في خطوة أججت غضب
الشارع السوري، فرضت الميلشيات
الإيرانية "الأذان الشيعي" في عدد من مدن ريف
دير الزور، وفق وكالة
"الأناضول" التركية.
ونقلت
"الأناضول" عن مصادر أن المليشيات الإيرانية اعتقلت الأئمة الذين رفضوا
القرار الجديد، مقابل منح امتيازات أمنية للمنفذين، مشيرة إلى اعتقال 20 إماما
ومؤذنا.
وأوضحت أن فرض الأذان
وفق المذهب الشيعي، شمل مدينتي
"الميادين" و"البوكمال"، وبلدة "صبيخان" وعددا من
القرى والبلدات القريبة، مبينة أن المليشيات رفعت أجور الأئمة والمؤذنين ممن
وافقوا على إقامة الأذان وفق المذهب الشيعي، كما منحتهم بطاقات أمنية خاصة تسهل
حركتهم.
من جانبه، أكد الصحفي في
شبكة "فرات بوست"، صهيب الجابر، أن فرض الأذان الشيعي يأتي في إطار
محاولات إيران فرض مذهبها الشيعي في دير الزور، عبر إسكان وتوطين عائلات شيعية من
إيران وأفغانستان في أكثر من منطقة، إلى جانب إنشاء حسينيات، وكذلك إقامة مراقد
وأضرحة مزعومة.
وفي حديثه
لـ"
عربي21" أوضح الجابر، أن المليشيات الإيرانية عممت بالتنسيق مع
النظام الأذان الشيعي على مناطق في ريف دير الزور الشرقي، وتحديدا في البوكمال
والسويعية، مشيرا في الآن ذاته إلى تحويل عدد من المساجد في المنطقة إلى حسينيات.
وبحسب الصحفي من دير
الزور، فإن إيران تفرض سياسة الأمر الواقع في هذه المنطقة، لافتا إلى عدم قدرة
الأهالي على معارضة المليشيات الإيرانية.
وقال الجابر: "إن
المدنيين في تلك المناطق يتعرضون لشتى أنواع العنف، مؤكدا أن كل من يعارض سياسات
إيران يتعرض للاعتقال أو للتهجير، كما هو حال الأئمة الذين رفضوا الأذان وفق
المذهب الشيعي".
وسبق أن كشفت مصادر إخبارية محلية شرق دير الزور، عن قيام الحرس الثوري
الإيراني بتوطين عشرات العائلات الشيعية من عائلات المقاتلين في مدينة الميادين،
موضحة أن سبب اختيار "الحرس الثوري" لهذه المدينة يرجع لبعدها نسبيا عن مناطق
سيطرة تنظيم الدولة.
واعتبرت المصادر أن
إيران تسعى من خلال توطين هذه العائلات الشيعية إلى تثبيت الواقع الديموغرافي
الجديد الذي تعمل على إحلاله في المنطقة، عبر نشر المذهب الشيعي، ونقل عائلات
شيعية إلى المنطقة، وافتتاح حسينيات.
وعن أهمية هذه المنطقة
لإيران، أوضح المحلل السياسي فواز المفلح، أن إيران تولي دير الزور وريفها أهمية
خاصة، نظرا لقربها من الأراضي العراقية، وموقعها الذي يشكل بوابة إيران على سوريا،
إلى جانب تركز النفط بكثرة في هذه المناطق.
ولفت في حديثه
لـ"
عربي21" إلى الروابط العشائرية ما بين سكان دير الزور والعراق،
معتبرا أن "استكمال السيطرة على دير الزور يعني مزيدا من الاستقرار في العراق".