كشفت
نتائج اتحادات طلاب
جامعات مصر أن التزكية حسمت نتائج غالبية الكليات في عدد من
الجامعات المصرية، سواء العريقة أو الحديثة منها على حد سواء.
وأثارت
النتائج تساؤلات المعنيين بشؤون الحراك الطلابي عن سبب عزوف الطلاب عن صناديق
الاقتراع من جهة، وعدم وجود مرشحين حقيقيين وأقوياء من ناحية أخرى.
وجرت
الانتخابات في عدد محدود من الكليات، في حين فاز الباقي بالتزكية؛ لعدم اكتمال
العدد المطلوب لتشكيل الاتحاد، فيما دخلت العديد من الكليات جولة الإعادة؛ بسبب
عدم اكتمال النصاب القانوني، حيث جرت انتخابات الإعادة في جامعة المنصورة في 11
كلية.
وفي
جامعة عين شمس بالقاهرة، حَسَمتْ التزكية نتائج انتخابات عشر كليات. وفي جامعة
الزقازيق، حُسِمَت نتائج 16 كلية بالتزكية. وفي جامعة القاهرة، تم حسم خمس كليات بالتزكية،
وسبع كليات بجامعة حلوان، وست كليات بجامعة بنها، وثماني كليات بجامعة
الإسكندرية، وخمس كليات بجامعة الوادي الجديد .
وغابت الحركات الطلابية
عن المشهد برمته للعام الثاني على التوالي، إثر الحملة الأمنية القمعية التي
مارستها السلطات المصرية، فاختفت حركات كبيرة وشهيرة مثل حركة طلاب الإخوان
المسلمين، و6 أبريل، ومصر القوية، والتيار الشعبي، والسلفيين، الذين شكلوا قاطرة
الانتخابات في السنوات الماضية.
"تصويت عقابي"
الخبير
التربوي وعضو لجنة التعليم بمجلس الشعب الأسبق، محمود عطية، وصف عزوف الطلاب عن
الانتخابات "بالتصويت العقابي من الشباب؛ لأنهم يعلمون أنه لا أمل يرجى من
هذه الانتخابات، وأن القادمين هم تابعون للنظام القائم".
وأكد لـ"
عربي21"
أن "ما رأيناه في انتخابات اتحادات الطلاب بجامعات مصر بفوز العديد منها
بالتزكية؛ هو دليل قاطع على أن الطلاب هم أمل الأمة في كل مكان وفي مصر، فالشباب
يحظى بروح وثابة، وتفكير عال، وقد رأينا من عوام الناس كيف عزفوا عن الانتخابات
الرئاسية الأخيرة، فما بالنا بطلاب الجامعات؟".
ورأى
أن "عزوف الطلاب عن الانتخابات دليل قاطع أن الانتخابات لا قيمة ولا وزن لها،
وأن النظام سيأتي بمن يحب؛ لذلك رأينا هذا المشهد الذي يدعو للتفاخر، وننتظر من
الشباب أن يتمكن من التعبير عن رأيه تعبيرا صادقا وحقيقيا".
"نسخة كرتونية
كربونية"
وكشف
أمين رابطة طلاب الأزهر سابقا، حازم رضا، لـ"
عربي21"، أن "انتخابات
الطلاب هزلية وليست جدية، وإلا ما وافقت الأجهزة الأمنية على إجرائها، فهي أبعد ما تكون عن الانتخابات الحقيقية، حيث غاب عنها الناخبون والمرشحون على حد سواء.
وأضاف
أن "الطلاب رفضوا المشاركة، وجاءت الانتخابات نسخه كرتونية كربونية مصغرة من
الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية"، لافتا إلى أن "المشاركة الضعيفة جدا خير دليل على انهزام النظام في صناعة صورة ديمقراطية وهمية
للطلاب".
ورهن
عودة الحراك الطلابي للجامعات بعدد من الإجراءات، من بينها "رحيل الأمن
من الجامعات، وإنهاء التعاقد مع شركات الأمن سيئة السمعة، وعودة الطلاب
المفصولين إلى جامعاتهم، وإنهاء حالات ملاحقة الطلاب في قضايا سياسية ملفقة".
وعن
النتائج المترتبة عن اتحادات محسومة بالتزكية، قال رضا: "إن مثل تلك
الاتحادات ستكون واجهة للنظام ولتلميع صورته، ولن تكون معبرة عن الطلاب، ولكن
ستعبر عن النظام وأجندته، فقط لا غير، بل وربما بإفساد الحياة الجامعية".
"طلاب وعسكر"
فيما رأى نائب رئيس اتحاد
طلاب مصر السابق، أحمد البقري، أنه لا قيمة لأي انتخابات تجرى في ظل النظام
العسكري الحاكم في مصر.
وقال
في حديثه لـ"
عربي21": "لم تعد للانتخابات في مصر أي قيمة من بعد
انقلاب الدبابة على الديمقراطية في 2013؛ فالعسكر سيطر على الجامعات، وحولها
لمعسكرات تابعة للأمن، وأصبح التعيين هو سمة المرحلة الراهنة"، مشيرا إلى أن
"الطلاب والعسكر لا يلتقيان، كالحرية والاستبداد".
مشيرا
إلى أن نظام السيسي "استبدل بانتخاب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات تعيينات، التعيين
بدلا من الانتخاب الذي أقرته ثورة يناير، وكذلك صارت الاتحادات الطلابية بعد أن
فشل السيسي في صناعة حاضنه له داخل الجامعات، وظهر ذلك جليّا في تجربة 2016، حيث ألغت وزارة التعليم العالي نتائج انتخابات
اتحادات الطلاب؛ بسبب وجود شخصيات ضد النظام".