قللت جماعة
الإخوان المسلمين، ونشطاء مصريين بارزين في الولايات
المتحدة على اتصال بأعضاء الكونغرس الأمريكي، ولجان الاستماع باللجان الفرعية
بالكونجرس، من عقد اللجنة الفرعية للأمن القومي لنقاشات بشأن مصير جماعة الإخوان.
وعُقدت
جلسة، الأربعاء، بعنوان: "بحث التهديد الذي تشكله جماعة الإخوان المسلمون
والتنظيمات التابعة لها للولايات المتحدة ومصالحها، وكيف يمكن مكافحتها
بفعالية". الذي قابلته وسائل الإعلام المصرية بالتهليل والترحيب، والإشادة
بتوجهات بعض أعضاء اللجنة.
وخلال
الجلسة، طالب رئيس اللجنة النائب عن ولاية فلوريدا، رون دي سانتس، بوضع كافة
تنظيمات الإخوان على قوائم الإرهاب، زاعما أن السياسة الأمريكية فشلت في مواجهة ما
تمثله الجماعة من سلوك راديكالي، ودعمها للمجموعات الإرهابية.
محاولات
بائسة
وصف
رئيس المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، وأحد رؤساء الوفود المصرية التي
تتردد على لجان الاستماع بالكونغرس الأمريكي بشأن الأوضاع في مصر، هاني القاضي،
تلك الاجتماعات والنقاشات "بأنها غير مجدية أو مؤثرة"، وأن "توصية
السناتور الجمهوري رون ديانتس بشأن جماعة الإخوان تأتي ضمن سلسله من خطوات سابقة
كان من بينها مشروع قانون تقدم به السناتور الجمهوري تيد كروز في 2015 بحظر
الإخوان".
وكشف
أنه "نما إلى علمنا قيام إحدى الدول العربية بتمويل بعض الجمهوريين بمبالغ
كبيرة، خاصة في حملة ترامب الرئاسية، للخروج بهذه التوصية دون نتيجة تذكر، وقد
درجت الإمارات والسعودية ومصر على تمويل مراكز صنع القرار، ومراكز الإعلام
والتفكير في أمريكا؛ للضغط على الكونغرس، لوضع الإخوان على قائمة المنظمات
الإرهابية، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل".
وعدد
أسباب ذلك الفشل، قائلا: "حتى الآن الأسباب كثيره، منها وجود الإخوان في أكثر
من 70 دولة، على حد تعبير الكونغرس، وهناك حكومات كثيرة تربطها بالولايات المتحدة
مصالح مشتركة، مثل وتركيا وتونس والجزائر والمغرب، وغيرها من الدول".
مضيفا:
"لا يوجد تنظيم باسم جماعة الإخوان داخل
الولايات المتحدة أو مؤسسة أو جمعية
أو اتحاد أو مركز أو ما شابه ذلك، وكل المؤسسات الإسلامية والسياسية تعمل طبقا
للقانون الأمريكي، وليس لها أي علاقات تنظيمية خارج الولايات المتحدة".
زوبعة
في فنجان
بدوره،
قلل أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، محمد سودان، من أهمية
نتائج تلك المناقشات، قائلا: "إن هذا الإجراء يجب ألّا يثير قلق أحد، لأسباب
عدة متصلة به أو متصلة بالجماعة، كما أنه لا يعني أن هذا هو ما تعتمده السياسة
الخارجية للدولة".
وأضاف
لـ"
عربي21" أن جماعة الإخوان منهجها
واضح، وثوابت دعوتها وفكرها جلية وبينة، وليس فيها موضع اتهام أو مؤاخذة في أي
نظام أو قوانين باستثناء القوانين المتعسفة والظالمة لأنظمة سياسية تحاول إلصاق
التهم بالجماعة"، لافتا إلى أن "ما يحدث في أمريكا أو بريطانيا من
نقاشات هو نتاج ضغط اللوبي المؤيد من الكيان الصهيوني والإمارات ومصر المعادية
للربيع العربي".
وأكد
أن "الجماعة لها تجارب عديدة مع مثل هذه الحملات، ويتم التصدي لها، وردها.
وفي هذا السياق، سبق أن قام بهذه المحاولات السناتور تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ
الأمريكي عن ولاية تكساس، الذي كان منافسا للرئيس دونالد ترامب وغيره، بل عقدت
لجان أعلى من هذه اللجنة جلسات استماع في موضوعات متصلة بالجماعة".
واستدرك
سودان قائلا: "وكذا لجنة السير جون جينكنز ببريطانيا، ولجنة العلاقات
الخارجية في مجلس العموم البريطاني، التي أكدت أن "الجماعة" هي حائط صد
لعدم انخراط شباب هذه الدول إلى الجماعات الإرهابية، إضافة إلى تصريحات أخرى من
قبيل تصريحات وزيري الخارجية الأمريكية السابقين جون كيري وروي تيلرسون حول
الجماعة، ومنهجها وسياستها، ورفضهما وضع الجماعة على أي قائمة إرهاب".
سابق
لأوانه
بينما
رأى المتحدث الإعلامي للمكتب العام بجماعة الإخوان المسلمين، عباس قباري، أن
"التعليق بشكل رسمي من قبل جماعة الإخوان المسلمين على الموضوع سابق لأوانه".
وعلل
ذلك في تصريحات لـ"
عربي21"،
بالقول إن "مثل هذه المحاولات للنيل من الجماعة تحدث داخل مثل تلك اللجان
بالكونغرس الأمريكي بانتظام كل سنة تقريبا عقب الانقلاب، وفي كل مرة يتم رفضها من
داخل
الكونجرس أيضا".
من
جهته، استبعد رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية، صفي الدين حامد، أن تؤتي تلك
الحملات ثمارها على المدى القصير، قائلا: "إن مجرد إدراج قضية حظر أو وضع
جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب في لجنة من لجان الكونغرس لا يعدو كونه مناقشة أو
ثرثرة".
وأضاف
لـ"
عربي21" أن "مثل هذا الأمر
يحتاج إلى سنوات لإقراره وليس شهور، بحسب القانون الأمريكي؛ لأن هناك عقبات
دستورية وقانونية تحول دون تحقيق أماني البعض في هذا الصدد".