هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب الإسرائيلي في موقع نيوز ون، يوني بن مناحيم، إن "العائلة السعودية المالكة تجد نفسها في ورطة دولية عقب اختفاء ومقتل الصحفي جمال خاشقجي على الأراضي التركية وسط تزايد الشبهات بضلوع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
وأضاف بن مناحيم في مقال ترجمته "عربي21" أن "التقدير السائد يشير إلى أن السعودية ستذهب باتجاه تقليص الأضرار من خلال البحث عن كبش فداء، لكن الواضح أن من ترى في نفسها زعيمة العالم السني باتت تعيش ضائقة كبيرة بسبب ما أصبحت تسمى لعنة خاشقجي، وكلما مر المزيد من الوقت زادت الضغوط وتعقدت الأمور على المملكة".
وأوضح بن مناحيم، وهو خبير إسرائيلي في الشؤون العربية، أن "الإشكال الذي يواجه السعودية تجاوز حدودها الجغرافية، فعائلة خاشقجي تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية، والمجتمع الدولي يشهد المزيد من الدعوات لمحاكمة المملكة، وفي الكونغرس يتحدثون عن إلغاء صفقات أسلحة أمريكية للرياض، مع العلم أن قيمتها تصل إلى 110 مليارات دولار".
وأشار إلى أن "خطورة توقيت اندلاع الأزمة تكمن في أنه يتزامن مع التحالف الذي تعيشه السعودية مع الولايات المتحدة لمواجهة إيران وملفها النووي، فيما تهدد هذه القضية علاقات المملكة مع دول الغرب، وليس معروفا بعد كيف ستؤثر هذه الأزمة على مستقبل الشرق الأوسط بأسره".
وأكد بن مناحيم، وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أنه "بعد مرور أكثر من أسبوعين على اندلاع هذه القضية، فإنه يبدو حتى الآن أن السعودية تعالجها، وتتعامل معها بطريقة عديمة الفائدة، فضلا عن الأداء الإعلامي السيئ في إدارتها، فضلا عن إخفاقها الأمني الخطير الذي وقعت فيه، ويبدو أنها ستدفع بسببه ثمنا باهظا جدا".
وتطرق الكاتب إلى الزاوية التركية في المسألة، قائلا إنه "رغم أن تركيا بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان تعاملت مع أزمة خاشقجي بكثير من الحنكة والذكاء، فقد حافظ أردوغان على الصمت طويلا، وترك لمستشاريه إصدار التسريبات، وبث التفاصيل الدقيقة عن ما حصل داخل مقر القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية".
اقرأ أيضا: جريدة صباح تعرض صورا جديدة لـ"العقل المخطط لقتل خاشقجي"
الكاتب ينقل بعض التقديرات التي تفيد بأن "عدم تسليم السعودية للقتلة للادعاء التركي سيزيد من ورطتها، وربما تصبح الحاجة مشروعة لتشكيل لجنة تحقيق دولية تجعل من ولي العهد ابن سلمان مطلوبا لمحكمة العدل الدولية في لاهاي".
وختم بالقول إن "تعامل أردوغان مع أزمة خاشقجي انطلق من رؤية نفسه زعيما للعالم الإسلامي، ولذلك يجد صعوبة في تقديم تنازلات للسعودية، والمرور كأن شيئا لم يحدث عقب هذه الأزمة، لأن كل تنازل من أنقرة للرياض سيمس بصورة أردوغان".
وأشار إلى أن "اغتيال خاشقجي على الأراضي التركية يعتبر بنظر القانون الدولي مساً وانتهاكا بسيادة الدولة، واستهتارا خطيرا بها، وهناك تقديرات تقول بأن السعودية قد تلجأ لإثارة موضوع آخر يلفت أنظار المجتمع الدولي عن قضية خاشقجي، وتفاعلاتها السلبية عليها".