هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "وول
ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن اعتزام فيسبوك منح مجموعة من
الأكاديميين حق "الوصول الكامل" إلى البيانات الخاصة بمستخدميه، البالغ
عددهم 2.2 مليار شخص، لإجراء دراسات انتخابية.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شركة فيسبوك صرحت يوم الأربعاء بأنها
ستمنح مجموعة من الأكاديميين، التي شكلت حديثاً، "وصولً كاملا" إلى
البيانات الخاصة بمستخدميها بهدف تحديد مجالات البحث المتعلقة بتأثيرات مواقع
التواصل الاجتماعي على الانتخابات والديمقراطية بشكل عام.
وحيال هذا الشأن،
أعلنت "سوشل ساينس وان"، وهي مجموعة تم تشكيلها في وقت سابق من هذه
السنة بدعم من منظمات غير ربحية من بينها مؤسسة "جون إس وجيمز إل نايت"،
ومؤسسة " تشارلز كوك"، أنها ستستهل قبول مقترحات الباحثين من أجل منحهم
التمويل.
وأشارت الصحيفة إلى أن
فيسبوك سيشارك في هذه المبادرة في إطار تعهده بالشفافية والحد من الانتهاكات
المرتبكة على هذه المنصة، وذلك حسب ما أدلى به مسؤولون في الشركة. ومن خلال هذه
الخطوة، سيواصل فيسبوك عمله مع باحثين من الخارج، في وقت تواجه فيه الشركة التداعيات
المرتبة عن فضيحة "كامبريدج أناليتيكا"، على إثر تمكن هذه الشركة
المتخصصة في تحليل البيانات من الوصول إلى بيانات مستخدمي فيسبوك وجمعها بشكل غير
قانوني.
وأوردت الصحيفة أن
مؤسسي "سوشل ساينس وان" قدموا جملة من الضمانات التي ستحول دون حدوث أي
نوع من الانتهاكات أو التسريبات في المستقبل. كما أوضحت المجموعة أنها ستحذف جميع
المعلومات التي من شأنها أن تكشف عن هوية الأفراد، من حزم البيانات التي ستقدمها
للباحثين، مؤكدة أن تلك البيانات لن تغادر خوادم فيسبوك مطلقا. وستراقب المجموعة
عن كثب تلك الدراسات التي تتضمن معلومات حساسة خاصة بالمستخدمين.
وأضافت الصحيفة أن
عددا قليلا فقط من الباحثين الأساسيين سيتمكنون من الولوج إلى البيانات المتعلقة
بمستخدمي فيسبوك دون قيود. وحسب غاري كينغ، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة
هارفارد وأحد الرؤساء المشاركين في مجموعة البحث، فإن الهدف من هذه الخطوة يتمثل
في تحديد حزم البيانات التي سيتم إطلاقها فعليا. كما أوضح كينغ في إحدى المقابلات
أنه "سيسمح لهم بالوصول إلى الكم ذاته من البيانات التي يسمح لموظفي الشركة
بالوصول إليها".
ونقلت الصحيفة عن
المتحدث باسم فيسبوك أن الباحثين الذين يتمتعون بحق الوصول إلى قاعدة البيانات،
ملزمون بموجب العقد بعدم الكشف عن أي بيانات متعلقة بالشركة أو مستخدميها، وسيتم
مراقبة نشاطهم لتجنب وقوع أي انتهاكات للخصوصية.
وتجدر الإشارة إلى أن
"سوشل ساينس وان" تخطط لتقديم منح لمجموعات أخرى من الباحثين الذين
يرغبون في الوصول إلى حزم مختارة من بيانات مستخدمي فيسبوك. ويتضمن المشروع البحثي
الأول لهذه المجموعة فحص ما يعادل مليون غيغابايت من البيانات المتعلقة بالروابط
التي عمد المستخدمون إلى النقر عليها خلال السنة الماضية، بهدف تحديد أنماط انتشار
الأخبار الزائفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن
أستاذ القانون بجامعة سانتا كلارا، إريك غولدمان، قال إن تمكين الباحثين من
الاطلاع على البيانات يثير عدة تساؤلات حول مسألة خصوصية المستخدم، لكنه يعطي
العامة في نفس الوقت لمحة عن ممارسات فيسبوك. وقد نوه غولدمان بأنه "لا يمكن
محاسبة شركات الإنترنت دون الوصول إلى بياناتها أولا". كما أفادت "سوشل
ساينس وان" بأن فيسبوك لن يحظى بفرصة مراجعة هذه الدراسات ولا يحق له رفض
نشرها.
وفي الختام، أكدت
الصحيفة أن فيسبوك لا يزال يعمل على تعقب مطوري التطبيقات، الذين تمكنوا من اختراق
نظام بيانات المستخدمين، من أجل معرفة كيف وظفت تلك المعلومات خلال الفترة الممتدة
بين سنة 2007 و2015، حين منعت الشركة رسميا دخول جميع التطبيقات الأخرى إلى
بياناتها.