هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أضاف تقارب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مع رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري، تعقيدا جديدا في المشهد السياسي العراقي حول حسم التحالفات السياسية لاختيار رئيس الوزراء المقبل.
واتفق الجانبان في اجتماع عقد بمنزل الصدر في النجف، أمس الأربعاء، على "الإسراع بتشكيل الحكومة وتسمية الرئاسات الثلاث، إضافة إلى الالتزام بالتوقيتات الدستورية والصفات التي وضعتها المرجعية لشخص رئيس الوزراء المقبل".
وحول طبيعة التقارب بين الجانبين، وفي ما إذا كانت ستفضي إلى تحالف في المرحلة المقبلة قد يستبعد رئيس الوزراء حيدر العبادي، فقد تطابقت وجهات نظر محللين سياسيين تواصلت معهم "عربي21".
وقال رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري إن "الاجتماع الذي جرى بين الصدر والعامري، لا يؤسس لتحالف خارج إطار التحالفات السابقة، وتحديدا تحالف البناء والإعمار الذي يضم سائرون والنصر والحكمة والوطنية وقوى أخرى".
اقرأ أيضا: الصدر والعامري يتفقان على الإسراع في تشكيل الحكومة
وأضاف: "اجتماع الصدر والعامري، يؤسس لمرحلة جديدة وهي أن ينضم الفتح لتحالف الإصلاح، خصوصا أن دعوات الانفتاح من جهات سياسية أخرى وإشراك القوى الفاعلة بالمشهد السياسي في الخارطة السياسية المقبلة، تدلل على أن الاجتماع يصب في هذا الاتجاه، خصوصا ما بعد تقديم الكتلتين إلى رئيس السن في البرلمان على أنهما الكتلتان الكبريان، وهو ما لم يحسم في المحكمة الاتحادية حتى اللحظة".
وأعرب الشمري عن اعتقاده في حديث لـ"عربي21" أن "الاجتماع ينطوي على تشكيل تحالف على مستوى التصويت في البرلمان، وهناك انطلاق في البرلمان وأعلن عدد من سائرون أنهم متمسكون بتحالف النصر والقوى السياسية التي تحالفت تحت مظلة الإصلاح".
واستبعد أن قضية استبعاد العبادي قد تكون مطروحة، خصوصا أن الرئاستين الأخريين، البرلمان والجمهورية، لم تحسما حتى اللحظة، والعبادي داخليا وخارجيا ما زالت حظوظه كبيرة جدا في هذا الإطار".
من جهته، قال المحلل السياسي عدنان السراج لـ"عربي21": "أستبعد تشكيل تحالف بين الصدر والعامري، لكنهما وصلا إلى تفاهمات متقدمة للتعجيل بإجراء التصويت على ترشيح رئيس الوزراء المقبل والتصويت عليه".
وأضاف أن "التحالفات قد سجلت في اليوم الأول من جلسة البرلمان وأعطيت إلى رئيس السن، والأخير أرسلها إلى المحكمة الاتحادية لانتظار الجواب بشأن من هي الكتلة الأكبر، البناء أم الإصلاح و الإعمار".
إلى ذلك علق القيادي المنشق عن التيار الصدري بهاء الأعرجي، الأربعاء، على لقاء الصدر والعبادي بالقول إن "اجتماع الصدر والعامري، لم ينتج عنه أي اتفاق أو تحالف"، مستبعدا أن يكون لدى الصدر أي "فيتو" على تولي العبادي ولاية ثانية.
وقال في تصريح تلفزيوني إن "الصدر صريح ولو كان لديه أي تحفظ على العبادي لكان أعلنه، ولا يخشى شيئا"، واصفا إعلان تحالف سائرون المدعوم من الصدر، إقالة العبادي بأنه "تكتيك".
وكانت كتل سياسية عراقية قد طالبت، السبت الماضي، بإقالة حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على خلفية الاحتجاجات المتصاعدة في محافظة البصرة.
اقرأ أيضا: كتل برلمانية في العراق تدعو للإطاحة بحكومة العبادي
وقال المتحدث باسم تحالف "سائرون" المحسوب على مقتدى الصدر، في مؤتمر صحفي، تعليقا على الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب العراقي، إن "إجابات الوزراء أمام جلسة اليوم، لم تكن مقنعة أمام أزمة تؤدي يوميا إلى وقوع شهداء وجرحى".
وسارع العاقولي، إلى مطالبة العبادي، بـ"تقديم استقالته والاعتذار من الشعب"، مشددا على "ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة قوية تلبي طلبات الشعب، والبدء بخطوات جدية".
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي، كان يعول على تحالفه مع "سائرون" الكتلة السياسية الكبيرة في البرلمان العراقي، للظفر بولاية ثانية.
وعلى خطى "سائرون"، طالب تحالف "الفتح" الذي يتزعمه هادي العامري المقرب من إيران، باستقالة العبادي وحكومته، وشدد على ضرورة "تبني القوى السياسية تشكيل حكومة قوية وقادرة على تنفيذ مطالب الجماهير".
وقال النائب أحمد الأسدي في مؤتمر صحفي مع عدد من نواب التحالف: "حرصنا على حضور جلسة اليوم، على الرغم من عدم قانونيتها، لأن صلاحيات رئيس السن هي ترشيح وانتخاب رئيس للبرلمان".