هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها إن على إدارة دونالد ترامب مساعدة المعتقلات السعوديات، إن لم ترد التحرك وتغيير موقفها من جريمة مقتل جمال خاشقجي، أي تحميل ولي العهد السعودي المسؤولية.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "الرئيس دونالد ترامب ومساعديه الكبار يواصلون وبإصرار الدفاع عن محمد بن سلمان، رغم ما يقوله أعضاء الكونغرس الذين استمعوا إلى مديرة (سي آي إيه) جينا هاسبل، بأن هناك أدلة مقنعة تشير إلى تورط الأمير في الجريمة، إلا أن الرئيس، الذي وعد (بعقوبات قاسية) ضد المتورطين، رد على سؤال يوم الثلاثاء عن تواطؤ ولي العهد قائلا: (هو زعيم السعودية وكانوا حلفاء جيدين)".
وتشير الصحيفة إلى أن وزير خارجيته مايك بومبيو قال في اليوم الثاني ردا على سؤال عن تداعيات مقتل خاشقجي، قائلا: "لقد دفع السعوديون الثمن".
وتعلق الافتتاحية قائلة إن "الحقيقة عكس ما قال، فلم يدفع ابن سلمان ولا نظامه الثمن، فالفريق الذي سافر إلى اسطنبول لتنفيذ عملية القتل اعتقل، ولا يعرف أي شيء عن الاتهامات والمحاكمات أو العقوبات المحتملة، ولم يكشف حتى عن أسمائهم، فيما تقول إدارة ترامب إنها فرضت عقوبات على 17 شخصا، وحظرت دخولهم الولايات المتحدة، وجمدت أرصدتهم، وهي عقوبات لا تعني أي شيء لهم، ولم تضم القائمة الأمريكية مسؤولا في الاستخبارات الذي اعترف السعوديون بأنه أشرف على جريمة القتل".
وتلفت الصحيفة إلى نقاشات مجلس الشيوخ بشأن قطع الدعم الأمريكي عن الحرب في اليمن، أو شجب محمد بن سلمان، لكنها تقلل من إمكانية حدوث أي من الأمرين، قائلة إن "الإفلات من المحاسبة لا يعد فشلا أخلاقيا فقط، لكنه يعد أيضا فرصة ضائعة، وحتى لو قرر ترامب وإدارته ضرورة الحفاظ على العلاقة الوثيقة مع محمد بن سلمان، وهي فكرة مثيرة للشك، إلا أن على الرئيس ومساعديه الحصول على تنازلات في المقابل، ويجب ألا تكون هذه التنازلات متعلقة بصفقات السلاح أو تخفيض سعر النفط، الذي تحرك السعوديون الأسبوع الماضي لرفع سعره في تحد لمطالب ترامب، بل يجب أن تكون التنازلات متركزة على حرية التعبير وحقوق الإنسان، التي تعبر عنها قضية خاشقجي".
وتجد الافتتاحية أن "من أهم القضايا التي تستدعي انتباها أمريكيا هي النساء السعوديات المعتقلات، اللاتي ذكرت تقارير تعرضهن للتعذيب فقط لأنهن طالبن بالحقوق المدنية، بما فيها الحق في قيادة السيارة، فقد سمح النظام السعودي للمرأة بقيادة السيارة، لكنه قام باعتقال الناشطات اللاتي دافعن وطالبن به ولسنوات طويلة، وواحدة من الناشطات هي لجين الهذلول، التي اختطفت في الإمارات العربية المتحدة في آذار/ مارس، وأعيدت قسرا إلى السعودية، وأفرج عنها لتعتقل مرة أخرى في أيار/ مايو إلى جانب عدد آخر من الناشطات، وتبعت هذا عملية اعتقالات أخرى في آب/ أغسطس، وبحسب وكالة أنباء (رويترز) فإنه لا تزال هناك 11 ناشطة في المعتقل".
وتورد الصحيفة أنه بحسب منظمة "أمنستي إنترناشونال" فإن عدة نساء ممن طالهتن حملة أيار/ مايو اعتقلن في سجون غير معروفة وفي زنازين انفرادية ولمدة ثلاثة أشهر، ولا يزلن في الحبس دون مساعدة قانونية أو محامين، مشيرة إلى أنه علاوة على هذا، فإن "واشنطن بوست" و"رويترز" و"أمنستي" كشفت في تقارير منفصلة عن تعرض عدد منهن للتعذيب والانتهاك الجنسي، ونشرت الصحيفة رواية أربعة أشخاص قالوا فيها إن النساء ضربن وتعرضن للصعق الكهربائي، ولم يستطعن الوقوف عند زيارة الأقارب لهن.
وتنقل الافتتاحية عن وكالة "رويترز"، قولها أن مساعدا كبيرا لولي العهد، وهو سعود القحطاني، كان حاضرا عندما تعرضت واحدة منهن للتقبيل واللمس الإجباري والصدمة الكهربائية، وهددت بالاغتصاب والقتل.
وتختم "واشنطن بوست" اقتتاحيتها بالقول: "لا تستطيع إدارة ترامب على ما يبدو دفع نفسها لتحقيق العدالة لخاشقجي، لكنها تستطيع، على الأقل، التدخل نيابة عن الأحياء ومطالبة محمد بن سلمان بالإفراج عن الناشطات، وإن لم يستطع ولي العهد تحقيق هذا المطلب فهو بالتأكيد لا يصلح أن يكون شريكا تعتمد عليه الولايات المتحدة وإعادة تأهيله".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)