لماذا أغلقت السلطات المصرية ملف رشاوي آل الشيخ؟

كشف صحفيون وإعلاميون مصريون أن توجيهات عليا صدرت لوسائل الإعلام بعدم الحديث عن الرشاوي التي قدمها رئيس هيئة الرياضة بالسعودية والمستشار بالديوان الملكي تركي آل الشيخ لعدد من الإعلاميين المصريين قبل أيام لتنظيم حملات إعلامية لتحسين صورته وشن هجوما ضد رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب.

وطبقا لتدوينه نشرها الصحفي أحمد جاد على صفحته بـ"الفيسبوك"، فإن آل الشيخ عقد اجتماعا ضم عشرة إعلاميين وصحفيين بمقر إقامته بأحد فنادق القاهرة الشهيرة، وقدم لكل منهم مبلغا ماليا يقدر بـ 20 ألف دولار، إلا أن اثنين من الذين حضروا الاجتماع رفضوا استلام الرشوة والمشاركة في الحملة الموجهة ضد رئيس النادي الأهلي وهما الإعلامي كريم رمزي المذيع بقناة أون سبورت والصحفي أحمد عز الخبير الرياضي بنفس القناة.

وطبقا لعضو مجلس نقابة الصحفيين المصرية عمرو بدر؛ فإن النقابة لم يصلها حتى الآن أسماء الذين حصلوا على هذه الرشاوي وفي حال وصلتهم الأسماء ضمن مذكرة رسمية سوف يتم إحالة الموضوع للتحقيق النقابي.

وأضاف بدر لـ "عربي21" أن قانون النقابة وميثاق الشرف الصحفي يحظران على الصحفي قبول أموال أو هدايا من المصادر التي يقوم بمتابعة أعمالها، وبالتالي فإنه إذا ثبت حصول صحفي على أموال أو هدايا من مصادره، فإنه يقع تحت طائلة التحقيق النقابي والذي ربما يصل لحد الوقف عن العمل والتحويل للجنة التأديب النقابية.

من جانبه أكد محمد سعد عبد الحفيظ عضو مجلس نقابة الصحفيين أن آل الشيخ مصدر رياضي باعتباره يمتلك فريق لكرة القدم، كما أنه وزير مسؤول عن الرياضة في بلاده، وليس هناك ما يمنعه من عقد اجتماعات بمجموعة من الصحفيين والإعلاميين، كما أن عمل بعض الصحفيين في قناته الفضائية ليس محظورا، ولكن ما حدث من تقديم هدايا وأموال لغسل سمعته يدخل في باب الرشوة وليس الإحسان من ولي النعم.

ودعا عبد الحفيظ عبر صفحته على "الفيسبوك" كل من يملك معلومة موثقة عن تلقي أي صحفي أموال على سبيل الرشوة، وليس العمل، من آل الشيخ سواء في الاجتماع الذي عقده بفندق الماسة أو فندق الفورسيزون أن يتقدم بها لنقابة الصحفيين كمذكرة لكي يتم التحقيق فيها.

ويؤكد الناقد الرياضي علاء عبد المجيد لـ "عربي21" أن تكليفات من جهات عليا بمصر صدرت للمؤسسات الصحفية والإعلامية بعدم الحديث عن هذا الموضوع، كما تم ممارسة ضغوط على الإعلامين الذين لم يتلقوا الرشوة وهما كريم رمزي وأحمد عز بعدم التحدث في وسائل الإعلام حول هذا الموضوع، وتم إجبار الصحفي أحمد جاد بحذف التدوينة التي كشف فيها عن هذه الكارثة.

اقرأ أيضا: آل الشيخ يشتري ناديا مصريا.. هل بدأ حربه مع الأهلي والزمالك؟

ويرى عبد المجيد أن آل الشيخ يتصرف برعونة كبيرة وسوف يكون سببا في توتر العلاقات المصرية السعودية إذا لم تلتفت الجهات المسئولة بمصر لتدخلاته غير المنطقية في مجال الرياضة والفن، موضحا أنه بسبب قناة "بيراميذز" المملوكة لآل الشيخ تم غلق قناة DMC الرياضية المملوكة للمخابرات المصرية، كما أن القناة الجديدة تعمل بالمخالفة لقانون المناطق الحرة الخاص بالقنوات الفضائية، حيث تقوم القناة بالبث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، مستدلا بتصريحات متلفزة لرئيس مدينة الإنتاج الإعلامي أسامة هيكل أكد فيها أن قناة بيراميدز تبث برامجها من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، وهو أمر مخالف لنصوص القانون التي تشدد على عدم البث من خارج المناطق المعتمدة.

ويضيف المستشار الإعلامي يحيي عبد الهادي لـ "عربي21" أن آل الشيخ يتوغل في قوى النفوذ الناعمة بمصر بشكل سريع، فهو لم يكتف بالتدخل في الرياضة من خلال شراء فريق لكرة القدم وإنشاء قناة رياضية وشراء ولاءات العديد من الإعلاميين الرياضيين، بل امتد لمجال الفن بتأليف عدة أغاني للمطرب المصري الشهير عمرو دياب.

ويرى عبد الهادي أن آل الشيخ الذي لم يكن معروفا في مجال تأليف الأغاني من قبل، أصبح فجأة المؤلف الأساسي لعمرو دياب وأنغام وغيرهما من المطربين، بل إن "الألبوم" الجديد لعمرو دياب يحمل اسم الأغنية التي ألفها آل الشيخ، وهو ما يشير لرغبة الرجل في السيطرة على أهم مجالات النفوذ المصري عربيا وهم الرياضة والفن والإعلام.

ويضيف الخبير الإعلامي أن آل الشيخ يتحرك بخطة ممنهجة لفرض السيطرة السعودية على القوة الناعمة بمصر، وهو تحرك ليس فرديا وإنما يقف وراءه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولذلك فإن الجهات المعنية بمصر لا تستطيع وقف طموح آل الشيخ رغم أزماته الكثيرة التي شهدتها الساحة الرياضية سواء مع النادي الأهلي أو المنتخب المصري.

اقرأ أيضا: هاشتاغ مصري مثير ضد آل الشيخ.. "سعودية لمّي شوالك"

ودعا عبد الهادي السلطات المصرية للانتباه لتحركات آل الشيخ وتأثيرها على العلاقات المصرية السعودية، والتي تتمتع بمتانة على المستوي الرسمي، بينما تعاني أزمة على المستوي الشعبي، في ظل إنهاء عقود آلاف المصرين العاملين بالمملكة.