".
ويلفت التقرير إلى أن معظم المدربين من القوات الخاصة الإيرانية، وبعضهم يستطيع التحدث بالبشتو، مشيرة إلى أن نواهد يعد من المتعلمين جيدا، ويعرف بالحاسوب ووسائل التواصل الاجتماعي، وصناعة القنابل، ويعبر عن جيل جديد من المقاتلين الأفغان، واختارته القيادة العليا للتحدث مع الصحيفة؛ للحديث عن التحضير لهجمات جديدة في حال فشلت محادثات السلام.
ويعلق لويد قائلا إن روايته تتطابق مع أحاديث المسؤولين الأفغان، الذين يقولون إن إيران ستحضر لهجمات ضد أمريكا ردا على العقوبات، لافتا إلى قول نائب قائد في الجيش الوطني الأفغاني: "كل يوم تزداد قوة حركة طالبان، وتتسع مساحة سيطرتها، وفي الوقت ذاته يتراجع تأثير باكستان عليها، وكان الدعم الإيراني لحركة طالبان هو الذي ترك أثرا، وليس السلاح فقط، وهو من صناعة روسية عادة، لكن التدريب والاستشارة أيضا، ومع أنها قررت عدم الدفع، إلا أن أثر إيران واضح".
وتنوه الصحيفة إلى أن إيران تتبع مسارا مزدوجا في أفغانستان، فهي حليف تقليدي لحكومة كابول وعدوة لحركة طالبان، إلا أن فيلق القدس قرر توفير الدعم لحركة طالبان، في الوقت الذي بدأت تتراجع فيه علاقة الحركة مع باكستان التي كانت تعد الداعم الرئيسي.
ويفيد التقرير بأن معسكر التدريب في كرمنشاه في غرب إيران دائم، وهو مجهز بأماكن النوم والطعام، ومراكز اللياقة، وميادين التصويب، وفيه مسجد، ويبدأ التدريب قبل الفجر وينتهي في المساء، حيث يقول نواهد إن معظم المتدربين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 عاما، ومروا في امتحانات متقدمة قبل اختيارهم.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن نواهد لاحظ أن العلاقة مع إيران قريبة، وليست مثل العلاقة مع باكستان، ومن الصعب الحكم عليها، وقال: "نحن سعيدون بها، وبعد الانتهاء من التدريب سنعود إلى وحداتنا هنا في أفغانستان، والأمر يعود إلى قادتنا للقرار في ذلك".