هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن عمران خان، الذي فاز في الانتخابات الباكستانية بعد مسيرة سياسية طويلة توجت بفوزه في الانتخابات.
وقالت الصحيفة في تقريرها التي ترجمته "عربي21"، إن عمران خان تميز كثيرا في رياضة الكريكت، ثم زادت شهرته من خلال تصدره صفحات مجلة "بلاي بوي" خلال فترة الثمانينات في لندن. في المقابل، أصبح هذا العارض اليوم قائدا لباكستان، البلد النووي، الذي بلغت كثافته السكانية 250 مليون نسمة، والذي يعاني من الإرهاب وعدم الاستقرار الاقتصادي.
والجدير بالذكر أن عمر خان، الذي يبلغ من العمر 65 سنة، قضى واحدا وعشرين سنة من حياته في المجال السياسي.
وخلال هذه الفترة، لم يتوان عمر خان عن ترديد نفس الشعارات التي يطمح إلى تحقيقها على غرار مقاومة الفساد، تفكيك النخب التقليدية في البلاد، فضلا عن بناء دولة إسلامية يطيب فيها العيش، وهو مصطلح لم يشرحه عمر خان بدقة إلى حد الآن.
وأضافت الصحيفة أن السياسي عمران خان غير من نمط حياته بشكل كبير خلال العقد الأخير من حياته. ويفسر ذلك، بأنه فضل أن يعيش حياة ملتزمة واستبدل سهرات الملاهي الليلية الأوروبية بالطقوس الدينية.
لقد كان التغيير في حياة عمران خان جذريا وواضحا إلى درجة أنه تحصل على لقب "طالبان خان" بعد أن دعا إلى فتح قنوات التواصل والحوار مع حركة طالبان.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمران خان، السياسي ذو الشعبية والكاريزما الكبيرتين، دافع عن قانون التجديف خلال حملته الانتخابية، علما وأن هذا القانون أثار الكثير من الجدل كونه يعد بمثابة سلاح ضد الأقليات في بلد ذي أغلبية مسلمة. علاوة على ذلك، أكد عمران خان على ضرورة مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية للأراضي الباكستانية.
وعلى الرغم من أن الكثير من المنافسين السياسيين وبعض المحللين يرون أن عمران خان زعيم شعبوي، إلا أنه ردد العديد من العبارات الرنانة خلال خطاباته على غرار "سأضع حدا للإرهاب في باكستان في غضون 90 يوما".
اقرا أيضا : ترقب لفوز "خان" بانتخابات باكستان والمعارضة تتهم الجيش
وأردفت الصحيفة أن عمران خان أسس حزب حركة الإنصاف الباكستانية سنة 1996. وقد تمكن هذا الحزب من الحصول على مقعد واحد في انتخابات سنة 2002، التي سيطر عليها النظام العسكري بقيادة برويز مشرف.
وأشار عمران خان في إحدى مذكراته، إلى أنه أدرك من خلال الفساد المتفشي في دولة باكستان خلال فترة التسعينات، أن إحدى مشكلات البلاد الكبيرة تتمثل في عدم الالتزام الكامل لنخبة باكستان بمستقبل أمته.
وأردفت الصحيفة أن الباكستانيين عاشوا على وقع الثراء المفرط للطبقات السياسية المتتالية في ظل انهيار البلاد. فعلى سبيل المثال، تعاني المستشفيات العمومية في باكستان من حالة مزرية، كما ارتفعت نسبة معدلات وفيات الرضع. نتيجة لذلك، عمد الشباب الباكستاني إلى الفرار والهجرة من البلاد بحثا عن فرص عمل كسائقين وعمال نظافة وعمال بناء نظرا لأن فرص الوظائف اللائقة في باكستان أصبحت محدودة للغاية.
في الأثناء، قدم عمران خان نفسه كمنقذ شعبوي في وجه أنانية النخبة السياسية الباكستانية.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن عمران خان ينتمي إلى عائلة ثرية، إلا أنه لم تسجل ضده أي فضيحة فساد مالي، الأمر الذي دفعه إلى انتقاد السياسيين السابقين بحرية مطلقة.
في المقابل، صرحت العالمة السياسية كريستين فاير لصحيفة نيويورك تايمز، أن عمران خان مجرد "دمية متحركة"، و"وصل إلى مكانته اليوم بفضل مؤسسة الجيش وجهاز المخابرات العسكرية". وأضافت كريستين أن هذه الجهات سخرت كل جهودها لفوز عمران خان في الانتخابات.
وأوردت الصحيفة أنه على الرغم من شعبية عمران خان الكبيرة، إلا أن القوى السياسية الأخرى في باكستان لم تحمل وجوده على محمل الجد إلى حدود سنة 2011.
خلال هذه السنة، حضر أكثر من 100 ألف شخص إلى خطاب عمران خان في مدينة لاهور الباكستانية، حيث أشار إلى أنه سيفوز في الانتخابات القادمة بجدارة.
وخلال انتخابات سنة 2013، كان خان المنافس القوي الوحيد القادر على مواجهة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بقيادة نواز شريف.
ونوهت الصحيفة بأنه خلال سنة 2016، عجت الشوارع الباكستانية بالاحتجاجات بعد أن كشفت وثائق بنما أن أبناء رئيس الوزراء نواز شريف الثلاثة من أصل أربعة، يملكون عقارات في لندن مكتسبة بطريقة غامضة.
اقرأ أيضا : انتخابات باكستان.. حركة الإنصاف تتصدر والحزب الحاكم يشكك
نتيجة لذلك، أقالت المحكمة العليا نواز شريف من منصبه خلال شهر تموز/يوليو سنة 2017، ومؤخراً حكمت عليه محكمة مكافحة الفساد بالسجن لمدة 10 سنوات.
في الختام، ذكرت الصحيفة أن عمران خان تزوج ثلاث مرات، حيث تزوج للمرة الأولى سنة 1995 من جميميا، ابنة الملياردير البريطاني جيمس جولدسميث، التي أنجب منها طفلين على إثر زواج دام تسع سنوات.
وخلال شهر كانون الثاني/ يناير سنة 2015، تزوج عمران للمرة الثانية من صحفية باكستانية من أصول بريطانية لمدة تسعة أشهر فقط.
وفي بداية هذه السنة، تزوج عمران خان للمرة الثالثة على التوالي من المعالجة الروحية، بشرى مانيكا.