هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نفت باحثة إسرائيلية الاثنين، وجود "نية طيبة" لدى اليمين الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، في تعامله مع الاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين، معتبرة أن أعماله "الجنونية" تنسجم مع "ألاعيب" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وعلقت الباحثة الإسرائيلية في صحيفة "معاريف"
رويتال عميران، على مرور 25 عاما على
اتفاقية أوسلو، قائلة إن "حكومات اليمين الإسرائيلي، التي تحكم في معظم
الأوقات منذ اغتيال المبادر لهذه الاتفاقات إسحاق رابين؛ فعلت كل شيء لتظهر هذه
الاتفاقيات كفشل ذريع لليسار الإسرائيلي، وهي تنجح في هذه الأيام في جني الثمار".
وأضافت أن "خطوات سياسية ذات مغزى بشكل عام
تحظى بتحليل تاريخي معقد"، موضحة أنهم في "اليمين الإسرائيلي يزعمون أن
العمليات التي جاءت بعد وقت قصير من التوقيع على الاتفاقات؛ هي دليل على فشلها".
اقرأ أيضا: الكشف عن رسالة من نتنياهو لترامب دعمت موقفه من الأونروا
وذكرت أن "شعار (مجرمو أوسلو الى المحاكمة)؛
مخطوط جيدا في الخطاب الاسرائيلي، بفضل نجاح اليمن في تثبيته في الحياة
الاسرائيلية العامة"، مشيرة إلى أنه "بلا شك أن معظم الجمهور
الإسرائيلي، ومنذ منتصف التسعينيات، فقد ثقته بالفلسطينيين (المسيرة السلمية)".
ورأت أن "فشل المسيرة السياسية، ودخولها في
جمود عميق معناه على مدى السنين الإبقاء على الوضع الانتقالي؛ وهو عدم التقدم نحو
حل دائم وإقامة دولة فلسطينية، وكذلك عدم التراجع عن الاتفاقات التي تحققت،
وانعدام الاستعداد للعودة إلى احتلال مناطق أ و ب (بالضفة الغربية)".
ولفتت إلى أن "اليمين الإسرائيلي الذي لم
يتجمد، تمكن من استخدام فقدان الوسط الإسرائيلي لاهتمامه بالوضع السياسي، وسعى في
ظل عدم الاكتراث ومفهوم "اللاشريك" إلى تحقيق أجندته المسيحانية، التي
تتضمن إلغاء الاتفاقات".
كما حرص اليمين في "إسرائيل"، للعمل على
"طي أحداث تاريخية مهمة أخرى مسؤولة عن دفن اتفاقات أوسلو منها؛ اغتيال رابين
على يد الناشط اليمني المتطرف يغئال عمير، والمذبحة النكراء في الحرم الإبراهيمي
للمخرب اليهودي باروخ جولدشتاين، التي قتل فيها 29 فلسطينيا".
وتابعت: "فوق كل ذلك صعود بنيامين نتنياهو إلى
الحكم؛ حيث بات بقاؤه السياسي هو الأهم حتى بثمن الاستسلام الهادئ؛ ولكن الثابت
للنزوات الفاشية من اليمين المتطرف".
وخلال الـ25 سنة الماضية، "من الوضع الانتقالي،
عمل اليمين المتطرف برعاية صمت الوسط الإسرائيلي ونظرية اللاشريك، من أجل إلغاء
اتفاقات أوسلو"، وفق الباحثة الإسرائيلية التي نوهت إلى أن اليمن الإسرائيلي
"لم يكن بحاجة لهجمات كي يحارب قيام دولة فلسطينية، التي تتعارض وإيمانه
بإسرائيل الكاملة".
اقرأ أيضا: سابقة قضائية إسرائيلية باستيطان "حسن نية".. وخبير يعلق
وأضافت أنه "بلا ريب عرف (اليمين) كيف يستغل
جيدا المبرر الأمني كي يدفع إلى الأمام بفكره المسيحاني"، لافتة إلى أنه
"عبر صراع عنيد؛ سواء استيطاني أو قضائي، نجده رويدا رويدا يحقق إنجازات على
الأرض، ويثبت حقائق تجعل من الصعب قيام كيان فلسطيني مستقل وموحد بين غزة والضفة".
وبينت عميران، أن "تطبيق أنظمة السوق التي تسمح
بشرعنة بؤرة استيطانية على أرض فلسطينية خاصة، هو بلا شك خطوة دراماتيكية في
الاتجاه (عدم قيام دولة فلسطينية)، ولهذا يجب أن تضاف محاولات التسوية مع حركة
حماس، على المشكلة الفلسطينية وتجاهل أبو مازن (محمود عباس)".
وأكدت أنه "لا توجد أي نية طيبة (لدى اليمين
الإسرائيلي)، فالحديث يدور عن منظومة مزيتة جيدا، واعية ومحسوبة يعمل عليها اليمين
المتطرف؛ الذي تنسجم أعماله في هذه المرحلة الجنونية؛ غريبة الأوار مع ألاعيب رئيس
القوة العظمى الكبرى، دونالد ترامب".
ونبهت أن "الوسط الإسرائيلي سيستيقظ من سباته
فقط عندما تعطي آثار هذه المرحلة الجنونية ثمارها الأمنية والاقتصادية"،
معتبرا أن "نتائج الانهيار المرتقب للأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين)
وقطاع غزة؛ كل ذلك هو بداية الطريق للصحوة".