هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ساينس ألرت" الأمريكي تقريرا تحدثت فيه عن التفسير العلمي لركلات الجنين داخل رحم أمه، فقد أثبتت دراسة جديدة لفحص نشاط الدماغ، أن موجات الدماغ المقابلة لحركات الأطراف أثناء النوم قد تساعد الأطفال على تكوين وعي أساسي بأجسامهم ومحيطهم المباشر.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته
"عربي21"، إنه طالما كانت هذه الحركات تحدث أثناء النوم، وتدعم نتائج
الدراسة الجديدة دراسات أخرى تشير إلى أنه يجب تأمين نوم جيد للأطفال حديثي
الولادة، وذلك من خلال تقليل الاضطرابات المرتبطة بالإجراءات الطبية الضرورية.
وأفاد الموقع بأنه عندما يركل الجنين في الرحم،
تعتبر تلك الركلات الصغيرة التي تبدو قوية شيئا ما مثالا مذهلا على طاقة وقوة هذه
الأجسام الصغيرة، لكنها أيضا غريبة بعض الشيء، عند التفكير فيها، لهذا السبب، تم
إجراء عديد الأبحاث في محاولة لتفسير هذه الحركات التي يقوم بها الجنين.
وفي دراسة جديدة لفحص نشاط الدماغ لدى 19 طفلا حديث
الولادة، وجد الباحثون في المملكة المتحدة أن موجات الدماغ المقابلة لحركات
الأطراف أثناء النوم قد تساعد الأطفال على تكوين وعي أساسي بأجسامهم ومحيطهم
المباشر.
ونقل الموقع عن عالم الأعصاب، لورينزو فابريزي من
جامعة لندن، الذي شرح أن "الحركات والركلات العفوية خلال فترة النمو المبكرة
ضرورية لرسم خرائط الدماغ لدى الحيوانات على غرار الجرذان، وهنا أظهرنا أن هذا
الأمر قد يحدث لدى البشر أيضا".
اقرأ أيضا: خرافات شائعة حول صحة المرأة قد تكون لها عواقب وخيمة
وفي هذه الدراسة، استخدم فريق فابريزي التخطيط
الكهربائي للدماغ لقياس الموجات الدماغية لدى 19 رضيعا تبلغ أعمارهم يومين،
والجدير بالذكر أن بعضا من هؤلاء الرضع كانوا قد ولدوا قبل الأوان.
وأورد الموقع أن الدراسات التي أجريت على الحيوانات
أظهرت أن تحريك حديثي الولادة لأطرافهم هي سمة مميزة للتطور الحسي والمعالجة لدى
الثدييات الفتية، ويتضح ذلك من خلال الأنماط العصبية المسماة تذبذبات ألفا بيتا في
الجهاز العصبي الجسدي، والأمر المحير هو أن هذه الذبذبات تساعد الحيوانات الصغيرة
على تكوين وعي بأجسامهم، ولكن حتى الآن، لم يكن واضحا تماما متى تحدث هذه المرحلة
من النمو.
وذكر الموقع أنه أثناء نوم حركة العين السريعة، وجد
الباحثون أن أنماط الموجات الدماغية "ألفا بيتا" قد تضاءلت عند الأطفال
الأكبر سنا، لكنها أقوى لدى الأطفال الأصغر سنا. ويوضح الباحثون في دراستهم
قائلين: "هذا يشير إلى أن الذبذبات ألفا بيتا المرتبطة بالحركات تؤدي دورا مهما
خلال الثلاثية الثالثة من الحمل".
بعبارة أخرى، قد تظهر الركلات العرضية في بعض
الأحيان أثناء النوم النشط عند الأطفال الأكبر سنا، ولكن التطور الحسي المقابل
للركلات واللكمات المفاجئة يحدث فقط لدى الرضع الأصغر سنا، وتختفي مع الوقت لدى
الأطفال الأكبر سنا ببضعة أسابيع.
وبين الموقع أن الموجات الدماغية التي يتحدث عنها
الباحثون تحدث في نصف الكرة المخية، وعلى سبيل المثال، عندما يقوم رضيع وُلد قبل
أوانه بضربة مفاجئة بيده اليمنى أو قدمه أثناء نوم حركة العين السريعة، فإنه يمكن
ملاحظة الذبذبات في النصف الأيسر من الدماغ، وبصرف النظر عن إخبارنا بالمزيد عن
كيفية عمل هذه الشبكة العصبونية الحيوية، تذكرنا النتائج بمدى أهمية تأمين الحماية
اللازمة للرضع أثناء النوم، وخاصة الرضع الذين يولدون قبل الأوان، والذين يعد
نومهم أمرا ضروريا لتطوير الإدراك الحسي المتعلق بفهم الجسم.
ونقل الموقع عن كيمبرلي وايتهيد، وهي أحد الباحثين
القائمين على هذه الدراسة السريرية: أنه "أمر عادي إذا تحرك الرضع في مهدهم،
فهذا ما يسمح لهم بالشعور بالسطح عند الركل بأطرافهم، كما لو كانوا لا يزالون داخل
الرحم".
وأضافت وايتهيد "بما أن هذه الحركات التي
لاحظناها تحدث أثناء النوم، فإن نتائجنا تدعم دراسات أخرى تشير إلى أنه يجب تأمين
حماية للأطفال حديثي الولادة أثناء النوم وذلك من خلال تقليل الاضطرابات المرتبطة
بالإجراءات الطبية الضرورية".
وأفاد الموقع بأن عددا قليلا فقط من الأطفال شاركوا
في هذه الدراسة، وقد اعترف الباحثون أن الرضع الذين يتحركون بشكل طبيعي أكثر من
الآخرين أثناء النوم يمكن أن يغيروا النتائج التي توصلوا إليها، لكن هذا البحث لا
ينتهي عند هذا الحد، فالبحث الجديد الذي يقوم الفريق بإجرائه، والذي لم يتم نشره
بعد، يركز على كيفية حدوث التطور الحسي بعد إجراء الرضيع لعملية المسح الأولى، وقد
أخبرت وايتهيد موقع "لايف ساينس" أن "هذه الأنماط المبكرة (التي
تتطور عادة في الرحم) تبرز المسارات التي تساعد على صقل الخريطة الأولية بعد
الولادة".