هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الاثنين، إن فريق التحقيق التركي يبحث في فرضيات جديدة بقضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مبنى قنصلية الرياض بمدينة إسطنبول التركية.
ونقل الموقع البريطاني في تقرير ترجمه "عربي21" عن مصادر تركية مطلعة قولها إن فريق التحقيق التركي "قدم فرضيات تفيد بأنه تم تقطيع جثة خاشقجي ونقلها إلى الرياض من خلال أحد حراس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وأضافت المصادر التركية أن "أجزاء من جثة خاشقجي قد تكون نقلت إلى الرياض، عن طريق ضابط الاستخبارات السعودي ماهر عبد العزيز المطرب، وهو أحد أعضاء الفريق الأمني الـ15 المتهمين بجريمة القنصلية، في حقيبة كبيرة على متن طائرة خاصة".
ويقول الموقع إن "المطرب غادر إسطنبول بعد مقتل خاشقجي على متن طائرة خاصة، ولم يجر تفتيش حقائبه، بعدما مر إلى الطائرة في مطار أتاتورك عبر صالة "كبار الشخصيات" بصفته يحمل جوازا دبلوماسيا، فضلا عن أن شهود عيان أفادوا أنه كان على عجلة من أمره".
وأفاد الموقع أن "المطرب كان أحد أفراد مجموعة القتلة التي ضمت 15 شخصا، والذين كلفوا بنصب كمين للإيقاع بخاشقجي وقتله. وفي محاولة لإبداء ردة فعل إزاء الاحتجاجات الدولية المتزايدة، قام محمد بن سلمان بفصل اثنين من أفضل مساعديه وأكثرهم قربا منه، وهما نائب رئيس الاستخبارات العامة، أحمد عسيري، وكبير مستشاريه، سعود القحطاني".
وأشار الموقع إلى أن المطرب كان واحدا من الرجال السبعة الذين ينتمون إلى وحدة حماية ولي العهد، والذين تم اختيارهم لينضموا إلى ثمانية أشخاص آخرين وتنفيذ عملية الاغتيال، وفي الوقت الحالي، يبدو أن السلطات التركية غير راضية عن الرواية السعودية حول قضية خاشقجي، التي تفيد أن الصحفي قتل عن طريق الخطأ بعد شعوره بالذعر وافتعال شجار داخل القنصلية، في حين حاول المتورطون إخفاء الجثة تهربا من العقاب.
في المقابل، تفيد المصادر الإعلامية التركية المطلعة على مجريات التحقيق أن "الرواية السعودية لا تمت للواقع بصلة، وأن الخطة بأكملها تمت مناقشتها قبل تنفيذها من قبل فريق القتلة الذي أرسله بن سلمان. وحرصا على النجاة بفعلتهم، عمل القتلة على إزالة الأقراص الصلبة المرتبطة بكاميرات المراقبة في كامل أرجاء القنصلية".
وبين الموقع أن "السلطات التركية توصلت إلى تسجيلات صوتية لعملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية كما أن المحققين يمتلكون أشكالا مختلفة من الأدلة، وبالتالي فهي لا تقتصر على التسجيلات الصوتية".
وحول ملابسات وفاة خاشقجي، أبلغت مصادر تركية موقع "ميدل إيست آي" انه "تعرض للتعذيب فور دخوله مبنى القنصلية السعودية، ناهيك عن تقطيع أوصاله وتمزيق جسده. ولم يتوقف السعوديون عند هذا الحد، بل عمدوا إلى حقن جسد خاشقجي بعقار مميت استغرق 7 دقائق فقط ليقوده إلى لفظ أنفاسه الأخيرة".
وأوضح الموقع أن "المصادر التركية الملمة بتفاصيل الجريمة قالت إن الطبيب الشرعي، صلاح الطبيقي، وهو خبير في عمليات التشريح السريع، عمل على تقطيع جسد خاشقجي بواسطة منشار عظام".
ووفقا للمصادر ذاتها، "شعر بقية أعضاء الفريق بالتململ ولم يكونوا راضين عن وتيرة التقطيع التي اتبعها الطبيقي، نظرا لرغبتهم في حزم رفات خاشقجي داخل الحقائب ومغادرة مبنى القنصلية بسرعة".
وذكر الموقع أن السلطات التركية "مصرة على العثور على أحد أجزاء جسد جمال خاشقجي على الأقل، حيث عمل المحققون الأتراك عمل الأيام الماضية على التدقيق في سجلات كاميرات المراقبة المحيطة بالقنصلية ومقر إقامة القنصل العام. ومن خلال تتبع حركات شاحنة مشبوهة، اتجه المحققون للبحث عن رفات خاشقجي داخل المناطق الغابية في ضواحي مدينة إسطنبول".
ويختم الموقع بالقول إن "المدعي العام التركي تحصل على أدلة كافية لتوجيه الاتهام إلى المشتبه بهم في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، والذين يبلغ عددهم 15 شخصا. مع ذلك، لا يزال المدعي العام في انتظار العثور على جثة خاشقجي أو أجزاء منها قبل إصدار تقريره".
وورد اسم ماهر المطرب في تصريحات لمصدر سعودي كشف لوكالة رويترز الأحد ما قال إنها رواية قتل خاشقجي في مبنى القنصلية.
وذكر المصدر أن المطرب الذي ظهر مع ابن سلمان في رحلاته الخارجية، "تحدث مع خاشقجي بالقنصلية وطلب منه العودة لبلاده، وهدده بالتخدير والخطف في محاولة لإخافته"، مستدركا بأن "المطرب تجاوز أهداف المهمة عندما هدده بالتخدير والخطف".
وأضاف أن خاشقجي "عندما بدأ بالصراخ ارتبك الفريق وغطى فمه فتوفي، قبل أن يجري لف جثته ووضعها بسيارة تابعة للقنصلية وتسليمها لمتعاون محلي" دون أن يحدد جنسيته.