هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا تزال تداعيات الضربات الصاروخية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت، قبل أيام، مواقع عسكرية لإيران وحزب الله في منطقة الكسوة إلى الجنوب من دمشق تتوالى، حيث أفادت مصادر إعلامية، وأخرى محلية لـ"عربي21" عن تحركات عسكرية يقوم بها حزب الله في الجنوب السوري.
وفي التفاصيل، كشفت مواقع محلية نقلا عن مصادر، عن شروع حزب الله بإعادة نشر قواته في الجنوب السوري؛ خشية تعرض مواقعه للاستهداف مجددا.
وأوضحت المصادر أن حزب الله "نقل مناطق انتشاره بجنوب دمشق، في تل المانع وتل المضيع، والفوج 89، باتجاه منطقة اللجاة شمال محافظة درعا، واللواء 52 بريف درعا الشرقي".
وبحسب المصادر، فإن التحركات "اشتملت على نقل منصات صواريخ من داخل الأراضي اللبنانية إلى منطقة اللجاة أيضا، ما يؤشر على مواجهة وشيكة قادمة، ستكون الأراضي السورية وتحديدا الجنوب السوري ساحة لها".
"ردا على درع الشمال"
وفي هذا السياق، أرجع مصدر محلي من درعا لـ"عربي21" تحركات الحزب وتموضعه في منطقة "اللجاة" إلى "طبيعة المنطقة الوعرة، مبينا أن طبيعة المنطقة الصخرية تؤمن الحماية للمنصات الصاروخية التي يمتلكها الحزب، والتي ستكون على بنك أهداف إسرائيلية في حال تطورت العملية العسكرية الإسرائيلية (درع الشمال) المحدودة، التي تستهدف أنفاق حزب الله إلى صراع مفتوح".
وأضاف المصدر، أن حزب الله "يحاول الحد من تأثير ضربات إسرائيلية محتملة ضد مواقعه في سوريا، لأنها غير محصنة ومكشوفة، مقارنة بمواقعه في الجنوب اللبناني"، ورأى أن هذه التدابير والتحركات "تؤشر إلى توقعات بزيادة الضربات الإسرائيلية لمواقع عسكرية إيرانية في الأراضي السورية".
وفي المقابل، لم يستبعد المصدر ذاته احتمال تفسير التحركات وإعادة الانتشار التي يقوم بها حزب الله، على أنها "تأتي في إطار سياق الرد على عملية درع الشمال الإسرائيلية"، مرجحا أن الحزب "يريد إيصال رسائل مفادها أن زيادة الضغط عليه في لبنان، قد يدفعه إلى الرد عسكريا من الجبهات السورية".
"أهمية الجنوب"
وقال إن الحزب وإيران من خلفه "يدركان مدى أهمية الجنوب السوري بالنسبة لإسرائيل، التي تطالب بانسحاب إيران ومليشياتها من المنطقة، وهو الأمر الذي عجزت روسيا عن الوفاء به، بعد أن تعهدت بذلك قبيل تسليم الجنوب السوري للنظام، قبل أشهر".
يذكر أن الضربات الأخيرة التي استهدف منطقة الكسوة الخميس الماضي، هي الأولى منذ إسقاط طائرات الاستخبارات الروسية في أيلول/سبتمبر الماضي، خلال التصدي لغارات إسرائيلية على اللاذقية.
وعقب تلك الحادثة التي تسببت في توتر بين الجانبين الروسي والإسرائيلي، قررت موسكو تسليم النظام السوري منظومة صواريخ الدفاع الجوي "أس 300"، التي تشكل عقبة أمام المقاتلات بسبب تطورها وقدرتها على ملاحقتها في الجو وتدميرها.