الإطاحة بمسؤول بقناة dmc.. هكذا يدير عسكر مصر الإعلام

أماطت مصادر مطلعة اللثام عن الأسباب الحقيقية للإطاحة بالرجل الثاني في قناة dmcnews التابعة للمخابرات الحربية، الإذاعي أيمن عطية، أحد المؤسسين البارزين الذين لعبوا دورا جوهريا في رسم خريطة برامج القناة منذ أكثر من عامين.

وأضافت المصادر لـ"عربي21" أن نائب مدير القناة، أيمن عطية، يعمل بإذاعة صوت العرب بدرجة مدير، وله خبرة طويلة في تطوير العمل التلفزيوني من خلال عمله في قنوات سابقة كمذيع ومحرر ورئيس قسم للبرامج السياسية.

وكشفت الأزمة عن استقواء المؤسسة العسكرية على جميع المؤسسات المدنية، بما مُنحت من نفوذ وسلطات واسعة تتخطى حدود الكفاءة والمهنية والتضحية بأي جهد كان في سبيل إرساء مبدأ الولاء والطاعة على طول الخط، وفق صحفيين وإعلاميين.

وتفاجأت الأوساط الإعلامية بمدينة الإنتاج الإعلامي، وخاصة قناة dmcnews  بتقديم "عطية" استقالته، قبل عدة أيام وقبولها مباشرة، دون أسباب واضحة، ولا علاقة لها بارتكاب أي أخطاء فنية، أو تحريرية، خاصة أن القناة لا تزال في طور التجهيز.

وعن أسباب تقديم الاستقالة وقبولها، علم مراسل "عربي21" أن عطية تقدم باستقالته اعتبارا من أول آب/ أغسطس القادم، إلا أنه تم قبولها من ساعة تقديم استقالته، إمعانا في اللامبالاة وعدم الإكتراث بالاستقالة، وأن قبولها هو شكل من أشكالة "الإقالة".

الجيش يتحكم

وكشف المصدر أن قبول الاستقالة لم يكن من طرف مديرة القناة منال الدفتار، أو رئيس الشبكة هشام سليمان، أو حتى رئيس الشبكة رجل الأعمال طارق إسماعيل، إنما من قبل لواء سابق بالجيش مسؤول عن أمن استديوهات ومكاتب المجموعة الإعلامية، ويدعى اللواء "ثروت"

وقال أحد الموظفين في إحدى إدارات القناة، مطلع على ملابسات الاستقالة، لـ"عربي21"، إن "اللواء ثروت ليس مجرد مسؤول أمني، إنما هو المتحكم الفعلي في إدارة مجموعة القنوات ماليا وإداريا، وعلى علاقة وطيدة بمكتب رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء عباس كامل".

وأوضح المصدر أن تقديم عطية استقالته جاءت على خلفية استدعاء معدين بإحدى البرامج للتحقيق في مكتب اللواء ثروت بسبب خلاف نشب بينهما، وذهب عطية معهم لحضور التحقيق باعتباره المسؤول إداريا عنهم، وأنه لم يُبلغ بأمر التحقيق".

وتابع المصدر أن "الأمن منع عطية من حضور التحقيق، ورفض اللواء ثروت وجوده بدعوى أن الأمر لا يعنيه مما أثار حنق وسخط الأول، فسارع بتقديم استقالته احتجاجا على رفض حضوره التحقيق، أو حتى إطلاعه على أسبابه".

وبيًن أن "الاستقالة لم تكن مقصودة بذاتها، إنما رسالة احتجاج للضغط بها على إدارة القناة، التي لم تحرك ساكنا واستسلمت لرغبة اللواء ثروت في قبول الاستقالة دون نقاش، ودون رجعة، رغم بعض المحاولات لإعادة الرجل لاستكمال دوره المهم في القناة، حيث ظل منصبه شاغرا في انتظار ما قد تسفر عنه أي تفاهمات جديدة".