هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أضطر الممثل السوري المعروف عباس النوري للاعتذار عن تصريحات صحفية أثارت جدلا واسعا اعتبرت مسيئة بحق القائد التاريخي المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي قاد فتح القدس وحررها من الصليبيين.
وبعد حملات تنديد واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب النوري مقالا في جريدة الوطن القريبة من النظام السوري تراجع فيها عن تصريحاته وقدم اعتذارا لمن أغضبتهم تصريحاته.
وقال النوري في مقالته: "أشكر مطلقي الغضب وأقدم لهم اعتذاري لما أصابهم به كلامي من أثر لم أتقصده بالتأكيد"، معبرا عن أسفه “لمعركة كهذه يريدني البعض فيها (بطلاً) كما يريدني البعض الآخر ضحية).
وأضاف: "بعد كل ذلك الغضب الذي تم فيه إثارة الشارع على كلامي الذي اقتطع منه ما يلزم كما أراد ناقلوه عبر وسائل التواصل الاجتماعي (علماً بأنني لست من روادها)، واعتبروا كلامي يحمل نوعاً من التعريض والتعرض المقصود لرمز، وكأنني أستهدفه من دون سواه أو من دون هدفٍ أهدف إليه من وراء رأيي الذي كنت بصدد شرحه وتوضيحه، أجد نفسي الآن أمام نتائج لا بد من قراءتها والتصريح عن رأيي بها".
وتابع: "إن تطلب الأمر اعتذاراً فأنا صاحبه، وغضب الناس جدير بانحناء الجميع له من دون شك(..) لا بد من التنويه الأكيد بأنني لا أدعي الاختصاص ولست باحثاً أو كاتباً أو مؤرخاً بل أنا مجرد قارئ ودارس للتاريخ في الجامعة، وبذات الوقت متابع وصاحب فضولٍ ساخن يأخذني لكل المطارح الممنوعة على المعرفة والتداول".
وأوضح: “أضرب مثالاً على ذلك شخصية (صلاح الدين الأيوبي) وهي لبُ السخونة الناشئة في هذا الحوار المتشظي والذي يزداد تشظياً من دون بوصلة منطق تمسك بزمامه! وأرجو ألا يحتكر أحد كامل المعرفة لهذا الرمز لأنني كغيري من السوريين نشأت وتربيت وتشكل وعيي وبعض من شخصيتي على هذا الرمز، وهو بطل تاريخي احتل مكانته من دون تدليس أو تزييف أو استعارةٍ لمنجز ناجز أو نصرٍ مشهود أو.. أو.. ممن حفلت بهم بعض صفحات تاريخٍ كُتب بغير لغة! وهو ما زال سيفاً وفارساً وباني صرح دولة ممتدة عجزت عن تحقيقها خلافات شاخت وهرمت في زمنه و.. و.. ولن تتسع الكلمات للإلمام والتعداد والإطناب والمديح والتقريظ و. و… و.. الخ".
وأردف: "ليعلم الجميع بأنني لم ولن أقرأ سطراً واحداً من تاريخنا السوري تحت أي اعتبارٍ كان سوى لعقلي الذي أصر على حريته وتجاوزه لكل مقدس أو موروث. طائفةً كان أم غير ذلك ولم ولن أعير اهتماماً أو احتراماً إلى أي رؤية مغلقة وعصبية مهما بدت مغلفة بالتدين والتطيف والتمذهب أو غيره".
وزاد: "لأنني أفخر بسوريتي سأبقى حريصاً على بقائها وطناً يمكنه أن يتسع للعالم أجمع كحرصي على مركزية حضورها في قلب ثقافة العالم برمته، «وسورية تزداد ثقافة» سيعني المنعة والقوة والعمران والنصر والسلم والانفتاح الواثق في كل اتجاهات الدنيا"
وختم بالقول: "كانت زوبعة في فنجان وسأحرص من جهتي وآمل أن يكون حرصكم كذلك معارضين و مؤيدين ألا نكسر الفنجان .. أختم بالشكر والعذر والاحترام الأكيد للمعرفة دون سواها."
وكان النوري وصف صلاح الدين بـ"الكذبة الكبيرة"، خلال مقابلة مع إذاعة المدينة المحلية السورية، أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، واستهجن وجود تمثال كبير للقائد المسلم، وسط العاصمة السورية دمشق.