كاتب: جهود إسرائيل والسعودية السرية ضد إيران بلا جدوى

قال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف، ران أدليست، إن "إسرائيل تساهم من خلال سياساتها بإحداث الفوضى العالمية الجديدة، من خلال دورها في مقتل مئات الآلاف في سوريا خلال السنوات الأخيرة، واقتلاع ستة ملايين من منازلهم وبلادهم".

وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "الثورة السورية تزامنت مع السباق المحموم باتجاه إنجاز القنبلة النووية الإيرانية، مما أدخل ليس إسرائيل فقط في حالة من الذعر والهوس غير المحسوب، وإنما السعوديين أيضا، وقد ساعدهما هذا الذعر، الحقيقي أو المفتعل، في توظيفه لأغراض داخلية، والقيام بسياسات غير مسؤولة".

وأشار إلى أن هذا التطور "دفع السعودية وإسرائيل لإقامة ما يشبه التحالف الإقليمي بين إسرائيل ودول الخليج العربي، وشكل ذلك أشبه ما يكون بمحاولة تدريب عملية بأن تقاتل إسرائيل إيران بديلا عن السعودية، وكان المقابل أن يتم منح بلدة أبو ديس عاصمة للفلسطينيين، وسفر الإسرائيليين إلى الهند عبر الأجواء السعودية، بجانب باقي العناوين التي تضج بها إسرائيل حول السلام الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية".

اقرأ أيضا: صحيفة إسبانية: السعودية وإسرائيل حلفاء صامتون

وأوضح أن "الاتصالات السرية بين إسرائيل والسعودية مستمرة منذ عشرات السنين، حتى في مرحلة رئيس الوزراء الراحل إسحاق شامير في سنوات الثمانينات، حين تم نقل مقترح سعودي برفع علمها في الحرم القدسي، لكن شامير هرب كالعادة إلى "اللا" الخاصة به، مع أن الفرضية التي سادت آنذاك تقضي بأن يتم فتح نافذة للعالم العربي، وبموجبها تقوم السعودية بالضغط، والفلسطينيون يستجيبون".

وأكد أنه، لا يملك "خططا واضحة للتوجهات المشتركة الأمريكية الإسرائيلية السعودية للتخلص من التأثير الإيراني في المنطقة، باستثناء ما قام به الرئيس السابق باراك أوباما من الدعم العسكري والمالي لإسرائيل، فيما قام جهاز الموساد بالتكفل بمعالجة المشكلة الإيرانية، وتم الحديث عن لقاءات عقدها رئيسا الموساد السابقين مائير دغان وتامير باردو مع نظرائهم في السعودية".

وأضاف أن "القفزة النوعية بين الرياض وتل أبيب وواشنطن كانت في عام 2015، عقب وفاة الملك عبد الله السعودي، ثم تولي الملك سلمان الوراثة، وتعيين ابنه محمد في ولاية العهد، ومن يومها بات ابن سلمان ونتنياهو وترامب يخوضون حربا شرسة على إيران في الشرق الأوسط، لكنهم فشلوا في كل الجبهات".

اقرأ أيضا: قراءات إسرائيلية في التعاون الأمني مع السعودية

وأشار إلى أن "الحرب السعودية في اليمن، تحولت إلى مذابح بعد خمس سنوات على اندلاعها، وأن محاولات ابن سلمان لإجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على القطيعة مع حزب الله باءت بالفشل، وبات الحزب شريكا للحريري في تشكيل الحكومة، حتى محاولات طرد الإيرانيين من سوريا كانت بلا أمل حقيقي".

وأوضح أن "تبشير نتنياهو الدائم عن علاقاته في العالم العربي كمقدمة للاعتراف العربي بإسرائيل وعاصمتها القدس لم يكن له الكثير من الأقدام ليقف عليها، فضلا عن أن الضربات الإسرائيلية على سوريا ضد أهداف إيرانية كانت تتصدر عناوين الأخبار فقط دون جدوى من العسكرية العملانية".

وختم بالقول أن "الحاصل اليوم أن بوتين وخامنئي هما من يسيطران على سوريا، والسؤال هو إلى أي حد سيكونان مهتمان بسيطرة أردوغان على منطقة إدلب، في حين أن ترمب ونتنياهو منشغلان بتحقيقاتها الداخلية حول قضايا الفساد، وابن سلمان كأنه يتلاشى بعيدا".