هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ستيب تو هيلث" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن إمكانية الولادة بطريقة طبيعية عقب الخضوع لولادة قيصرية، التي تعدّ طريقة مثالية للإنجاب في حال لم تكن هناك مخاطر على الأم والجنين.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الولادة القيصرية بمثابة عملية جراحية يتم من خلالها إزالة الجنين والمشيمة عن طريق فتح البطن والرحم. وتحول هذه الطريقة دون المضاعفات التي يمكن أن تسببها الولادة المهبلية، مع الحفاظ على سلامة الأم والجنين. في المقابل، تعد الولادة المهبلية أو الطبيعية تقليدية، يتم من خلالها إخراج الجنين من الرحم عبر المهبل.
وذكر الموقع أن طول فترة المخاض الناتجة عن التقلصات الضعيفة وغير المنتظمة، التي تؤدي إلى إبطاء تمدد عنق الرحم وعملية الولادة تعدّ من مضاعفات الولادة المهبلية. إلى جانب ذلك، يعدّ عدم تناسق حجم حوض الأم مع رأس الجنين وضيق عنق الرحم من بين أبرز العوامل التي يمكن أن تطيل من فترة المخاض. ويعد المخاض المبكر، أي قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، من مضاعفات الولادة المهبلية أيضا. وغالبا ما يحدث نتيجة التمزق المبكر للأغشية، أو تشوهات في الرحم، أو سوء تغذية، أو نتيجة أسباب أخرى غير معروفة.
وتعد الضائقة الجنينية الناتجة عن نقص في الأوكسجين من بين مضاعفات الولادة المهبلية. ويحدث هذا النوع من المضاعفات عندما تنذر ضربات قلب الطفل السريعة بالخطر، أو عند وجود العقي في السائل السلوي الذي يمنع الجنين من تلقي الأوكسجين الحيوي. وتعدّ حالة المجيء المقعدي أحد مضاعفات الولادة المهبلية الأخرى. في حال واجهت المرأة حالة الطفل المقعدي في الولادة المهبلية سيزيد ذلك من خطر إصابة الأم والجنين بتعقيدات. ويمكن أن تحدث هذه المضاعفات أيضا عند إخراج الجنين لقدمه أو ركبتيه أولا.
وأورد الموقع الحالات التي يمكن للمرأة خلالها الولادة بشكل طبيعي بعد الولادة القيصرية، حيث يجب على الأم الراغبة في ذلك أن تكون قد خضعت لولادة قيصرية واحدة عن طريق شق عرضي منخفض، وعدم وجود أثر للجروح على الرحم. كما يجب أن يلبي حجم حوضها المعايير السريرية. كما ينبغي ألّا يكون رحمها سبق أن تعرض لتمزق، أو تعرضت لمضاعفات طبية أو مشاكل سابقة في الولادة بسبب الأورام الليفية في الرحم، مع ضرورة عدم إصابتها بأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومرض الهربس التناسلي.
وأضاف الموقع أن الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية تعد طريقة حتى تتجنب المرأة الجراحة الباطنية، في حين تحد من المخاطر المتعلقة بالمشيمة التي يمكن أن تتعرض لها المرأة في تجربة حملها المستقبلية. وبالمقارنة بالولادة القيصرية، لا تؤدي الولادة المهبلية إلى خسارة كبيرة في كميات الدم، في حين تساهم في تقليص نسبة التعرض للالتهاب. وتتعدد المخاطر المتعلقة بالعمليات الجراحية المتكررة، على غرار تلف الأمعاء والمهبل.
والجدير بالذكر أن الآلام الناتجة عن الولادة المهبلية تعد أقل من تلك التي تواجهها المرأة عند الولادة القيصرية. وتساهم الولادة المهبلية في ولادة طفل في صحة جيدة، وفي الوقت المحدد.
وتطرق الموقع إلى مخاطر الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية، علما أن معظم عمليات الولادة لا تخلو من المخاطر. ومع ذلك، تظهر بعض الدراسات انخفاض عدد الوفيات بالنسبة للحالات الناجحة من الولادة الطبيعية عقب الولادة القيصرية بالمقارنة مع عمليات الولادة القيصرية المتكررة، التي من شأنها أن تسبب تمزقا في الرحم، الذي يؤدي بدوره إلى حدوث نزيف. ويؤثر ذلك غالبا على إمدادات الأوكسجين للجنين.
ويوصي الأطباء المختصون بضرورة التخلي عن هذه الطريقة في حال احتاجت الأم إلى تناول مادة الأوكسايتوسين لتحفيز انقباضات الرحم. ويفضل الأطباء إخضاع الأم لعملية قيصرية بدلا عن الولادة الطبيعية؛ نظرا لإمكانية مواجهتها لمخاطر جراحية مثل النزيف أو الالتهابات في الرحم. وفي هذه الحالات، قد يعاني الطفل من ضرر عصبي طويل الأمد أو قد يؤدي ذلك إلى موته.
وفي الختام، أشار الموقع إلى متطلبات الولادة الطبيعية عقب الولادة القيصرية، حيث يجب أن يظل الجنين تحت رقابة ما يعرف باسم "مراقب ضربات قلب الجنين" بصفة مستمرة. وذلك لمتابعة معدل ضربات قلبه؛ نظرا لقدرة هذه التقنية على كشف المشاكل التي قد تواجه الجنين.