هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية رون بن يشاي، إن الضفة الغربية تشهد تصاعدا في الهجمات وعمليات الطعن، في حين أن قطاع غزة يشهد حالة من الهدوء بعد اتفاق للتهدئة أفضى إدخال الأموال القطرية، والتخفيف من حدة التوتر.
وقال بن يشاي في مقال تحليلي ترجمته "عربي21" الأحد، "إن الضفة الغربية تشبه حقل ألغام يجب تجنب دخوله، ولكن حال اضررنا إلى ذلك؛ يجب اتخاذ كل الاحتياطات لتقليل الضرر"، مطالبا الجيش الإسرائيلي بإرسال قوات أكثر تدريبا وجاهزية للتعامل مع الاشتباكات والمواجهات التي تندلع بالضفة.
وذكّر بن يشاي بما قاله رئيس أركان الجيش غادي أيزنكوت في أحد مناقشات الكنيست قبل عدة أشهر ، حين حذر من وجود احتمال كبير للتصعيد في الضفة الغربية. كا لفت أيضا إلى ما حذر منه مدير جهاز "الشين بيت" (الأمن الداخلي)، نداف أرغامان الأسبوع الماضي، حينما أصدر تحذيراً مماثلاً ، قال فيه إن الهدوء النسبي في الضفة "مخادع"، وأن حماس تحاول بشدة تنفيذ هجمات هناك.
موافقة عباس
وقال المحلل العسكري: "اعتقدنا أن تحذيرات آيزنكوت مبالغ فيها، خاصة في ضوء حالة الهدوء النسبي في الضفة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2018 ، على الرغم من قرار الرئيس دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وغيرها من الأحداث التي كادت أن تشعل فتيل المواجهات هناك".
"ولكن الآن يبدو أن الأمور تنقلب، فبينما غزة هادئة، تبدو الضفة الغربية تميل نحو التصعيد سواء في عمليات إطلاق النار أو الطعن التي بدأت تأخذ منحا تصاعديا".
وعن حالة الهدوء في غزة قال: " الوساطة المصرية المستمرة ساعدت في تثبيت وقف إطلاق النار، بل إن الرئيس المصري نجح في إقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقبول وقف إطلاق النار، والتفاهمات التي تم التوصل إليها بين حماس وإسرائيل.
وعلل بن يشاي موافقة عباس على التهدئة بالقول: "عباس وصل لقناعة أن سكان غزة الذين كانوا على حافة أزمة إنسانية كارثية، لن يثوروا ضد حماس، مما دفعه إلى فهم أن خطته لن تنجح، خاصة مع خشيته من أن يمتد الوضع المتقلب في القطاع إلى الضفة الغربية".
وينقل المحلل العسكري خشية المستويات الأمنية في إسرائيل من سيناريو توتر الأوضاع في الضفة بحيث تكون مواجهات تعم مدن الضفة مصحوبة بهجمات إطلاق نار وطعن مكثفة، مذكرا أنه خلال العام الماضي أحبطت قوات الأمن الإسرائيلية، 590 هجومًا فرديا، و219 خطط لعمليات تقف خلفها خلايا تتبع لحماس.
أسباب الهجمات
وعزى المحلل العسكري المخضرم أسباب تصاعد الهجمات في الضفة إلى شعور الشباب بالاحباط من غياب الآفاق الاقتصادية والاجتماعية، على إثر تجمد عملية التسوية، خاصة مع ارتفاع معدل البطالة، مشيرا إلى أن الوضع ازداد سوءا في ضوء تخفيض إدارة ترامب لأموال المساعدات للسلطة الفلسطينية وللأونروا.
إضافة إلى ذلك قال بن يشاي: "إن الشباب في الضفة يتأثر بالوضع في غزة، وخاصة عمليات القتل التي يقوم بها الجيش على حدود قطاع غزة، والدعوات التي تطلقها الفصائل الفلسطينية على رأسها حماس للانتقام وتنفيذ عمليات مسلحة في الضفة".
ولفت بن يشاي أنه في الآونة الأخيرة ، شهدت الضفة كل شهر تقريباً ثلاث هجمات سواء طعن أو عمليات إطلاق نار، ما يشير إلى الصلة بين الغضب الشعبي المتراكم في الضفة، والدوافع الشخصية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى هجمات فردية كعمليات الطعن، إضافة إلى عشرات الهجمات بالمواد الحارقة والحجارة التي تجري يوميا ضد الجيش" .
وحذر الخبير من انعكاسات إعلان إدارة عن خطتها للسلام "صفقة القرن" خلال الأشهر المقبلة. على الأوضاع الأمنية قائلا: "يجب أن نستعد لاحتمال أن يؤدي ذلك إلى اشتعال المنطقة".