نشر موقع "ستيب تو هيلث" الأمريكي تقريرا، سلط فيه الضوء على
التنمر العاطفي الذي بات أمرا شائعا جدا بين الأطفال في المدارس وحتى البالغين، علما أنه قد يترتب عن التنمر العاطفي والتعرض للمضايقات تأثيرات سلبية على
الصحة النفسية للشخص.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن هناك علامات تمكنك من اكتشاف ما إذا كنت ضحية لهذا النوع من التنمر، وسبل التعامل مع هذا الموقف في الوقت المناسب.
وأفاد الموقع بأن هناك من يقول إن التنمر قد يكون جسديا فقط، وهو ما يعدّ غير صحيح. فالتنمر قد يكون عاطفيا أو نفسيا، كما يصعب على الجميع ملاحظته أو قبوله، على الرغم من تأثيره السلبي على الشخص الذي يتم إيذاؤه.
وأشار الموقع إلى العلامات التي يمكن أن تحدد ما إذا كنت ضحية للتنمر العاطفي، حيث إن قبولك لهذا الأمر يعد الخطوة الأولى لاستعادة حياتك واستعادة ثقتك بنفسك. ومن بين هذه العلامات نجد أولا؛ وجود أشخاص في محيطك الذين غالبا ما يكونون لطيفين أمامك، لكنهم يتحدثون عنك بالسوء في غيابك.
وأضاف الموقع أن هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون التنمر العاطفي لا يتجرؤون عادة على مضايقتك بشكل مباشر؛ لأنهم إذا فعلوا ذلك، فسيقدمون لك الفرصة للدفاع عن نفسك. وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء دائما ما يدعون أنهم أشخاص طيبون. وتتمثل أفضل طريقة للتعامل مع هذا الوضع في مواجهة هؤلاء الأشخاص، الذين لن يكون لديهم تفسير مبرر، ومع ذلك سيساعدك الأمر على استعداد السيطرة على الوضع.
وقال الموقع، ثانيا، إن هؤلاء الأشخاص دائما ما يحاولون السيطرة عليك من خلال اتباع سياسة التخويف والانتقام، ما يحيلنا إلى علامة أخرى للتنمر، وهي الشعور بأنك خارج عن نطاق السيطرة. وبمجرد أن تطلب تفسيرات منهم، فسيتصرفون معك بعدوانية.
وأورد الموقع أن العلامة الثالثة تتمثل في الشعور بأنك ضحية لتصرفات تضر بنفسيتك بشكل كبير. والجدير بالذكر أن المتنمرين لا يشعرون أبدا بالندم أو الشعور بالذنب. لذلك، تجدهم في أغلب الأحيان يرغبون في معرفة أسرارك، أو يقومون بنشر أكاذيب عنك. ولا بد أن تعلم أنهم يفعلون ذلك فقط لكي يشعروا بالرضا. أما إذا قررت التصدي لهم، فستتعرض لمضايقات من نوع آخر، وقد يصبح الأمر مثل حلقة مفرغة يتم فيها مهاجمتك بلا هوادة طوال الوقت.
وقدم الموقع في هذا الصدد بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع المتنمرين. فمتى ما تبين أنك ضحية للتنمر، فذلك يعني أن الوقت حان للتحرك والتصرف مع الأمر بشكل مختلف.
وفيما يلي، أفضل الحلول التي ستمكنك من الدفاع عن نفسك، وتتمثل أولها في ضرورة الوعي بأن المتنمرين هم السبب في كل هذه المشاكل وليس أنت، خاصة أن التعرض للمضايقات غالبا ما يدفعك للاعتقاد بأنك أنت المخطئ. بناء على ذلك، يجب أن تعرف أن المتنمر يتصرف بتلك الطريقة لأنه لا يثق في نفسه. وفي هذه الحالة، قد تحاول مساعدتهم، ولكنك لن تتمكن من ذلك، لذلك، فإن الحل الأمثل هو الابتعاد عنهم.
وأفاد الموقع بأن النصيحة الثانية تتجسد في عدم السماح لأقوال المتنمرين وأفعالهم بالتأثير عليك. فعندما يرى هؤلاء الأشخاص شيئا ما لا يعجبهم في أنفسهم ويكون موجودا لدى شخص آخر فسيرغبون في الحصول عليه أو استخدام هذا الشيء ضده. لذلك، في المرة القادمة التي يحاول فيها المتنمر أن يجعلك تشعر بالسوء تجاه شيء ما، تذكر أن ذلك يعكس جزءًا منه على نفسك. واعلم أنه حين يلاحظ المتنمرون أن كلماتهم أو أفعالهم لم تعد تؤثر عليك فسيضايقهم ذلك، لذلك من الأفضل أن تحاول البقاء بعيدا.
ونصح الموقع، ثالثا، بضرورة تجاهل هؤلاء المتنمرين، خاصة إن كنت لا تحب مواجهة الآخرين. فعادة ما يحب الثيران الإثارة، لذلك إن أعطيتهم الفرصة فستزيد المضايقات، علما أن هدفهم الوحيد هو جعلك تشعر بالسوء من تصرفاتهم ومواقفهم. ولتجنب منحهم هذا الشعور، يمكنك ببساطة تجاهلهم، وسينتهي الأمر بعد فترة قصيرة.
وقدم الموقع نصيحة أخيرة، وهي أن تكون طيبا مع هؤلاء الأشخاص. في الواقع، قد يبدو الأمر جنونيا، لكن هذه الطريقة أثبتت نجاعتها. فحين يكون المتنمر مستعدا لمواجهتك والتجادل معك، ستجعله طيبتك يرتبك. وإن كنت ضحية للتنمر العاطفي، فنحن ندرك أن هذه القضية خطيرة جدا، وذلك لأن لها تأثيرات سلبية كبيرة على شخصية وسلوك الشخص الذي يتعرض للتنمر. لذلك تذكر أنه يجب عليك طلب المساعدة من الأخصائيين إذا كنت لا تعلم كيفية التعامل مع هذه المشكلة.