هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة إسرائيلية اليوم، عن ما أسمتها "قصة غرام إسرائيلية" تجري أحداثها في منطقة الخليج العربي، وهي القصة التي تتنبأ بمستقبل مغاير ينتظر "إسرائيل".
شق الطريق
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبتها الصحفية الإسرائيلية الخبيرة بالشؤون العربية، سمدار بيري: "انتبهوا؛ كيف أنه في غضون أسبوع واحد زارت وفود إسرائيلية ثلاث إمارات في الخليج؛ رئيس الوزراء الإسرائيلي بيامين نتنياهو ومعه رئيس الموساد في سلطنة عُمان، ووزيرة الرياضة ميري ريغيف وفريق الرياضيين في أبو ظبي، ووفد من الأكاديميين والعسكريين السابقين، ووفد صغير أخر من الرياضيين، في قطر".
وكشفت أنه "بعد اللقاء الذي جرى بين نتنياهو وسلطان سلطنة عمان قابوس بن سعيد، سيكون اللقاء التالي في البحرين؛ التي أعلنت أمس أنها ستدعو نتنياهو لزيارة رسمية، لكن الموعد لم يتقرر بعد"، وفق الصحيفة.
ونوهت إلى أنه لسلطنة عمان، "توجد تقاليد وساطة طويلة للتوفيق بين جهات متنازعة في داخل الدولة وبين الدول المجاورة، وحتى بين الدول الأجنبية"، موضحة أن "هذه الطريق الخاصة للتوفيق، تستهدف جمع الطرفين على طاولة المباحثات، وبعدها تخرج عُمان من الصورة وتخلي المكان لوسيط أكبر".
اقرأ أيضا: بعد عُمان.. نتنياهو يمهد لترتيب العلاقات مع هاتين الدولتين
وذكرت الصحيفة، أن "سلطان عُمان يرغب الآن في أن يجمع الإسرائيليين مع الفلسطينيين، وأن يجلب حلفاءه الأمريكيين، كما يتبين أنه لديه خطة على مدى أبعد مع الإيرانيين"، منوهة إلى أن "هذا ما سعى قابوس أن يوضحه لنتنياهو؛ أولا للفلسطينيين، وبعدها طهران، وهذا الأمر بلا ضغط، بلا تحديد موعد، وبلا جدول أعمال".
وأضافت: "عندما يقررون في واشنطن بأنه حان الوقت، فليعلموا أن وزير الخارجية العُماني مستعد لأن يشق الطريق".
وفي ما يخص الإمارات، رأت "يديعوت"، أن "أبو ظبي إمارة مثيرة للاهتمام مثل دبي، الأجانب فيها أكثر من السكان، وحاكم فعلي هو خليفة بن زايد، الذي يستعين بقدر غير قليل بمحمد دحلان الذي يستقر في الإمارات"، منوهة أنه في حال "رغب ابن زايد بمشورة ما في الموضوع الإسرائيلي، فهو يعرف من يستدعي".
مسارات جديدة
وبشأن قطر، أكدت الصحيفة أن "الأمور أكثر تعقيدا بكثير، فهناك أربع دول عربية (السعودية، مصر، البحرين والإمارات)، تخوض حرب إبادة ضدها، وفي لحظة ما هدد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان الذي أغلق الحدود، بجعلها جزيرة، لكن في قطر توجد القاعدة الأمريكية الأكبر في العالم العربي".
ولقطر سفير خاص لها في غزة، محمد العمادي، "يأتي ويذهب لغزة عبر إسرائيل، ونجح في أن يقيم عندنا علاقات لا بأس بها على الاطلاق، ودوره الرسمي؛ هو نقل الأموال لغزة".
اقرأ أيضا: الصحافة الإسرائيلية تواصل احتفاءها بزيارة نتنياهو إلى مسقط
وأشارت "يديعوت"، إلى الحركة النشطة التي تشهدها قطر، والتي لأول مرة ستستضيف كأس العالم بعد نحو ثلاث سنوات، فهي "تبني بوتيرة مثيرة للدوار"، في تلميح لحركة البناء والإعمار الكبيرة التي تجري في كافة الاتجاهات، ومع هذا النشاط فإن "الدوحة تسعى لتحصل أيضا على دور سياسي في المنطقة".
فمن "جهة جاء تلميح واضح من ولي العهد السعودي؛ بأنه مستعد لإنهاء مقاطعة قطر دون أن يتعهد متى (عقب جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي)، ومن جهة ثانية، تضغط مصر لإزاحة قطر عن الحوار مع الفلسطينيين"، وفق الصحيفة التي رجحت أن "العمادي سيترك ليواصل حراكه القوي، ويغرس قدميه بين تل أبيب وغزة".
وأكدت الصحيفة، أنه "في كل إمارات الخليج يحوم عملاء إسرائيليون، إلى جانب رجال تكنولوجيا ورجال أعمال"، معتقدة أن إمارات الخليج "لن يعقدوا اتفاقات سلام مع إسرائيل، ولكنهم يرون الإسرائيليين الآن بعيون مختلفة".
وشددت على أهمية "الإبقاء على سلسلة اللقاءات في إمارات الخليج، وهذا من شأنه أن يفتح مسارات جديدة، فلكل واحدة من الإمارات توجد صلة بدولة عربية كبيرة، ويمكن لإسرائيل أن تستغل هذا الجسر".
ورأت أنه من "المهم جدا الاستماع لشباب الإمارات، فهم جيل جديد من أصحاب الأعمال، مدراء المصانع والأكاديميين الشبان الذين لا يخشوننا، بشرط أن يتلقوا ضوءا أخضر من القصر الحاكم".