هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد صمت رسمي دام
أيام، أعرب وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، عن استنكاره لحادثة قتل الصحفي
جمال خاشقجي، مثنيا على تجاوب المملكة بفتح تحقيق في القضية، مشددا على ضرورة عدم
استغلال الحادثة، لاستهداف استقرار السعودية ومكانتها.
وجاءت كلمة الجهيناوي،
ضمن ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الفرنسي،
عقب جلسة العمل المشتركة التي جمعتهما، بمقر وزارة الخارجية.
تصريحات الوزير، التي
عبرت عن الموقف الرسمي للدولة التونسية، أثارت حفيظة نشطاء وإعلاميين، ونوابا في
البرلمان، وصف بعضهم الموقف الدبلوماسي التونسي من قضية قتل الصحفي خاشقجي بـ"المخزي
والمذل".
واعتبر الأمين العام
لحزب "التيار الديمقراطي" المعارض غازي الشواشي في تصريح لـ"عربي21"
أن "موقف الخارجية التونسية من قضية مقتل الصحفي السعودي، مخجل ولا يتناسب مع
دولة قامت بها ثورة ، وتحررت من قيود التبعية، والضغوط الخارجية، في قضايا تتعلق بحقوق الإنسان".
ووصف الشواشي ماجاء
على لسان وزير الخارجية التونسي،
بـ"التملق المثير للغثيان للحكومة السعودية"، مضيفا: "من غير
المقبول أن يعجز الوزير عن قول كلمة حق في حادثة أثبتت جميع القرآن تورط النظام
السعودي فيها من بعيد أو من قريب".
الشواشي اعتبر أن
السعودية والإمارات، من أكثر الدول معاداة
لدول الربيع العربي، وحرصا على عدم استقرارها، مستغربا حرص الخارجية التونسية
بالمقابل على استقرار السعودية، عوض التنديد بشكل أكثر قوة وشجاعة بحادثة قتل
الصحفي.
وكان حزب التيار
الديمقراطي، قد نشر في 22 تشرين الثاني/أكتوبر 2018، بيانا شديد اللهجة، هاجم
خلاله النظام السعودي، محملا إياه المسؤولية الكاملة، والضلوع في قتل خاشقجي.
ووصف التيار، موقف
الخارجية التونسية بـ"المخجل والمتملق"، داعيا رئاسة الجمهورية للانسحاب
الفوري من التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية، "والذي يمثل غطاءً سياسيا
للجرائم والمآسي التي يتعرض لها الشعب اليمني الشقيق"، حسب نص البيان.
كما دعا الحزب السلطات
السعودية، إلى "الإفراج عن الناشطات النسويات والمعتقلين السياسيين،
والصحافيين والمدونين، الذين يقبعون في السجون".
بدوره وصف النائب
المستقل بالبرلمان التونسي، ياسين العياري موقف الخارجية التونسية من قضية خاشقجي
ب"الضعيف والمخزي".
ودون العياري عبر
صفحته الرسمية على فيسبوك: "وزير الخارجية التونسي يدين الجريمة بعبارات أقل
من التي استعملها بن سلمان نفسه، وزير الخارجية قلق على استقرار السعودية ما دخلك".
وخلص النائب إلى أن
المنظومة الحالية التي تحكم تونس لا تليق بالثورة وتصر على نكس رؤوس التونسيين في
الداخل والخارج.
من جانبه، انتقد الإعلامي علاء زعتور ماجاء على لسان وزير الخارجية التونسي متسائلا في تدوينة له بالقول: "موقف وزير الخارجية التونسي بشأن مقتل خاشقجي مخجل، الرجل أعاد حرفيا كلام عادل الجبير البارحة في فوكس نيوز، هل ينطق باسم تونس الثورة أم السعودية؟".
وهاجم الناشط السياسي
والعضو بمنظمة "أنا يقظ" شريف القاضي كل من وزير الخارجية والرئيس
السبسي، في تدونية له عبر فسيبوك، منتقدا الموقف الرسمي التونسي من قضية خاشقجي.
وقال: "خرج علينا
وزير خارجية ساكن قصر قرطاج خميس الجهيناوي بتصريح فضيحة لا يليق بمقام تونس كدولة
الحريات والديمقراطية الوحيدة في العالم العربي، داعيا أن لا تؤثر حادثة اغتيال
خاشقجي على استقرار السعودية".
وتابع: "سيدي
الوزير،أدعوك أنت وسيدك الباجي إلى اللحاق بآل سعود ومن لف لفهم في مزابل التاريخ
وذلك حفاظا على استقرار السعودية"..
النهضة تحدد موقفها
على صعيد آخر، أصدرت
حركة النهضة، في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2018، بيانا حول مقتل خاشقجي، حمل توقيع
رئيس الحركة راشد الغنوشي، تقدم خلاله بتعازيه لعائلة الفقيد.
ودعت الحركة إلى
"كشف ملابسات الجريمة ومحاسبة مقترفيها ومدبريها وإحالتهم إلى العدالة".
وأشادت النهضة، بمواقف خاشقجي الإصلاحية المعتدلة ودفاعه الشرس
عن قيم الحرية والديمقراطية في الخليج والمنطقة العربية، بحسب نص البيان.