هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عاد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الخميس، إلى الحديث عن تفاصيل خطط واشنطن لإنشاء قوة فضائية يمكن أن تصبح الفرع السادس من الجيش الأمريكي.
وقال بنس إن "الوقت حان" للاستعداد "لساحة المعركة المقبلة".
وفي يونيو/حزيران أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنشاء قوة فضائية قائلا إن البنتاغون يحتاجها لمعالجة نقاط الضعف في مجال الفضاء وتأكيد هيمنة الولايات المتحدة.
لكنّ إنشاء فرع عسكري جديد يتطلّب موافقة الكونغرس، وتواجه هذه الخطة بعض الشكوك من عدد من النواب ومسؤولي الدفاع القلقين بشأن تكلفة هذه القوة والبيروقراطية.
إلا أن بنس كان أكيدا في عرضه رغبة الإدارة الأمريكية في تطبيق هذه الخطة عام 2020 في نهاية ولاية ترامب الرئاسية.
وقال بنس، أمام عسكريين في البنتاغون: "حان الوقت لكتابة فصل جديد في تاريخ قواتنا المسلّحة والاستعداد لساحة المعركة المقبلة حيث سيدعى الأمريكيون، وهم الأفضل والأكثر شجاعة، إلى تجنّب موجة جديدة من التهديدات لشعبنا وأمتنا والتغلّب عليها".
وأضاف: "حان الوقت لإنشاء قوة الولايات المتحدة للفضاء"، مؤكداً على دعوة ترامب للكونغرس باستثمار 8 مليارات دولار إضافية في أنظمة الفضاء الأمنية الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأوضح أن التحضيرات جارية لتكون هذه القوة الفضائية الفرع السادس للقوات المسلّحة.
وعقب كلمة بنس، قال ترامب في تغريدة: "القوة الفضائية بالتأكيد".
مواجهة روسيا والصين
يعكس إنشاء قوة فضاء أمريكية التغير الكبير في واقع دور الفضاء في الأمن القومي.
عندما أدلى الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي بخطاب في 1962 يوضح فيه لماذا ترسل أمريكا رجالا إلى القمر، قال عبارته الشهيرة: "لا يوجد نزاع، ولا انحياز ولا نزاع قومي في الفضاء الخارجي بعد".
ولكن وبعد 56 عاما أصبح الفضاء يلعب دورا فعالا في كل مجالات الحرب الحديثة، حيث تعتمد العديد من التقنيات العسكرية على شبكة من المجسات والأقمار الاصطناعية التي تسبح في مدار الأرض.
وقال بنس إن إنشاء قوة فضاء مستقلة أمر أساسي لمواجهة روسيا والصين اللتين تعملان "بشكل جاد" لبناء قدرات مضادة للأقمار الاصطناعية.
وقال إن "الصين وروسيا تجريان نشاطات متطورة للغاية في المدارات من المحتمل أن تمكنهما من جعل أقمارهما الاصطناعية تقترب من أقمارنا وهو ما يشكل أخطاراً جديدة غير مسبوقة على أنظمتنا الفضائية".
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن "الرئيس ترامب يعرف أن الفضاء هو جزء من طريقتنا الأمريكية في الحياة وازدهارنا الاقتصادي، وهو مجال مهم لدفاعنا الوطني".
وفي الوقت الحالي، فإن القوات الجوية تشرف على معظم القدرات الفضائية، ويقلق بعض المسؤولين من أن مهمة القوة الفضائية قد تكون مشابهة وتتسبب بخلاف بين القوات الجوية والفضائية.
ونظرا لمخاطر المحيطة ببناء فرع جديد في الجيش، فإن هذه المسألة من المرجح أن تتحول إلى موضع جدل.
كتب السناتور الديموقراطي بريان شاتز، على تويتر، أن قوة الفضاء "لن تحدث".
وأضاف السناتور من هاواي أنه لن يكون هناك أي جمهوري مستعد لأن يقول لترامب إنها "فكرة غبية"، مضيفا أنه "من الخطير أن يكون لدينا قائد لا يمكن اقناعه بالعدول عن أفكار مجنونة".
ويتكون الجيش الأمريكي من القوات البريّة (يو أس آرمي) والقوات الجوية (يو أس إير فورس) والقوات البحرية (يو أس نايفي) ومشاة البحرية (المارينز) وخفر السواحل.
قيادة قوة الفضاء
تحدث بنس عن مجموعة من الخطوات التي سيتخذها البنتاغون قبل إنشاء قوة الفضاء ومن أهمها إنشاء قيادة جوية وهو جهاز تنظيمي جديد يضم اعضاء من الفروع العسكرية الحالية.
ويقسم الجيش الأمريكي الكبير العالم إلى قيادات متعددة مثل القيادة الوسطى في الشرق الأوسط، أو قيادة الهند والمحيط الهادئ في آسيا، ولذلك فسيتم تقسيم قوة الفضاء بشكل مماثل.
وستتطلب هذه القيادة مقرا جديدا وتغييرات تنظيمية كبيرة.
وأرسل البنتاغون تقريرا إلى الكونغرس، الثلاثاء، يوضح فيه تفاصيل الخطوات المطلوبة لتنفيذ أمر ترامب.
وأوضح التقرير كيف أن الجيش الأمريكي يتعرض لخطر في الفضاء لأن الخصوم يسعون إلى امتلاك قدرات "مضادة في الفضاء" لتحييد الأقمار الاصطناعية الأمريكية خلال النزاع مثل التشويش عليها أو قرصنتها.
وأفاد التقرير: "من الضروري أن تطور الولايات المتحدة سياساتها وعقيدتها وقدراتها لحماية مصالحنا".
وهذا الأسبوع قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إن بنس هو رجل ترامب لقوة الفضاء، وأن مسؤولي البنتاغون يعملون بشكل وثيق مع مكتبه.
ولكن العام الماضي أعرب ماتيس عن شكوكه ازاء ضرورة إنشاء قوة فضاء مستقلة.
وفي رسالة الى الكونغرس، كتب أنه "لا يرغب في إضافة خدمة منفصلة من شأنها أن تقدم نهجا أضيق وحتى أقل أهمية للعمليات الفضائية"، مضيفا أنها ستخلق بيروقراطية وتكلفة إضافية.
إلا أنه أبدى دعمه الكامل لفكرة إنشاء قيادة جديدة للفضاء الثلاثاء.
وقال: "علينا التعامل مع الفضاء على أنه ساحة قتال تتطوّر، وبالتأكيد فإنّ القيادة القتالية هي أحد الأمور التي يُمكننا إنشاؤها".