هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد المجلس الثوري المصري إلى أن "طبيعة المقاومة الشعبية الأنسب للمرحلة هي العصيان المدني"، داعيا قطاعات المجتمع من عمال وفلاحين وطلاب ومثقفين حقيقيين إلى "إدراك طبيعة المعركة وإلى حجم الخيانة والعمالة التي تمارسها المؤسسة العسكرية".
وأوضح، في بيان له، تمت تلاوته خلال مؤتمر صحفي بعنوان "5 سنوات على الانقلاب .. العسكر سرق مصر"، عقد الثلاثاء، بمدينة إسطنبول التركية، أنه أصدر عدة إصدارات حول إجراءات العصيان المدني المتاحة لكل قطاع من الشعب المصري.
وأشار المجلس الثوري إلى أنه "سيقوم في الفترة القادمة بإعادة نشرها الإصدارات والبيانات بطرق متعددة لحث الشعب بكل قطاعاته على القيام بعزل الحكومة والنظام وزيادة قدرته على المقاومة".
وأضاف أن "الكثير من القوى التي مهدت وقاومت بالانقلاب العسكري كانت منذ يومه الأول تدرك تلك النتيجة الكارثية، فكل الانقلابات عبر التاريخ الحديث كان هدفها منع الشعوب من تحقيق الاستقلال عن القوى الدولية والتي تستنزف ثروات الشعوب وتسيطر على مقدراتها عبر الانقلابات العسكرية، وقد أكد انقلاب مصر ذلك بتدميره للاقتصاد المصري وارتفاع معدلات الفقر والقهر الذي يعاني منه الشعب".
وذكر أن "ما حدث في مصر وغيرها يؤكد الارتباط بين الانقلابات العسكرية وبين القوى الغربية التي تخشى من تحرر الدول من سيطرتها"، مشيرا إلى "انكشاف عمالة وخيانة كل من شارك في الانقلاب العسكري والتمهيد له عبر افتعال أزمات وتنظيم احتجاجات كان هدفها الأول تمهيد الأرض للانقلاب العسكري".
وشدّد على أن "مصر أحد النقاط المفصلية في المنطقة، والشعب المصري الحر هو أحد أكبر الشعوب من حيث عدد السكان والطاقات البشرية والفكرية الهائلة التي يمتلكها، وبعد هذه السنوات الخمس يؤكد المجلس على قدرة الشعب المصري على التحرر وأنه ليس بأقل من الشعوب الأخرى التي ناضلت من أجل حريتها وكرامتها".
اقرا أيضا : وجوه وكيانات توارت في الذكرى الخامسة لانقلاب السيسي
ولفت إلى أن "مصر لن تبقى تحت رحمة الخونة بسلاحهم وعتادهم والشعب قادر على الفعل"، محذرا كل القوى التي تحاول فرض الأمر الواقع على شعب مصر، ومؤكدا أن "تحرير مصر من التبعية الدولية هو مفتاح تحرر فلسطين والطريق الواضح لتحرير كل شعوب المنطقة من الاحتلال بالوكالة".
من جهتها، دعت رئيس المجلس الثوري المصري، مها عزام، جموع الشعب في الداخل والخارج إلى "التحرك من أجل انقاذ مصر، عبر تنفيذ عصيان مدني عام في كل مؤسسات الدولة، وتهميش عصابة العسكر ومقاطعتهم ومعرفة الفاسدين في مؤسسات الدولة وفضحهم".
وقالت:" المجلس الثوري يدعو لأولى خطوات الإضراب العام، وهذا مطلب كبير، إلا أن المصريين قادرين على ذلك. ونحن نريد تهميش دولة العسكر، لأن مصر أكبر من هؤلاء، عبر الامتناع عن دفع الضرائب قدر المستطاع، وألا يكون هناك تعامل مع المؤسسات أو العصابة الحاكمة بشكل تجاري التجارية أو في الأعمال الخاصة".
وأكدت "عزام" أن "الفسدة داخل مؤسسات الدولة هم قلة منتفعين من هذا النظام الذي يزرع الخوف والفساد، لذلك هو مسيطر، ولذا فأكبر تحدي لنا هو مقاومة الفساد، ولذلك هم أطاحوا بالرئيس مرسي الذي بدأ محاربة الفساد"، مؤكدة أن حاجز الخوف ينكسر بمرور الوقت، وأن الشعب سينتفض مرة أخرى، كما حدث في 2011، وقادر تماما على أن يفوز بحريته وكرامته.
