ترامب أمام "اختبار تاريخي" بالانتخابات النصفية الأمريكية

يحكم الناخبون الأمريكيون، الثلاثاء، على عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال صناديق الاقتراع، ما سيحدد مصير احتفاظه بغالبيته الجمهورية في الكونغرس، أم إنه سيواجه أغلبية ديمقراطية معارضة له.

وشهدت انتخابات أمريكا النصفية حملات انتخابية حامية، سبقت الاقتراع الذي وصفه الطرفان بأنه "معركة من أجل روح أمريكا"، في حين أن الأمر سيعد تاريخيا في حال فازت أغلبية موالية للرئيس في الانتخابات النصفية.

فقد جرت العادة أن يخسر حزب الرئيس في عهده الأول مقاعد في الكونغرس في الانتخابات النصفية.

واستفادت إدارة ترامب على مدى عامين، من السيطرة الجمهورية على مجلسي النواب والشيوخ، رغم أن قرارات الرئيس الأمريكي اتسمت بكسرها للقواعد التقليدية والفوضى أحيانا.

لكن تبدو الاحتمالات مفتوحة بأن تشهد انتخابات منتصف الولاية الرئاسية مفاجآت تجبر ترامب لاحقا على مواجهة معارضة ذات أنياب. 

فرصة للتغيير

وأمام الناخب الأمريكي فرصة لتغيير مجلس النواب برمته (435 مقعدا) وثلت أعضاء مجلس الشيوخ الذي يضم مئة مقعد. 

ووفق معظم الاستطلاعات، يملك الديموقراطيون فرصة حقيقية للفوز بالغالبية في مجلس النواب، لكن على الأرجح سيحتفظ الجمهوريون بالسيطرة في مجلس الشيوخ.

اقرأ أيضا: لماذا تعد انتخابات أمريكا النصفية ذات أهمية؟.. مختصون يجيبون

لكن مع الغموض الذي يلف نسبة المشاركة، وهو عامل رئيسي حاسم، إضافة إلى عدم يقين الاستطلاعات من تأثير أسلوب ترامب على الناخبين، يعترف الحزبان بأنهما قد يكونان عرضة لمفاجأة ما.

عنصرية

وبعد حملة انتخابية، اتهم الرئيس ترامب خلالها بإثارة العنصرية عبر إشاراته المتكررة إلى "اجتياح" لبلاده من قبل مهاجرين غير شرعيين يريدون ارتكاب عمليات اغتصاب وقتل، بلغ الاستقطاب بين اليمين واليسار في الولايات المتحدة ذروته. 

وأثار ترامب قلق بعض الجمهوريين عندما شت عن هذه الرسالة في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية، للتأكيد على الحملة الأمنية المتشددة على المهاجرين غير الشرعيين. 

وأرسل الرئيس الأمريكي آلاف الجنود إلى الحدود المكسيكية، واعتبر أن على عناصر الأمن إطلاق النار على المهاجرين الذين يلقون الحجارة عليهم، بينما اتهم الديموقراطيين بالتخطيط لتحويل البلد إلى مستنقع للجريمة وتجارة المخدرات. 

ونجحت الخطابات التي تثير الخوف من الأجانب وتعزف على وتر القومية الأمريكية في إيصال رجل الأعمال الملياردير إلى السلطة عام 2016 بعد فوزه على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. 

ويشيد أنصار ترامب، وهم عادة من البيض المتشددين، بأسلوبه حيث يهتفون دعما له عندما يتلفظ بعبارات مهينة بشكل صادم بحق معارضيه أو يرمي اتهامات خاطئة من الناحية الواقعية. 

ورغم أنه غير معني مباشرة بالاقتراع، إلا أن ترامب جعل من نفسه محور السباق برمته، فتنقل في أنحاء البلاد لإقامة تجمعات انتخابية شملت ثلاث ولايات يوم الاثنين وحده. 

واختتم ترامب مهرجاناته الانتخابية في كايب جيراردو في ميزوري، حيث تباهى بأن "الأجندة السياسية الجمهورية هي الحلم الأمريكي".

اقرأ أيضا: التايمز: هل ستغير الانتخابات النصفية وجه أمريكا؟

ويرى الديموقراطيون الانتخابات من ذات المنظار التاريخي. 

وفي هذا السياق، قال المرشح الديموقراطي بيتو أوروركي الذي ينافس السناتور تيد كروز في تكساس الجمهورية تقليديا إن الناخبين "سيحددون ليس مستقبل تكساس فحسب، بل مستقبل هذا البلد، وليس مستقبل هذا الجيل وحده بل كل جيل قادم". 

نقطة لصالح ترامب

وجرت العادة أن يخسر حزب الرئيس في عهده الأول مقاعد في الكونغرس في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية. لكن الوضع الاقتصادي الجيد يميل إلى إبقاء الأمور على حالها، ما يعني أن ترامب سيتحدى من جديد النمط التاريخي. 

وأشارت أرقام جديدة صدرت عشية الاقتراع إلى نمو في قطاع التوظيف، بينما اعتبر ترامب أن الفضل يعود إليه في تعزيز وضع الاقتصاد الأميركي الذي اعتبره "الأنشط على الأرض".