هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الأحد، عن عدم مجازفة حكومته "بمصالح شعبها إرضاء لإيران"، التي تواجه عقوبات تجارية أمريكية على خلفية برنامجها النووي.
جاء ذلك في تصريحات خلال لقائه مع عدد من الصحفيين في مقر الحكومة بالعاصمة بغداد.
وقال العبادي: "لن نجازف بمصالح شعبنا إرضاء لإيران أو أي دولة أخرى"، مضيفًا: "ليس من حق أي دولة جارة أن تقطع مياه نهر الكارون عن شط العرب، وسنتحدث معهم بخصوص ذلك" في إشارة إلى إيران.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الحكومة الإيرانية بشأن ما ورد في تصريحات العبادي.
وفي ذات السياق ذكر موقع "جنوبية" اللبناني نقلا عن مصادر قال بأنها عراقية أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سافر إلى بيروت استجابة لدعوة تلقاها من حزب الله في محاولة من الحزب لترطيب أجواء العلاقة المتوترة بين الكتل الشيعية بالعراق وطهران.
وأرجع الموقع سبب الزيارة لما أسماها فشل سليماني بمهمة توحيد رؤى المكون الشيعي بالعراق، وتنافر القوى الشيعية الكبرى ما اقتدى دخول حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله على خط رأب الصدع ومحاوة توحيد الأرضية وتجفيف منابع الخلاف .
وذكر "جنوبية" أن الصدر "هو الأكثر انتقادا في هذه المرحلة لسياسة سليماني في العراق، وهو الذي رفض بشكل قاطع طلب سليماني ضم كتلة دولة القانون التي يراسها رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الى التحالف الذي ضمه مع العبادي والحكيم وغيرهم".
وتعتقد هذه المصادر أن القيادة الإيرانية عملت على تنشيط خط إيراني من خلال حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله لترميم التصدعات التي أحدثها سليماني لدى حلفاء ايران واصدقائها في العراق، وهي خطوة تستهدف الحد من الخسائر الإيرانية السياسية داخل العراق.
وقال الموقع إن مهمة حزب الله الرئيسية اليوم هي الحيلولة دون حدوث قطيعة بين المكونات الشيعية في العراق، والعمل على إبقاء خطوط التواصل مفتوحة بين جميع الأطراف والحد من توسع المواجهة داخل المكون الشيعي حول الدور الإيراني.
وألمح الموقع إلى أن دخول حسن نصرالله وسيطا لترطيب أجواء العلاقة بين شيعة العراق وإيران يحمل دلالة بارزة على ضمور وضعف سلطة قاسم سليماني بالحفاظ على الشكل السابق لنفوذ طهران هناك.
ونقل عن "أوساط عراقية صديقة لإيران" أن فكرة ان يكون سليماني هو الرمز الأول للسياسة الإيرانية في العراق، باتت مضرة لدور ايران في العراق، وأن من الطبيعي ان تعمل القيادة الإيرانية في المرحلة المقبلة الى احداث تغيير في اسلوبها وتقييم ادواتها في العراق .
وقطعت إيران مياه نهر "الكارون" عن العراق منذ مطلع الصيف؛ ما أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب، وتسبب بإصابة الآلاف بالتسمم.
اقرأ أيضا: العراق يؤكد عدم استخدام أراضيه لاستهداف دول أخرى
و"شط العرب" نهر يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات، في المدخل الشمالي لمدينة البصرة ويبلغ طوله حوالي 190 كم، ويصب في الخليج العربي عند طرف مدينة الفاو.
والشهر الماضي، تراجع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن التزامه بالعقوبات الأمريكية الجديدة على إيران، قائلا إن حكومته ستتقيد فقط بحظر التعامل بالدولار في المبادلات مع طهران.
وتسود مخاوف في العراق من حدوث نقص في سلع أساسية، إذا التزمت بغداد بجميع العقوبات؛ وهو الأمر الذي قد يسبب اضطرابًا سياسيًا في وقت تعمل فيه القوى السياسية الفائزة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة على تشكيل حكومة جديدة.