وتابعت:" لا نريد بديل للسيسي متمثلا في عسكري آخر أو شخص مدني فاسد يلعب نفس اللعبة"، لافتة إلى أن إجراءات صندوق النقد الدولي ستضر بأغلبية المصريين بسبب الفساد، خاصة أن منظومة العسكر أفقرت وأهانت مصر.
وشدّدت على أن الرئيس محمد مرسي لايزال هو رئيس جمهورية مصر العربية، فلا توجد أي شرعية للنظام الحالي"، ومعبرة عن إيمانهم بالحوار مع المجتمع المصري لبناء وحدة وطنية تحترم إرادة واختيارات الشعب.
واختتمت رئيس المجلس الثوري بقولها:" الحرية قريبة جدا، وسنحرر مصر بإذن الله، فالمنظومة العسكرية انتهت ونهايتها اقتربت منذ الانقلاب الذي حدث منذ 5 سنوات".
اقرا أيضا : "المعارضة المستنيرة".. ائتلاف سياسي جديد لدعم السيسي
وأشار عضو الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، مدحت الحداد، إلى أن "الأوضاع الاقتصادية تنذر بخطر شديد وانفجار مرتقب سيأكل الأخضر واليابس، ويدخل البلاد في دوامة – لا قدر الله- تؤخرنا وتضرنا لعشرات السنين كما هو الحال إذا استمر الانقلاب".
وأكد أن "جماعة الإخوان كانت، ولاتزال، وستظل حريصة على هذا الشعب والوطن أكثر من حرصها على نفسها وأبنائها، فقد ضحى – ولازال- قادة وشباب الجماعة من أجل وطنهم، ووقفوا في وجه الظلم والظالمين، وكانت ثورتهم وغضبتهم سلمية وستظل كذلك سلمية".
وأردف:" أولوياتنا هي الحفاظ على فكر وفهم الإسلام الصحيح، والدعوة إليه بكافة الوسائل السلمية بالحكمة والموعظة الحسنة"، مضيفا:" ما قام الانقلاب إلا على جثث معارضيه، ولايزال كذلك حتى الآن، وأصبح القتل بعد الإخفاء القسري حرفة ودماء الشعب هي الوقود له".
وردا على دعوات المصالحة الوطنية والمصالحة مع النظام، قال "الحداد":" لا اعتراف بهذا النظام العسكري المغتصب للسلطة والمنقلب على أول رئيس منتخب، ولا مصالحة مع من تلطخت أيديهم بدماء المصريين، ولا مصالحة إلا مع كامل الحفاظ على حقوق الشهداء والمصابين والجرحى والمضارين بكافة أشكالهم"، منوها إلى أن "الرئيس مرسي هو أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر القديم والحديث".
من جانبه، شدّد نائب رئيس المجلس الثوري المصري، المستشار وليد شرابي، إلى أن "الثورة الشاملة هي الحل الوحيد، فهذا هو ما سيعيد للشعب المصري سيادته وكرامته، ويعيد المؤسسات إلى دورها الوطني، أما ما دون ذلك من مهادنة مع النظام العسكري لن يزيد العسكر إلا قوة وتمكن من المصريين".
اقرا أيضا : هل أصبح الانتحار أداة المصريين للتعبير عن واقعهم السياسي؟
وأكد "شرابي" أن "التحرك ضد هذا النظام ليس رفاهية، بل هو ضرورة لإنقاذ أنفسنا، وكلما تأخر التحرك ضد عصابة العسكر كلما كان الضرر علينا أكثر"، مشيرا إلى أن "مصر مقبلة على كارثة حقيقية تسقط اقتصاد أي دولة؛ فنحن نتعرض لكوارث وزلازل اقتصادية من وقت إلى آخر".
بدوره، أكد ممثل التحالف الوطني لدعم الشرعية، عطية عدلان، أن "الانقلاب جاء لتجريف الموارد البشرية والطبيعية وللثقافة، والهوية، ولأحلام الشباب وآمالهم، وسرقة لمقدرات البلاد لتجفيف شريان حياة المصريين وتجريف عقائدهم ومبادئهم حتى المؤسسات الدينية".
وأضاف "عدلان"- في كلمته بالمؤتمر الصحفي-:"لو كان 5 حزيران/ يونيو 1967 (في إشارة للنكسة) مضروبا في عشرين ضعف ما ساوى ولا عادل ما مُنيت به الأمة في مصيبة 30 حزيران/ يونيو 2013؛ ذلك اليوم المشؤوم الذي خرجت فيه شراذم من الموتورين والمأجورين وضعفاء النفوس وأراذل القوم، فلم يكن من بينهم شريف قط، ولا يجعلنا الحرص على تراجعهم عن 30 حزيران/ يونيو أن نُزور التاريخ".