لها علاقة ببوعشرين.. بلجيكا تطرد مغربية بتهمة "التجسس"

أوقفت السلطات الأمنية البلجيكية، الصحفية وسيدة الأعمال المغربية، كوثر فال، ووجهت لها تهمة "التجسس"، وأعلنت ترحيلها إلى المغرب، في حادثة نادرة الوقوع في العلاقة بين المغرب وبلجيكا، حيث يتم توقيف مواطنة مغربية كانت في طريقها لحضور اجتماع في الاتحاد الأوروبي.

اعتقال كوثر فال، التي تعد بالمناسبة إحدى المشتكيات بمؤسس جريدة "أخبار اليوم" وموقع "اليوم24"، المعتقل بتهم الاتجار بالبشر والاغتصاب والاستغلال الجنسي، فتح المجال لطرح الأسئلة في تصريحات بوعشرين ودفاعه التي تقول بأن قضيته سياسية وليست جنائية.

التجسس وتهديد بلجيكا
وقالت وكالة الأنباء البلجيكية، "بلجا" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن أمن الدولة البلجيكي، أوقف كوثر فال، باعتبارها تمثل "تهديدا لأمن البلاد".

وتابعت "بلجا"، نقلا عن "مكتب المهاجرين"، إن الصحافية المغربية وضعت رهن الاحتجاز بمركز مغلق "127 مكرر" بتهم "التجسس لصالح المخابرات المغربية وزعزعة أمن الدولة"، قضت ليلتها في "الحجز".

ولم تتوقف متاعب الصحافية عند هذا، بل وجهت لها تهمة "التواجد غير الشرعي فوق التراب البلجيكي"، كما تقول مراسلة سرية لجهاز الأمن البلجيكي، بحسب وكالة "بلجا".

وأضافت أن المواطنة المغربية، كوثر فال، وضعت رهن الحجز، في انتظار إجراءات ترحيلها إلى المغرب، وتم سحب تأشيرة دخولها لبلجيكا، وتوجيه تهمة التجسس لصالح المغرب. 

وصدر قرار اعتقال المغربية كوثر فال، الثلاثاء الماضي، وتم تنفيذه في اليوم الموالي لذلك بعدما كانت في طريقها إلى اجتماع يعقد في مقر البرلمان الأوروبي بالعاصمة بروكسل.

"اختطاف" ليس الأول
واعتبرت كوثر فال في رسالة عبر أحد رجال الدين اليهود في مدينة "أنفيرس" البلجيكية، أنها تعرضت "للاختطاف" من قبل الأمن البلجيكي، وسجلت أنه سبق وتم توقيفها في أيار/ مايو الماضي. 

وقالت كوثر فال، إن "اعتقالها كان أشبه بالاختطاف"، حسب ما كتبته في رسالة نقلها عنها حاخام أنفيرس "موشي فريدمان".

وأفادت بخصوص التهمة الموجهة إليها، أنها تتعلق بـ"التجسس لصالح المغرب".

وزادت أنها "أول مرة تتعرض فيها للتوقيف كانت يوم 29 من أيار/ مايو الماضي، وذلك بمجرد الوصول إلى مطار شارل لوروا، إذ سُحبت منها تأشيرة الدخول إلى الأراضي البلجيكية".

وأوضحت أن "احتجاجها عن طريق محاميها البلجيكي جعل السلطات البلجيكية تطلق سراحها في ذلك الوقت". 

العلاقة ببوعشرين
سيظهر اسم كوثر فال، كواحدة من الضحايا المفترضات في ملف الصحفي توفيق بوعشرين، غير أنها لم تحضر لأي جلسة من جلسات محاكمته، التي انطلقت منذ 8 آذار/ مارس 2018.

الغياب المتكرر لكوثر فال، عن جلسات المحاكمة دفع أطراف القضية كل من موقعه إلى التشكيك في دوافع الغياب، حيث قدم دفاعها في وقت سابق شهادة طبية تثبت عدم تمكنها من الحضور، خاصة وأنها دائمة السفر إلى الخارج.

وتعتبر فال مشتكية على بوعشرين، إذ قالت في رسالة سابقة، إنها متمسكة بمتابعته قضائيا، وسبق أن أرسلت إشهادا، عن طريق "الفاكس"، إلى محاميتها صباح العلمي، لتؤكد فيه أنها تتشبث بالمتابعة.

وتحدثت بعض المواقع الإخبارية، عن تورط الإعلامية وسيدة الأعمال كوثر، وظهورها في فيديوهات جنسية مع مدير جريدة "أخبار اليوم" توفيق بوعشرين المتابع بتهم تتعلق بالاغتصاب والتحرش الجنسي والاتجار بالبشر.

من تكون كوثر فال؟
تعد كوثر فال، واحدة من الأسماء التي سلطت عليها الأضواء في الفترة الأخيرة، وأصبحت بارزة بشكل كبير في الأنشطة المتعقلة بالمغرب وأوروبا وأفريقيا.

كوثر المتحدرة من شمال المغرب، شابة تبلغ من العمر 32 ربيعا، غير أنها نشأت في عائلة بسيطة.

انطلاقا من 2016 بدأ نجم كوثر فال يسطع في المغرب، حيث ظهرت في الإعلام المغربي كسيدة أعمال وصحافية في بلجيكا، وسعت إلى التواصل مع النشطاء والصحفيين كصحفية وسيدة أعمال، وذلك بحسب ما أكدته البوابة الرسمية لمغاربة العالم.

وفي شباط/ فبراير 2017، أسست المنظمة الدولية للإعلام الأفريقي، وبعد ذلك نظمت اجتماعا في البرلمان الأوروبي تحت شعار: "مستقبل الإسلام في أوروبا بين الأديان والخوف من الإسلام".

وتتمتع بشبكة علاقات واسعة في المغرب وبلجيكا، وتقدم نفسها كـ (صحفية مغربية بلجيكية)، وسيدة أعمال، ومستشارة اقتصادية لدى عدد من غرف التجارة بالمغرب وأوروبا، ورئيسة منتدى "غلوبز فورم"، ورئيسة المنظمة الدولية للإعلام الأفريقي.