هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار إعلان وكالة
الأنباء السعودية "واس"، وصول مقاتلات جوية سعودية للأراضي التونسية،
بهدف إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش التونسي، موجة جدل بين التونسيين،
بالتزامن مع حادثة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلده بإسطنبول.
وما زاد في حدة الجدل،
مقطع فيديو تداوله بعض النشطاء السعوديين عبر الشبكات الاجتماعية، أظهر قائدا
عسكريا سعوديا برتبة مقدم، بصدد إمامة بعض الجنود في صلاة الجمعة، بقاعدة عسكرية
جوية بمحافظة بنزرت شمال تونس.
ولم يكتف النشطاء بنشر
المقطع، بل أرفقوه بتعليقات اعتبرها التونسيون مستفزة لعروبتهم وإسلامهم من قبيل: "أول مرة
يرفع الآذان وتقام خطبة الجمعة في قاعدة سيدي أحمد في تونس من عهد الاحتلال
الفرنسي".
وأعلنت وكالة الأنباء
السعودية الرسمية، عبر حسابها على تويتر، في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2018، عن اكتمال وصول طائرات القوات الجوية الملكية
السعودية للمشاركة في المناورات الجوية السعودية التونسية الأولى من نوعها بين
البلدين.
وكان وزير الدفاع
التونسي عبد الكريم الزبيدي، قد استقبل سفير السعودية بتونس محمد بن محمود العلي،
بحسب بيان نشرته وزارة الدفاع التونسية، في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
و"ثمن وزير
الدفاع الوطني بالمناسبة، التمرين المشترك بين جيشي الطيران في البلدين وفوائده
مبينا أنه سيتلو هذا التمرين، تمرين مماثل في مجال القوات الخاصة والإسناد الصحي
الذي سيتم تنفيذه في الأيام القليلة القادمة". بحسب البيان.
واعتبر الناطق الرسمي
السابق باسم الجيش التونسي، مختار بن نصر، في حديثه لـ"عربي21" أن
المناورات العسكرية التونسية السعودية، تعد الأولى من نوعها في تاريخ المؤسستين العسكريتين السعودية والتونسية.
وأكد أن مثل هذه
المناورات الجوية، من شأنها تعزيز الخبرات القتالية بين الجانبين، لافتا إلى أن
تونس تشارك في هذه المناورات وهي لا تزال عضوا في التحالف العربي الذي تقوده
السعودية في اليمن.
غضب وإدانة
وكانت المناورات
العسكرية السعودية التونسية، قد أثارت موجة غضب بين الأوساط الإعلامية والحزبية ونشطاء حقوق الإنسان في
تونس، استنكر أغلبها التعاون العسكري التونسي مع جيش "متورط بارتكاب جرائم
حرب في اليمن وبلد توجه له تهمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي".
وعبر أمين عام "حركة الشعب"، زهير المغزاوي، في تصريح لـ"عربي21" عن استنكاره الشديد لتواجد القوات الجوية السعودية على الأراضي التونسية
في الوقت الذي يمارس فيه هذا الجيش أبشع المجازر في اليمن بشهادة خبراء دوليين.
وتابع: "عبرنا أكثر من مرة، عن امتعاضنا الشديد من السياسة التونسية وباصطفاف تونس، إلى جانب
القوى الرجعية وللتحالف العربي بقيادة السعودية الذي كان هدفه الوحيد قتل
الأبرياء في اليمن وضرب وحدتها".
وشن إعلاميون ونشطاء
تونسيون هجوما عبر الشبكات الاجتماعية، رفضا للتواجد العسكري السعودي بتونس، فيما
أدان بعضهم خطبة قائد الجيش السعودي بثكنة
عسكرية تونسية وسط مخاوف الاستقطاب.
ووصف الإعلامي وليد
الفرشيشي اعتلاء القائد العسكري السعودي سهيل العطري المنبر وإمامة بعض الجنود
السعوديين والتونسيين بالعبث.
وتابع في تدوينة
له: "هذا ما يقع حين تقوم بمناورات عسكرية مع الحمقى، لابد لوزارة الدفاع
التونسية أن تأخذ موقفا".
وأدان الباحث كريم
مرزوقي السياسات التي ينتهجها النظام
السعودي وعلق على تداول فيديو خطبة الجمعة للقائد السعودي في الثكنة التونسية، بالقول: "تداول سعوديون فيديو الخطبة ويزعمون أنها أول خطبة في القاعدة، ويتحدثون وكأن
العسكريين السعوديين جاؤوا بالفتح المبين للتونسيين..".
فيما أعلن الإعلامي
زياد الهاني عبر حسابه على فيسبوك رفضه
القاطع لتبعية تونس للسعودية.
وقال :"لا يشرفني
أن تكون حكومة بلادي تابعا ذليلا للنظام السعودي المجرم، أرجح أن يكون هذا النظام
قد قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، وقام بتذويبه أو ذبحه
وتقطيعه وتوزيع أعضائه داخل حقائب دبلوماسية طار بها إلى السعودية في حصانة تامة."
ووصف الناشط السياسي
والقيادي السابق في "حراك تونس الإرادة"، طارق الكحلاوي، ولي العهد
السعودي بـ"رئيس عصابة ومجرم حقيقي"، رابطا بين وجود القوات الجوية السعودية
بتونس بالتزامن مع اغتيال الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلده بتركيا.