هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، محمود حسين، أن الجماعة تعيد ترتيب أولوياتها حاليا أمام تزايد الحملات التي تستهدف النيل من الإخوان، مشددا أنه "لا تصالح مع القتلة الذين ولغوا في دماء رابعة والنهضة".
وقال إن "رابعة والنهضة تمثل مفخرة من مفاخر الكفاح الإنساني، حين هب جمع كبير من المصريين على اختلاف أفكارهم وأعمارهم وتوجهاتهم لتنظيم اعتصام سلمي؛ تشبثا بثورة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير، واستمساكا بإرادة الشعب في اختيار حكامه بملء إرادته، وإصرارا على رفض الغدر والخيانة والانقلابات العسكرية".
وأضاف -خلال كلمة له في فعالية بمدينة إسطنبول التركية، الثلاثاء، إحياء للذكرى الخامسة لفض رابعة-: "رابعة والنهضة تمثلان لحظة انتصار على دبابة الانقلاب، وليست أبدا لحظة انكسار تحت عجلاته، لقد باتت تلك المجزرة الكبرى رمزا للصراع بين الحق والباطل".
وتابع: "إن احتشاد الثوار الأحرار على اختلاف توجهاتهم، وفي القلب منهم الإخوان المسلمون، في ميداني رابعة والنهضة في مواجهة الانقلاب العسكري -بإرادة لا تلين- دفاعا عن الحقوق والقيم التي يجب أن يقوم عليها بناء المجتمع، سيظل علامة بارزة في تاريخ مصر الحديث، ودرسا للأجيال في مواجهة الظلم والطغيان ".
وأوضح أن "المجرمين الذين اقترفوا مجزرة رابعة والنهضة لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن، فالجريمة ثابتة موثقة، ولن تسقط من ذاكرة الأجيال ولن تمحى من صفحات التاريخ، وإن الدماء التي سالت فيها لم ولن تذهب هدرا، بل ستظل تروي شجرة الحرية والانعتاق من الاستعباد والفساد والاستبداد، وسوف تنتصار تلك الدماء على القتلة المجرمين ".
وأكمل: "أمام تزايد هذه الحملة كذبا وإجراما وتجبرا يتحتم علينا أن نتأمل سنة الله في الخلق، وسنة الله الماضية مع الأنبياء والرسل ومع أصحاب الدعوات، لنعيد ترتيب أولوياتنا ونجدد العهد مع الله على بصيرة وهدى، فمنه العون والتثبيت".
وذكر أنه "من الخطأ، بل من الخطر، اختصار تاريخ الأمة ومسيرة جهادها في تلك الفترة التي تبدأ في 25 يناير 2011 وتنتهي مع الانقلاب الغادر في 3 يوليو 2013 فثورة يناير وما واكبها من ثورات عربية لم تكن سوى موجة من موجات مقاومة مشروع الاستبداد التخريبي التابع والذليل، هذه المقاومة التي بدأتها الصحوة الإسلامية المعاصرة ولن تتوقف بإذن الله حتى تنال الأمة استقلالها وحريتها كاملة ".
وقال إن ثورة يناير لم تقم ضد نظام حاكم فحسب، وإنما قامت على مشروع قديم قدم الحملات الصليبية على العالم الإسلامي، وبالتالي مخطئ من يظن أن نظام مبارك سقط وسقطت معه منظومة الدولة العميقة، وأن الشعب صار صاحب السلطة الحقيقية، فالموجة الثورية الأولى لم تقطع من الثعبان سوى ذيله، ونحن نراهن على أن تقطع موجات الثورة القادمة رأسه بإذن الله ".
واستطرد "حسين" قائلا: "لقد أعلنا مرارا، ولن نمل من تكرار تأكيدنا، على أنه لا تصالح مع القتلة الذين ولغوا في دماء رابعة والنهضة، وما قبلها وما بعدها من مجازر لأطهر وأنبل أبناء مصر، ولا نرضى إلا بالقصاص العادل والناجز لدمائهم مهما طال الزمن ".
وتابع: "كما نؤكد على أن الحل الوحيد لأزمة مصر التي أغرقها فيها الانقلاب العسكري يكمن في زوال هذا الانقلاب، وعودة الجيش لثكناته والتفرغ للمهمة التي كفلها له الدستور، وهي حماية الحدود والثغور والدفاع عن أرض الوطن".
وأكد أن أيدي الإخوان "ممدودة وقلوبنا مفتوحة للعمل بكل صدق وجدية مع كل الشرفاء وكل القوى الوطنية الشريفة على قلب رجل واحد، في سبيل نهضة مصر واستعادة مكانتها وانطلاق نهضتها، ورفع المعاناة عن كاهل المواطن، واسترداد الشعب لكرامته وحريته، واحترام إرادته، واستعادة ثروات مصر ومقدراتها وسيادتها على أرضها، وحرية قرارها التي فرط فيها الانقلاب العسكري ".
واختتم الأمين العام للإخوان بقوله إن "قضيتنا العادلة لم تتراجع في معتقدنا وفهمنا أو في همتنا وعزمنا، مهما تخلى عنها الناس، ومهما ناصبها الأعداء العداء، فما زالت قضيتنا حية فينا، وثقتنا في عون الله وتأييده لا تتزعزع، وإن غدا لناظره قريب".