هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن أهمية تعلم لغات جديدة في عصر العولمة. وفي هذا الصدد، تعددت النظريات والدراسات التي تحدد السن المثالية لتعلم لغة جديدة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثيرين يعتقدون أن الأطفال قادرون على تعلم لغة جديدة أكثر من البالغين. لكن، إلى أي مدى يعتبر هذا الاعتقاد صائبا؟ وفي هذا الصدد، كشفت دراسة معمقة أشرف عليها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن المصاعب وأساسيات إتقان لغة جديدة.
ونقلت الصحيفة عن المدون والفيلسوف، خوسيه أنطونيو مارينا، أن "اللغة أساسية في التعليم، لأن ذكاءنا هو بالأساس لغوي". وأضاف: "نحن نفكر بالكلمات، وننظم تحركاتنا عبرها. كما تساعدنا اللغة على التواصل، لذلك فهي أساسية في حياتنا اليومية، كما تساعدنا على التواصل مع ذواتنا".
وأضافت الصحيفة أن ثنائية اللغة أصبحت في الوقت الراهن حقيقة واقعية في العديد من المدارس، خاصة الإسبانية.
لكن، سرعان ما تراجعت المدارس الإسبانية عن اتباع هذه الاستراتيجية، والتزمت 13 بالمائة منها فقط بتدريب الأطفال على ثنائية اللغة.
وأوردت الصحيفة أن العولمة فرضت الحاجة إلى تعلم لغات أخرى منذ الصغر. وفي وقتنا الراهن، أصبح إتقان لغة ثانية أمرا ضروريا في كل مهنة، باستثناء بعض الوظائف. وبحسب الخبير مارينا، لا يعد التحدث والكتابة بلغة ثانية أمرا كافيا؛ إذ أنه من الضروري الوصول إلى مرحلة التفكير بهذه اللغة كي يصبح المتعلم ملما بالكامل بها.
وبشكل عام، يعي متحدثو لغات عديدة هذه الحقيقة، كما أنهم على وعي بأن تعلم لغة جديدة دون ممارستها ورسم أفكارهم عبرها أمر لا يساعد على الإلمام بالكامل باللغة وأساسياتها.
وبينت الصحيفة أن الصعوبات من أجل تعليم الأطفال أو البالغين لغات جديدة تعددت وتنوعت خلال السنوات الأخيرة. من جهة أخرى، أكدت العديد من المؤشرات أن الاعتقاد بأن الأطفال أكثر قدرة على تعلم اللغات أمر خاطئ تماما. ومن هذا المنطق، أجريت العديد من الدراسات للتعرف على السن المثالية لتعلم لغة ثانية. كما يجدر طرح أسئلة في هذا الصدد حول وجود سن مثالية لتطوير هذه القدرات اللغوية من عدمه.
وبينت الصحيفة أن الأطفال لا يملكون قدرات أكثر على تعلم لغات جديدة كما أنهم لا يملكون مستوى إدراكي أعلى من البالغين لتعلم لغة جديدة بسهولة أكثر مقارنة بغيرهم من الفئات العمرية الأخرى. وفي حقيقة الأمر، يتعلم الأطفال لغة ثانية بشكل أسرع نظرا لأنها عنصر أساسي من أجل اندماجهم في المجتمع الذي يعيشون فيه. وفي هذا الصدد، يعد مثال عائلة غادرت للعيش خارج حدود وطنها نموذجا مثاليا على حاجة الأطفال لتعلم لغة جديدة من أجل الاندماج في المجتمع الجديد.
وأوردت الصحيفة قول الخبيرة سوفي أرداش، التي أشرفت على دراسة حول السن المثالية لتعلم لغة، التي أكدت أنه "يمكن للرضع الاستماع إلى جميع الحروف والأصوات التي تكوّن جميع لغات العالم. وببلوغه السنة الأولى، يبدأ الرضيع بالتخصص وتبني الصوت والحروف التي يستمع إليها بشكل متكرر أكثر من غيرها. تبعا ذلك، يتعلم الرضع اللغة التي يتحدثها والداه".
أما الجانب المثير للاهتمام في نتائج هذا البحث، فيتمثل في أن "الرضع حديثي الولادة يبكون بلكنة تشبه تلك التي استمعوا إليها خلال وجودهم في رحم أمهاتهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن دراسة أشرف عليها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وشملت 670 ألف شخص، أكدت أن "السن المثالية لتعلم قواعد اللغة الإنجليزية هو العشر سنوات". وكشف البحث أيضا أنه يمكننا مواصلة تحسين اللغات بمرور الوقت، بما في ذلك لغتنا الأم. وعلى سبيل المثال، يمكننا إتقان والتمكن من قواعد لغتنا الأم بالكامل عند بلوغ سن الثلاثين.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الميزة الأولى لإتقان أكثر من لغة تتمثل في القدرة على التواصل مع أكبر عدد من الأشخاص. وفي جميع الأحوال يحتاج إتقان لغة بالكامل إلى مواصلة التعلم وتكريس مدة من الوقت تستمر لسنوات من أجل تحقيق هذا الهدف. في نفس الوقت، يلعب الدافع النفسي والاجتماعي دورا مهما في ذلك.