هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تباينت ردود السياسيين العراقيين حيال انتخاب محافظ الأنبار السابق محمد الحلبوسي رئيسا للبرلمان، السبت، بعد حصوله على 169 صوتا من مجموع المصوتين البالغ عددهم 298 نائبا، فيما حصل منافسه وزير الدفاع السابق خالد العبيدي على 85 صوتا.
وتنافس على أعلى منصب للمكون السني طبقا للعرف السياسي في البلد، أربعة مرشحين هم: محافظ الأنبار السابق محمد الحبوسي، ووزير الدفاع السابق خالد العبيدي، ونائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، ومقرر البرلمان الأسبق محمد الخالدي.
وقالت مصادر سياسية طلبت عدم كشفت هويتها لـ"عربي21" إن "انقساما حادا لم تشهده الجبهة السياسية السنية من قبل، فعلى الرغم من استمرار الاجتماعات إلى ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، إلا أنهم لم يتمكنوا من اختيار مرشح واحد لرئاسة البرلمان".
وأضافت أن "تحالف البناء الذي يضم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وتحالف الفتح بقيادة هادي العامري ويطلق عليه (المحور الإيراني) دعموا بقوة ترشح الحلبوسي لرئاسة البرلمان".
وأشارت المصادر إلى أن "نحو 40 نائبا سنيا من تحالف المحور الذي تدعمه السعودية، رشحوا الحلبوسي على الرغم من قناعة البعض منهم بالتهم التي توجه له بشأن تزوير الانتخابات، لكن عددا منهم تم شراء ذمته بملايين الدولارات وآخرون وعدوا بوزارات ومناصب في الحكومة المقبلة".
وفي ردة فعل سريعة لأبرز القادة السياسيين السنة، قال النجيفي في تغريدة على "تويتر": "نتشرف بوقوفنا مع النهج الوطني للدفاع عن القرار العراقي وثوابت الوطن والمثل العليا ولن نسمح بمحاولات سرقه الوطن وبيعه للغرباء ولنا جولة قادمة بأذن الله".
وبعد ذلك، غرد منافس الحلبوسي وزير الدفاع السابق خالد العبيدي قائلا: "لتفرح العائلة الفاسدة ببضاعتها التي اشترتها بـ 30 مليون دولار (كما يقال)، وليفرح الفاسدون الذين بدأوا يتبادلون التهاني، وللعراق والعراقيين أقول: لكم الله فهو خير معين".
اقرأ أيضا: انتخاب محمد الحلبوسي رئيسا للبرلمان العراقي (بروفايل)
من جهته، عزى النائب السابق مشعان الجبوري الشعب العراقي بانتخاب الحلبوسي رئيسا للبرلمان، وقال إن "شلة الفساد تمكنت من إحكام قبضتها على أهم سلطات الدولة".
وفي المقابل قال زعيم تحالف المشروع العربي خميس الخنجر إن "فوز شاب عراقي برئاسة مجلس النواب تطور مهم يعطي رسالة حازمة للسياسيين السابقين أن عليهم الرحيل وإفساح المجال للجيل الجديد".
وبارك الخنجر لـ"محمد الحلبوسي فوزه وأتمنى له كل التوفيق في خدمة البلاد وإنقاذها. لن نتراجع عن تقديم الشباب وسنستمر بهذه الرؤية".
وعلى صعيد القوى الشيعية، فقد هنأت رئيسة حركة أرادة حنان الفتلاوي بفوز الحلبوسي الذي وصفته بأنه مرشح تحالف "البناء" الذي يضم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وتحالف الفتح بقيادة هادي العامري.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم "عصائب أهل الحق" نعيم العبودي إن "مرشح تحالف البناء (الحلبوسي) حسم من الجولة الأولى لرئاسة البرلمان وفاز بالأغلبية المطلقة، ثم سحب ترشيح مرشحه للنائب الأول لصالح تحالف الإصلاح الإعمار كعربون محبة".
وفي الانتخابات البرلمانية الحالية التي جرت في أيار/ مايو 2018، ترأس قامة "تحالف الأنبار هويتنا"، وحاز على أعلى الأصوات بالمحافظة بعد فوزه بأكثر من 40 ألف صوت.
وواجه حزب الحل الذي يعد الحلبوسي أحد قياداته في الأنبار، اتهامات كثيرة بالتزوير وشراء أصوات الناخبين بالمحافظة، وكذلك اتهمه نواب سابقون ومنهم مشعان الجبوري بشراء ذمم نواب لانتخابه رئيسا للبرلمان بمبلغ 15 مليون دولار.
وفي تقرير سابق لـ"عربي21" كشفت مصادر سياسية عن معلومات مثيرة بخصوص الحراك السياسي الذي تشهده الساحة العراقية، ولاسيما في تشكيل التحالفات التي تمهد لإعلان الكتلة البرلمانية الأكبر والاتفاق على اختيار الأشخاص للرئاسات الثلاث.
اقرأ أيضا: مفاجأة.. توافق سعودي إيراني على دعم حزب سُني بالعراق
وأضافت المصادر في حينها أن "المفاجأة التي لم نجد لها تفسيرا في التحالفات التي تجري بين الكتل السياسية السنية، هي التوافق السعودي الإيراني في دعم حزب سني واحد لقيادة التحالف السني".
وأوضحت أن "السعودية تدعم حزب الحل بزعامة جمال الكربولي، لقيادة تحالف المحور الوطني السني الذي تشكل مؤخرا، وأن الحزب قدم القيادي في صفوفه محمد الحلبوسي مرشحا لمنصب رئاسة البرلمان"، لافتا إلى أن "الحلبوسي نفسه، يحظى بدعم قوي من نائب رئيس الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس المقرب من إيران ليكون رئيسا للبرلمان".
وتابعت المصادر: "المفارقة الكبيرة أن إيران والسعودية رغم خلافاتهما الكبيرة يدعمان حزبا واحدا، ولا نعرف لماذا تسعى الرياض لإقصاء شخصيات سنية معروفة بالنزاهة طيلة الفترة الماضية، وتدفع بأخرى تتهمها أطراف سنية بالمساهمة في عمليات تزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟".
وتابعت بأن "الخطورة تكمن في أن هذه الجهات المدعومة من إيران والسعودية، تسعى للحصول على رئاسة البرلمان وهو أعلى منصب خصص للمكون السني، إضافة إلى الحصول على الوقف السني الذي يعد أهم مؤسسة وقفية بالعراق".