هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الخطوات التي من المتوقع أن يتخذها مدرب المنتخب الألماني، يواخيم لوف، على إثر خروج المانشافت من كأس العالم روسيا 2018.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من المرجح أن الأداء الضعيف الذي قدمه بايرن ميونيخ خلال الموسم الأخير، رغم حصوله على لقب الدوري، ألقى بظلاله على أداء المنتخب الألماني خلال مباريات كأس العالم. وفي حال ظل لوف معتمدا على الأرقام التاريخية التي حققها، فلن يجني شيئا في المستقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن يواخيم لوف قرر حضور مباريات الدوري الألماني، ومتابعة اللاعبين من منصة الشخصيات الهامة. ويدرك لوف جيدا أن بايرن ميونيخ يتمتع بشعبية جارفة، كما أن جماهيره تنتشر في كل مكان. وفي حال رغب في تشكيل منتخب ألماني جديد، لا يعتمد إلا على لاعبي الفريق البافاري، فسيضع لوف نفسه في موضع انتقاد من جماهير بايرن ميونيخ، ومن المحتمل أن يخسر دعمهم. وبناء على ذلك، بات لوف واقعا في معضلة عليه حلها.
وأفادت الصحيفة أن إدارة النادي تدرك جيدا أن لاعبي الفريق هم الأهم بالنسبة للمدرب الألماني، البالغ من العمر 58 سنة، حتى بعد الخروج المبكر من كأس العالم. وتعتقد إدارة النادي أن الاختيار لن يكون للاعبين الذين يتمتعون بالخبرة في الفريق فحسب، على غرار مانويل نوير وماتس هوملز وجيروم بواتينغ وتوماس مولر، والمدافع الأيمن، جوشوا كيميش، بالإضافة إلى لاعب خط الوسط، سيباستيان رودي. ولكن، سيشمل الاختيار كذلك اللاعبين الصاعدين، على غرار نيكلاس زوله وليون غورتيزكا وسيرجي غنابري. ويبدو أن نصف لاعبي التشكيلة الجديدة للوف سيكونون من بايرن ميونيخ.
وتابعت الصحيفة أنه فضلا عن ذلك، لن يتوقف النادي البافاري عن استقطاب المواهب الجديدة في ألمانيا. وبالفعل، أبدى النادي اهتمامه بمهاجم نادي لايبزيغ، تيمو فيرنر. وفي الواقع، لم تتضمن التشكيلة الأخيرة للمنتخب الألماني سوى لاعب واحد من كل نادي ألماني آخر باستثناء البايرن. ومن المفترض أن اختيارات لوف لن ترتبط باسم النادي مستقبلا، ولكن بأداء اللاعب مع ناديه. ولذلك، على زوله وغورتيزكا وغنابري أن يبذلوا مجهودا أكبر في حال أرادوا اللعب في صفوف المنتخب الوطني، وعدم الاتكال على اسم النادي الذي يلعبون لصالحه.
اقرأ أيضا: مدرب ألمانيا يعلق على الخروج "المذل" لمنتخبه من كأس العالم
وبداية من السادس من أيلول/ سبتمبر القادم، سيبدأ فصل جديد للمدرب الألماني مع المنتخب، حيث سيواجه المنتخب الفرنسي في دوري الأمم الأوروبية. وستتجه كل الأنظار صوب لوف وكم التغييرات التي أحدثها في المنتخب، والفرق بين الأداء في كأس العالم، والأداء الجديد.
وأوردت الصحيفة أن المدرب الجديد للنادي البافاري، نيكو كوفاتش، أبدى دعمه الكامل للوف في قيادة المنتخب بعد الخروج من كأس العالم. والجدير بالذكر أن كوفاتش سيتولى منصبه بداية من يوم الاثنين القادم. ويتوقع منه الكثيرون أن يحقق لقب الدوري الألماني للمرة السابعة على التوالي والوصول للأدوار النهائية في دوري أبطال أوروبا. ومع بداية الموسم الجديد، ستكون هناك منافسة شرسة في خط وسط البايرن، التي لا يمكن للوف أن يتجاهلها.
