في تحرك
برلماني ضد التيار السلفي في
مصر، تشن اللجنة الدينية بمجلس النواب حملة على ما تبقى
من السلفيين بالمساجد؛ لمنعهم من صعود المنابر.
وكشف
الدكتور
عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، لصحيفة "اليوم السابع"،
السبت، عن تقدمه بطلب لرئيس المجلس موجه لوزير الأوقاف مختار جمعة؛ لمطالبته بمنع جميع
شيوخ
السلفية والتابعين لهم من المنابر بجميع المحافظات بشكل نهائي.
حمروش
أشاد بدور وزير الأوقاف بهذا الشأن، ودعاه لضرورة تكليف مسؤولي المديريات التابعة للأوقاف
بتشديد الرقابة على المساجد، ومنع من ينتمي لهذه التيارات من اعتلاء المنبر.
"الجزاء من جنس
العمل"
ويرى
الباحث السياسي، أحمد رشدي، أن "منع السلفيين من الخطابة ليس مستغربا، فعلى الرغم
من التماهي السياسي بين هذا التيار وسلطة الانقلاب، إلا أنه يظل تيارا قائما بذاته؛
وهو ما يتنافى مع قيم الحكم العسكري، التي تحتكر الدولة في السياسة، وتقوم بدور السلطات
الثلاث، رغم تدشين المعارضة".
رشدي
أضاف لـ"
عربي21"، أن السلطة أيضا "تسيس القضاء وتحتكر الإعلام، بالاستثمار
المباشر بالشبكات الإعلامية الكبرى، رغم الاستجابة التامة من أذرعها الإعلامية للأوامر
العسكرية، كما تحتكر الاقتصاد بالسيطرة الكاملة على المشروعات الكبرى وقطاعات الإنتاج
المختلفة، رغم تقديم كبار رجال الأعمال الإتاوات المفروضة".
وأوضح
أنها "تحاول أن تحتكر الدين؛ فعلى الرغم من سجل البطش العسكري المهين، إلا أن مسألة
احتكارهم للدين كانت دائما نقطة ضعفهم منذ (انقلاب 1952) وحتى اللحظة"، معتقدا
أن "قرارات إغلاق دور التحفيظ ومعاهد الخطابة والمساجد ظلت ضعيفة الأثر، إذ يهفو
الناس نحو الدين مهما اشتد حصاره، كما أن الضمير الجمعي للمجتمع المصري بات يسيء الظن
بالدين الحكومي الذي يصدره إعلام السلطة".
وقال
إن "التيار السلفي الذي يلتقي مع الدين العسكري بأحد أركانه (وهو التدجين باسم
طاعة الولاة)، يختلف معه بالركن الثاني وهو نشر الخزعبلات والبدع ودعم غلاة المتصوفة"،
مشيرا إلى أن "التيار السلفي يتحدث كثيرا عن البدع والشركيات وتحريمها، خلافا للدين
العسكري؛ لذا لم يكن غريبا أن يتم تقويضه بعدما انتهى دوره في عملية التزيف في
3/ 7/ 2013 ".
"فرصة لفاسدي
الفكر"
وفي
رده على دعوة حمروش، انتقد الداعية السلفي عماد رفعت "من يطالب من البرلمانيين
بمنع أصحاب المنهج السلفي من اعتلاء المنابر، من أصحاب الفكر الصحيح والعقيدة السليمة، لا أصحاب الفكر المنحرف".
رفعت
يرى، بحديثه لـ"
عربي21"، أن منع أصحاب الفكر السليم والعقيدة الصحيحة من
اعتلاء المنابر فيه خطر عظيم، مبينا أن "السلف هم النبي (محمد رسول الإسلام) وأصحابه،
ومنهج السلف أي المنهج الذي اتخذه الصحابة عن النبي الأكرم".
وأكد
الداعية السلفي أن "منع من كان على هذا المنهج من اعتلاء المنابر يعطي الفرصة
بل ويفتح الباب لفاسدي العقيدة من أصحاب الفكر
الخارجي أو التكفيري أو العلماني أو الأحادي
أو أي فكر فاسد لنشر سمومه بين عوام المسلمين".
وأعلن رفضه منع أولئك الدعاة من الخطابة؛ كون "أصحاب المنهج السليم
هم حماة عقيدة الإسلام من أي فكر متطرف يدعو لخلخلة أمن البلاد أو التحريض عليها أو
نشر أي فكر يضر بها وبأمنها وبمعتقداتها".
وأشار
رفعت إلى أنه يخص كلامه "من كان على هذا المنهج؛ لأن السلفية ليست لحية وقميصا، ولكن السلفية منهج واتباع، فمن خالف هذا
المنهج لا يكون سلفيا، ولا يحسب على منهج السلف؛ بل ونبرأ منه، ونحذر الناس من شره".
تقويم
التيارات هو المهم
وحول
أهمية ودور التيار السلفي وضرورة تواجده بالمساجد وساحة الدعوة في مواجهة تيارات أخرى
متشددة كتنظيم الدولة، يرى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، ماهر فرغلي، عدم صحة تلك
الفكرة، قائلا": "لا للسياسات الخاطئة بضرب تيار بتيار آخر"، مؤكدا أن
هذا التوجه يعد "مشكلة".
فرغلي،
أشار بحديثه لـ"
عربي21"، إلى أن الدولة تعتمد على ذلك الأسلوب منذ زمن، مثل
ضرب جماعة الإخوان المسلمين بالسلفية المدخلية، وضرب تنظيم الدولة بالسلفية العلمية،
وهكذا"، مؤكدا أن هذا "خطأ فادح".
وقال:
"لا بد أن يكون للدولة مشروع ديني وسطي مستنير، يتحول فيها الداعية من موظف إلى
متخصص بالدعوة"، موضحا أن "تقويم التيارات هو المهم، كما أن بعض التيارات
تتشارك أفكارا أيديولوجية متشددة، فحتى لو تصالحت مع الدولة، فهي من ناحية أخرى تؤدي
لمفسدة بأفكارها، مثل من يحرمون الضرائب، ويكفرون الصوفية والشيعة كالتيار المدخلي
السلفي، ومحمد سعيد رسلان وغيرهم".
اقرأ أيضا:
وقف رسلان عن الخطابة رغم تأييده القوي للسيسي.. كيف علق؟