هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لاراثون" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن إمكانية انتهاء الحرب اليمنية بعد مرور سبع سنوات على اندلاع الصراع الذي خلف آلاف القتلى واللاجئين.
وقالت في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "اليمن يعاني من معضلة القبلية، التي مزقته بين العنف من جهة، والفقر المدقع من جهة أخرى".
في الأثناء، اشتدت وطأة البؤس الذي يرزح تحته الشعب اليمني بسبب الحرب المندلعة بين التحالف العربي بقيادة السعودية، والحوثيين الذين يتلقون دعما مباشرا من إيران. ويبدو هذا الوضع مشابها لما تعيشه بعض الدول العربية الأخرى في المنطقة، بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضا: مقتل 54 شخصا في غارات جوية بالحديدة.. والحوثيون يتحصنون
وأضافت أن "الدول الغربية، فضلا عن خبراء الأمم المتحدة، وجهوا أصابع الاتهام نحو إيران بشأن تسليحها للحوثيين المسيطرين حاليا على العاصمة صنعاء". وقد أنكرت طهران هذه التهم، مؤكدة أنها "لم ترسل أي أسلحة للحوثيين سواء كانت أسلحة خفيفة أو صواريخ باليستية".
وذكرت الصحيفة أن "الحوثيين، الذين أسقطوا الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية خلال شهر آذار/ مارس سنة 2015، أطلقوا أكثر من مائة صاروخ نحو السعودية، تسبب آخرها في مقتل رجل في محافظة جازان الجنوبية".
وغالبا ما يوجه الحوثيون صواريخهم نحو العاصمة، الرياض، والمرافق الرئيسية لإنتاج النفط على الحدود اليمنية السعودية، فضلا عن استهداف ناقلات النفط السعودية.
وأوردت الصحيفة أن الحرب التي شنها التحالف العربي على اليمن نتجت عنها أزمة إنسانية خانقة. من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن ثلاثة أرباع سكان اليمن بحاجة ماسة إلى التدخل وتقديم المساعدة لهم.
ووفقا لآخر الأخبار المتداولة، تبذل الأمم المتحدة جهودها لإيجاد حل يقوم على المفاوضات في سبيل فك العقدة اليمنية.
وأوضحت أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أكد في 28 حزيران/ يونيو، أنه يود أن يجمع الأطراف المتنازعة كافة، وذلك في الأسابيع المقبلة على أقصى تقدير.
وصرح غريفيث قائلا: "أتمنى أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل ونتوصل إلى خطة حول كيفية إعادة عقد المحادثات".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الإنسانية تفاقمت بشكل كبير، حيث أكدت مصادر محلية أن طفلا يمنيا واحدا يموت كل دقيقة. ووفقا للأمم المتحدة، بات خطر المجاعة محدقا بحوالي 8.4 مليون مواطن يمني.
وتجدر الإشارة إلى أن أربعة أخماس البضائع الأساسية تدخل اليمن عبر ميناء الحديدة الذي سيطرت عليه جماعة الحوثيين، ثم قصفته فيما بعد قوات التحالف العربي. كما سيطر الحوثيون على مطار الحديدة الدولي الواقع جنوب المدينة على بعد ثمانية كيلومترات من الميناء.
وذكرت الصحيفة أن الحوثيين لا زالوا يمنعون مرور المساعدات الإنسانية، التي يعيش عليها حوالي 22 مليون يمني، حسب الأرقام التي قدمتها منظمة الأمم المتحدة.
وطيلة فترة هذه الحرب، يستخدم الحوثيون المدنيين كدروع بشرية عند استخدام الأسلحة والألغام الإيرانية عند شنهم للهجمات. كما يهدف الحوثيون إلى مواصلة السيطرة على البلاد على أمل إطالة فترة حكمهم.
ونوهت الصحيفة بأن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية شن هجوما حاسما في 13 حزيران/ يونيو الماضي، أدى إلى تراجع نفوذ الحوثيين في مدينة الحديدة.
وفي غضون يومين، فُتح ممر جوي وتم توصيل آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين من قبل الهلال الأحمر الإماراتي. وبغض النظر عن الحرب الأهلية المستمرة في اليمن، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على مواصلة شنّ ضربات جوية ضد خلايا تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وتنظيم الدولة.
ونقلت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية نفذت حوالي 35 هجوما في اليمن منذ سنة 2016. وخلال نيسان/ أبريل سنة 2016، أرسلت واشنطن مجموعة صغيرة من القوات العسكرية لتقديم المشورة والمساعدة للقوات التي تقودها المملكة العربية السعودية بغية استعادة السيطرة على الأراضي التي سيطر عليها تنظيم القاعدة.
اقرأ أيضا: قوات موالية للإمارات تفرج عن 45 معتقلا من سجن سري باليمن
في هذا الصدد، أدى توغل قوات العمليات الخاصة الأمريكية وسط اليمن إلى مقتل أحد أفراد المخابرات الأمريكية، والعديد من المقاتلين المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وعدد غير معروف من المدنيين اليمنيين خلال شهر كانون الثاني/ يناير سنة 2017.
وأفادت الصحيفة أن تاريخ التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة اليمنية في إطار دحر الإرهاب يعود إلى سنة 2000، حيث تعرضت مدمرة "يو إس إس كول" الأمريكية لهجوم مسلح في ميناء عدن. وقد بلغ عدد العمليات الأمريكية على الأراضي اليمنية 200 عملية منذ سنة 2000.
وعلى الرغم من أن الحوثيين لا يمثلون تهديدا مباشرا للولايات المتحدة، إلا أنهم يستهدفون أهم شريك لها، ألا وهي المملكة العربية السعودية، حسبما أوردت الصحيفة في تقريرها.