فعلى سبيل المثال، لن يكون من الممكن أن يحل لاعبون شبان، على غرار غورتيزكا وغنابري، محل عمالقة آخرين في خط وسط البايرن، من قبيل توماس مولر وتياغو ألكانتارا وأرتورو فيدال، وخافي مارتينيز وغيرهم. ولذلك، تنتظر المدرب الكرواتي، كوفاتش، مهمة صعبة في التنسيق بين هؤلاء النجوم، لتقديمهم في ثوب جديد بعد الخروج من كأس العالم. ومما لا شك فيه أن على لوف الحفاظ على علاقة جيدة مع البافاريين، لأنهم سيقدمون له الدعم في المستقبل.
وأبرزت الصحيفة أنه على الرغم من الخروج المهين لألمانيا من كأس العالم، إلا أن لوف لا زال يحظى بدعم وتقدير كافة الأوساط الرياضية ورؤساء الأندية في ألمانيا، وعلى رأسهم رئيس نادي بايرن ميونيخ، أولي هونيس. وقد تحقق حلم هونيس بامتلاك "منتخب" بايرن ميونيخ، الذي يضم غالبية لاعبي المنتخب الوطني، على غرار ما حدث في كأس العالم 1974، عندما ضم المنتخب الألماني الفائز بكأس العالم سبعة لاعبين من البايرن، وأيضا في كأس العالم 2014 عندما فازت ألمانيا باللقب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لطالما كانت هناك مشكلة بين نادي بايرن ميونيخ والاتحاد الألماني لكرة القدم، بسبب الإصابات التي يتعرض لها اللاعبون في المباريات الودية. ومنذ فترة طويلة، يتم التنسيق بين النادي الألماني والإدارة الفنية للمنتخب الوطني. وبالفعل، التقى لوف قبل ذلك بالمدير الفني السابق للبايرن، كارلو أنشيلوتي، ليستفسر منه عن أسلوب لعبه وطريقة بناء الثقة بينه وبين اللاعبين.
ومن المتوقع خلال الأيام القادمة أن يلتقي لوف مع كوفاتش، المدير الفني الجديد للبايرن، للتنسيق بينهما. وخلال المعسكر التدريبي في الولايات المتحدة، سيعمل المدرب الكرواتي للفريق على إخراج اللاعبين من الحالة النفسية التي وصلوا إليها.
وذكرت الصحيفة أن كوفاتش يتفهم القلق الذي ينتاب لوف، لأنه قاد منتخب كرواتيا من قبل، خلال كأس العالم 2014. وأكد كوفاتش أن تدريب المنتخب أسهل من تدريب النادي. ففي المنتخب، هناك خيارات متعددة، ويستطيع المدرب تغيير خطته أثناء المباراة، وهو ما قد يفيد لوف.
وفي الوقت الحالي، يبدي البافاريون قلقهم بشأن المستوى الذي ظهر به لاعبوهم وعددهم 12 مع المنتخب الوطني. ولم يتمكن لاعبو البايرن من تسجيل سوى هدف واحد خلال نهائيات كأس العالم الحالية، في المقابل، تمكن لاعبو بايرن ميونيخ منذ أربع سنوات من تسجيل 18 هدفا خلال البطولة. وقد بدا واضحا أن إقصاء البايرن من دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد أثر على أداء المنتخب الوطني.
اقرأ أيضا: ماذا قرر الإتحاد الألماني بشأن لوف بعد الخروج من المونديال؟
وفي الختام، قالت الصحيفة إن نيكو كوفاتش يدرك جيدا أن عليه إعداد اللاعبين على نحو جيد، مؤكدا أن رغبته في الظفر بالبطولات ستدفعه نحو بناء فريق قوي، لا سيما وأن البايرن يضم نجوم المستقبل في ألمانيا، وهو ما قد يساعد لوف كثيرا في اختياراته المستقبلية.