هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن أكثر الطلاب السعوديين في كندا يواجهون قرارات صعبة، بعدما طلبت الحكومة من حوالي 7 آلاف طالب مغادرة البلد قبل شهر من بدء العام الدراسي الجديد.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرياض عندما طردت السفير الكندي هذا الأسبوع، فإنها أمرت 7 آلاف طالب وعائلاتهم بالعودة، كجزء من إجراءات عقابية بسبب انتقادات فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وتقول الصحيفة إن الكثيرين منهم يشعرون بالصدمة، حيث أقام بعضهم لعدة سنوات هناك، وراكموا ديونا وعلامات قد لا يتم الاعتراف بها في أماكن أخرى، مشيرة إلى أنهم يخافون الآن من تأثر مسيرتهم الدراسية حتما، وهو قلق يكشف عن الثمن البشري للأزمة المتصاعدة بين المملكة وكندا.
وينقل التقرير عن طالب سعودي في فانكوفر، قوله: "لم تكن هناك حاجة للعودة"، حيث يعيش هذا الطالب منذ خمسة أعوام، ويضيف: "لدي شقة من غرفتين مفروشة بالكامل، وكنت أخطط للبقاء لمدة طويلة"، مشيرا إلى أنه كان على حافة التخرج من برنامج دراسي مدته أربعة أعوام، ويأمل في البقاء في كندا لإكماله قبل العودة للمملكة، إلا أن هذا الأمر ليس ممكنا؛ لأن السعودية أمرت الطلاب بالعودة إلى البلاد في غضون شهر.
وتلفت الصحيفة إلى أن الأزمة الدبلوماسية بدأت في 6 آب/ أغسطس، عندما خفضت المملكة من علاقاتها الدبلوماسية؛ احتجاجا على تغريدة كتبتها وزيرة الخارجية الكندية، طالبت فيها بالإفراج الفوري عن ناشطتين في مجال حقوق الإنسان، فيما رفضت السعودية هذه التغريدة؛ وعدتها تدخلا في الشؤون الداخلية، ودافعت عن اعتقال الناشطتين باعتباره مسألة أمن قومي.
وينوه التقرير إلى أن الحكومة السعودية تدير برنامج منح سخيا، يغطي الرسوم الجامعية ونفقات الشباب والشابات السعوديين للدراسة في الخارج، وغالبا في الجامعات الغربية، لافتا إلى أن الحكومة عادة ما تغطي نفقات العائلات المرافقة للطلاب أو الطالبات.
وتفيد الصحيفة بأن كندا تعد الوجهة الثالثة المحبذة للدراسة بين السعوديين، بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، مشيرة إلى أن السعودية لديها برامج منح هناك منذ 13 عاما، بالإضافة إلى أنها ترسل معلميها للتدرب في كندا.
ويذكر التقرير أن وزارة التعليم السعودية أعلنت عن وقف برامج المنح الدراسية والتدريب في كندا، وطلبت من الطلاب الذين يدرسون هناك العودة في غضون شهر، مع أن السفير السعودي في أوتاوا وضح أن العودة لا تشمل الطلاب غير المبتعثين، فهؤلاء لديهم خيار البقاء.
وتنقل الصحيفة عن وزير التعليم أحمد العيسى، قوله إن الحكومة ستساعد الطلاب على تحويل دراستهم من كندا إلى السعودية، أو أماكن أخرى، وأضاف: "أريد طمأنة طلابنا في كندا بأن الحكومة مهتمة بمستقبلهم الأكاديمي"، وتابع قائلا إن وزارته "ستدرس كل حالة أكاديمية، وتوفر حلا عاجلا ومناسبا لمنفعة كل طالب مبتعث".
ويستدرك التقرير بأن الكثير من السعوديين يخشون من أنهم سيضطرون لإعادة الدراسة والتدريب للحصول على الشهادة أو الزمالة، حيث قال طالب سعودي في كلية الطب في جامعة كندية، لكنه ليس مبتعثا، إنه وزملاءه في حالة من الصدمة "لا شيء إلا مستقبل قاتم والدين الذي لم أدفعه بعد.. إنه شعور رهيب".
وبحسب الصحيفة، فإن كندا تعد الوجهة المفضلة للطلاب السعوديين الراغبين في دراسة الطب، حيث تخرج أفضل الأطباء السعوديين من الجامعات هناك، ففي جامعة ماكغيل في مونتريال تشكل نسبة الطلاب السعوديين الذين يواصلون دراستهم العليا 10% من 1.200 طالب فيها.
ويورد التقرير نقلا عن نائب عميد الدراسات العليا في الطب في جامعة تورنتو ، التي تعد من أفضل المؤسسات الكندية، سلفاتوري سبادافورا، قوله إن هناك 210 طلاب طب سعوديين، من مقيم وزميل في برنامج الكلية، وأضاف: "هؤلاء مؤهلون جدا، وماهرون، وأذكياء، ويعملون بجهد، جلبوا معهم امتيازهم هنا".
وتابع سبادافورا قائلا إن الجامعة علمت ودربت خلال أربعة عقود أكثر من ألف طبيب عادوا للعمل في الخدمات الصحية في بلادهم.
وتنوه الصحيفة إلى أن هناك سعوديين يخشون من تأثر النظام الصحي بسبب الأزمة، حيث قال أبو يوسف، وهو مريض في مستشفى حكومي في جدة، إن "الأطباء الذين سيعودون من كندا هم الأفضل في البلاد، وهو ما يدعو للقلق.. هي خسارة".
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن بعض الطلاب ليسوا قلقين، فبحسب طالبة سعودية في أوتاوا، كانت تتطلع لبدء برنامج دراسات عليا، وتبحث عن فرص أخرى، فإن "الطلاب في كندا هم مبتعثون على حساب الحكومة، وعندما تضع هذا في ذهنك فإنه من السهل علينا الانتقال".