هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال سياسيون ومعارضون مصريون إن إصدار أحكام بالإعدام والمؤبد والمشدد بحق 135 مواطنا، بالتزامن مع زيارة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي إلى نيويورك، تفضح مزاعمه بشأن نزاهة القضاء واحترام حقوق الإنسان في مصر.
وأكدوا في تصريحات لـ"عربي21" أن هذه الأحكام الصادمة التي تتناقض مع حضور السيسي قمة "نيلسون مانديلا للسلام" في إطار فعاليات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي دعا فيها إلى "احترام حقوق الإنسان"، تستدعي تحرك المجتمع الدولي لوقف تنفيذ مثل تلك الأحكام التي وصفوها "بالسياسية".
وأيدت محكمة النقض المصرية الاثنين، أحكاما بالإعدام والمؤبد والمشدد ضد 135 شخصا في القضية المعروفة إعلاميا بـ"مذبحة كرداسة" (مدينة في محافظة الجيزة غرب القاهرة)، إثر إدانتهم بارتكاب أعمال عنف وقعت عقب فض اعتصام ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة في آب/ أغسطس 2013.
مندوب ترامب
ووصف رئيس المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، هاني القاضي، السيسي بأنه "مندوب ترامب في الشرق الأوسط"، قائلا: "من المعروف في السياسة الأمريكية عدم التعامل أو إعطاء معونات لأي نظام قام بالاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، وهذا ما جعل الرئيس أوباما (السابق) يعزف عن استقبال السيسي في البيت الأبيض، أما ترامب فكان السيسي من أوائل الرؤساء تقديما لفروض الطاعة والانصياع لأوامره وهذا ما جعله يقف خلف ترامب وهو جالس على مكتبه كأحد موظفيه".
وأضاف لـ"عربي21" أن "خضوع السيسي لترامب يفتح له الأبواب في المحافل الدولية، والتي تمولها الولايات المتحده بنسبة كبيرة"، مشيرا إلى أن "السيسي لا يهتم باسم المؤتمر الذي يذهب إليه (في إشارة إلى قمة مانديلا للسلام).. كل ما يهمه هو إرضاء سيده الأمريكي وتنفيذ أوامره، وإقامة جمهورية الخوف حتى بلغت أحكام الإعدام 75 حكما الشهر الماضي، بالإضافة إلى 20 أخرى بالأمس فقط".
اقرأ أيضا: مصر في عهد السيسي.. دولة الإعدامات (إنفوغرافيك)
وأكد أن رافضي الانقلاب في أمريكا "يقومون بفضح ممارسات السيسي أمام الرأي العام الأمريكي، واليوم (الثلاثاء) سنقوم بمظاهره حاشدة أمام الأمم المتحده أثناء كلمته لنقول للعالم كله إن هذا الرجل لا يمثل الشعب المصري، وإنه رئيس قاتل انقلابي خطف الرئيس الشرعي للبلاد الدكتور محمد مرسي، واستولى على البلاد بقوه السلاح".
وأوضح أن "هناك شاشات عرض متحركة ستقوم بفضح انتهاكات السيسي أمام مبنى الأمم المتحدة، والبعثات الدبلوماسية، وتستعرض أحكام الإعدامات والقتل خارج إطار القانون، كما أننا سنقوم بتوزيع ملفات انتهاكات حقوق الإنسان على البعثات الأجنبية حتى يعلموا حقيقة هذا القاتل الانقلابي".
السيسي المتناقض
البرلماني المصري السابق، ورئيس مركز الحوار بواشنطن، عبد الموجود الدرديري، أكد أن السيسي يناقض نفسه طوال الوقت، وأنه "يسعى لتخويف الثورة من العودة إلى الميادين؛ ولذلك يسعى لقتل الثوار، لكنه لا يعلم أن قتلهم لا يعني إلا تعميق جذور الثورة عليه وعلى فساده".
وأضاف لـ"عربي21" أن "السيسي لا يزال مقتنعا بأن شرعيته تأتي من الخارج، وهو واهم لأنه من يستعلي على شعبه فمصيره السقوط وما مبارك عنه ببعيد"، واصفا السيسي بأنه "شخصيه متناقضة بسبب تاريخه ومستواه الثقافي، فعودنا أن يُقسِم على الشيء ونقيضه في آن واحد، وهذه هي إحدى صفات الفرعونية السياسية".
اقرأ أيضا : السيسي يغازل ترامب في نيويورك.. والأخير يرد (فيديو)
وبيّن أن "السيسي يكذب حتى النخاع فقد كذب على مرسي وعلى الليبراليين وعلى الأوروبيين، وحتى على الأمريكان، وما زال يكذب بخصوص الديمقراطية"، مشيرا إلى أن "مصيره (السيسي) معلق بوحدة القوى الديمقراطية، وإنهم في أمريكا يستغلون كل فرصة لفضح وكشف زيف النظام".
السيسي ذو الوجوه
القبطي الأرثوذوكسي الليبرالي، أكرم بقطر، قال لـ"عربي21" إن "السيسي كأي ديكتاتور يعيش واقعه بأكثر من شخصية... شخصية يوهمه فيها حاشيته بأنه معبود الجماهير، وشخصية الحازم من أجل الحفاظ على حدود بلده، وشخصية أمام شعبه، وأخرى مختلفة تماما أمام العالم الخارجي".
وأضاف: "كما أن له أكثر من خطاب... خطاب قبل أن يتولى الحكم، وخطاب عكسه بعد أن يتولى... خطاب أمام جيشه وقضائه، وخطاب مختلف أمام باقي الشعب... خطاب عالمي أنه مدافع عن السلام، وفي نفس الوقت يبرر أحكام الإعدامات بأنها لأسباب جنائية، وأنه لا يتدخل أحد في القضاء".
وذهب بالقول إلى أن السيسي "مثله مثل بشار الأسد ينادي بالدفاع عن وحدة أرضه، وفي الوقت نفسه يستدعي كل الدول المتاحة لمساعدته واحتلال أرضه مقابل أن يبقى فى السلطة".