هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي، اليوم الثلاثاء، على مشروع قرار يدين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بقضية قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية.
ويسعى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بوب كوركر، إلى إجراء التصويت الذي يُحمّل ولي العهد السعودي مسؤولية قتل خاشقجي، وفق ما أكدته وسائل إعلام أمريكية.
ونقلت صحيفة "ذي هيل" الأمريكية، تصريحات لكوركر، وهو نائب عن ولاية تينيسي، مساء الاثنين، قال فيها إنه يخطط لتقديم مشروع قرار، الثلاثاء، من شأنه أن يسمي ابن سلمان كـ"مسؤول" عن قتل خاشقجي.
وقال كوركر، عن مشروع القرار، إنه "يحمل ولي العهد، المسؤولية عن القتل (...) هذا بيان قوي من الجمهوريين".
وأضاف أن المشروع يمثل "إدانة قوية لولي العهد"، مشيرا إلى أنه "بيان قوي جدا لمجلس الشيوخ الأمريكي على افتراض أنه يمكننا إجراء تصويت عليه".
اقرأ أيضا: مشروع قرار بـ"الشيوخ الأمريكي" يحمّل ابن سلمان قتل خاشقجي
وبحسب "ذي هيل"، فإن مثل هذا القرار من شأنه أيضا أن يوبخ الرئيس ترامب، الذي قاوم دعوات لكوركر، لتحميل ابن سلمان، مسؤولية قتل خاشقجي بدعوى أن الأدلة ليست كافية للقول بذلك.
ويأمل كوركر، أن يمر مشروع القرار عبر لجنة الخارجية، وأن يدرج مباشرة على أجندة تصويت مجلس الشيوخ، الثلاثاء.
وأورد الموقع الأمريكي، أن من شأن القفزة الإجرائية أن تجعل مشروع القرار متاحا للتصويت، لكنها لا تضمن إجراء تصويت عليه اليوم.
وقال كوركر: "أتمنى أن يحصل مشروع القرار على دعم واسع من مجلس الشيوخ. وأعتقد أن هذا ما سيحصل (...) لا أستطيع أن أتخيل وجود شخص لن يدعم المشروع".
من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن مشروع القرار إضافة إلى كونه يُحمّل ولي العهد السعودي مسؤولية قتل الصحفي، فإنه يدعوه لوقف "سياسات سعودية عدوانية" أخرى بالخليج كالحملة العسكرية في اليمن، وحصار قطر، واعتقال نشطاء حقوق الإنسان بالمملكة.
وبينما أشارت الصحيفة، إلى أن مشروع القرار المقترح غير ملزم، قالت إنه يمثل توبيخا للرئيس ترامب الذي رفض إلقاء اللوم على الأمير محمد بن سلمان، رغم استنتاجات "سي آي إيه" التي أشارت إلى ضلوعه في عملية الاغتيال؛ ما أثار غضب الكثيرين في الكونغرس، حتى بين حلفائه، لتفضيله مبيعات الأسلحة ومعاملات أخرى مع السعودية عوضا عن الانسجام مع مقتضيات القيم الأمريكية.
اقرأ أيضا: WP: شيوخ سابقون يطالبون بحماية الديمقراطية الأمريكية
ويشبه الإجراء الذي يعتزم كوركر طرحه في مجلس الشيوخ، مقترحا مماثلا تقدم به أعضاء كبار بالمجلس من بينهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، والسيناتور الديمقراطية دايان فاينشتاين.
وقدر كوكر الذي سيغادر منصبه بوصفه رئيسا للجنة العلاقات الخارجية نهاية العام الجاري، أن مشروع القرار المرتقب سيمثل حلا وسطا حال إقراره.
وأشار إلى أنه سيمنح "الشيوخ" وسيلة للتعبير عن الغضب، في الوقت الذي يواصل فيه المشرعون العمل على مقترحات أكثر جوهرية.
وتتزايد الضغوطات على السعودية، جراء قضية مقتل الصحفي خاشقجي، دون تقديم رواية "أكثر مصداقية" لمقتله وأسبابه، وتقديم جميع المتورطين بالاغتيال، وفق تصريحات أوروبية وأمريكية.
وما يثير الغضب الدولي أن قضية خاشقجي تعد "انتهاكا صارخا" للمادة 55 من اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، التي تنص على أنه "لا يجوز استخدام المباني القنصلية بأي طريقة تتعارض مع ممارسة الوظائف القنصلية"، وفق تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني.