هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "نيويوركر" مقالا للكاتبة روبن رايت، تقول فيه إنها تحدثت يوم السبت مع مسؤول أمريكي بارز، في أثناء مشاركتها في مؤتمر في الشرق الأوسط، وسألته عن إمكانية مقابلة الجنود الأمريكيين في سوريا في وقت ما من الربيع، فأجاب بالإبجاب.
وتشير رايت في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرئيس عبر بعد أربعة أيام عن رغبته بسحب القوات، ومرة أخرى من خلال "تغريدة"، وبرر قراره بهزيمة تنظيم الدولة، الذي كان المبرر لوجود القوات الأمريكية في سوريا، لافتة إلى أن البيت الأبيض أعلن بعد ساعات من تغريدة الرئيس أن عملية الانسحاب قد بدأت بالفعل.
وتعلق الكاتبة قائلة إن "القرار ربما أدهش المستشارين البارزين للرئيس في البنتاغون أو وزارة الخارجية، وهو قرار يترك روسيا وإيران وحزب الله لاعبين رئيسيين في مركز جيوسياسي في الشرق الأوسط، ويشترك في الحدود مع خمس دول محورية للاستراتيجية الأمريكية وهي العراق وتركيا والأردن وإسرائيل ولبنان، ويترك أمريكا دون ورقة نفوذ دبلوماسية في المناخ السياسي لما بعد الحرب، وسيشعر بشار الأسد، الذي سيطر على معظم أراضي سوريا، بالفرح، وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي استخدم سوريا قاعدة عسكرية لطائراته وقواته البحرية، فيما استفاد زعيم حزب الله حسن نصر الله، من الحرب التي أعطت مقاتليه التجربة والخبرة عبر المشاركة في الحرب السورية".
وترى رايت أن "قرار ترامب يناقض مواقف القادة المحترفين الذين قادوا الحملة العسكرية الناجحة ضد تنظيم الدولة، الذي سيطر على ثلث الأراضي السورية والعراقية عام 2014، وهدد بإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط من جديد، وطردت القوات العراقية المدعومة من أمريكا التنظيم العام الماضي، وسيطرت القوات التابعة للولايات المتحدة على نسبة 90% من أراضيه في سوريا، لكن الاستقرار طويل الأمد يظل فكرة بعيدة في ظل قوة لا تزال تحمل فكرة مؤثرة جدا -سواء في سوريا التي دمرتها الحرب أم المنطقة بشكل عام- واستطاع مقاتلو التنظيم مواصلة حروب العصابات في المناطق المحررة، كما في الرقة هذا الأسبوع".
وتلفت الكاتبة إلى أن فريق ترامب ركز خلال الأسبوعين الماضيين على أن هناك عملا كبيرا لم ينجز بعد، فقال المبعوث الأمريكي لدول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بريت ماكغيرك، في الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر: "لدينا أهداف متعددة في سوريا"، وأضاف مؤكدا: "من الواضح أن الهدف العسكري هو الهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة، وإن كان هناك درس تعلمناه خلال السنين، فهو أن النصر الدائم ضد الجماعة يعني عدم هزيمتهم في مجالهم المناطقي ثم المغادرة، بل يجب التأكد من وجود القوات الامنية الداخلية في مكانها لحماية هذه الإنجازات، الإنجازات الأمنية، ولتظل دائمة"، وعلق قائلا: "وهذا يحتاج إلى وقت".
وتنوه رايت إلى أن البنتاغون قدرت أن هناك حاجة إلى ما بين 30 ألف رجل أمن محلي إلى 40 ألفا، وتدريبهم ليحافظوا على الأمن في المناطق المحررة، وقال قائد هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، إن نسبة 20% من التدريب قد أنجزت.
وتفيد الكاتبة بأن المشرعين في الكونغرس عبروا عن معارضتهم لخطة الانسحاب، فقال السيناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا ليندزي غراهام: "سحب هذا العدد القليل من الجنود في سوريا سيكون خطأ كبيرا، مثل ذلك الذي ارتكبه أوباما"، مشيرا في تغريدة إلى أن تنظيم الدولة لم يهزم بعد، وقال إنه عاد من زيارة القوات خاصة في أفغانستان وسينظر للقرار باعتباره "عودة جديدة لتنظيم الدولة"، فيما يرى عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين أن عدد القوات الصغير يعني أن خروجها كان محتوما.
وتورد المجلة نقلا عن السفير الأمريكي السابق في دمشق تيد قطوف، قوله: "مهمتهم كانت لهزيمة تنظيم الدولة، وأنجزت معظم المهام، خاصة أن قوات سوريا الديمقراطية هي في المقدمة"، وأضاف أن "مستوى القوات الأمريكية الحالي ليس كافيا للتغيرات الأخرى التي فرضها الحقائق على الأرض غير تنظيم الدولة، التي أملتها روسيا وإيران والقوات الموالية لإيران بالإضافة إلى بشار الأسد وحملته الوحشية ضد شعبه".
وتقول رايت إن "الطائرات الأمريكية ستتمكن من شن غارات جوية، أو قصف مدفعي من الحدود العراقية ضد أهداف تنظيم الدولة، ومرة أخرى فإن الولايات المتحدة تضع الإنجازات التي حققتها في خطر؛ نتيجة قرار متعجل ودون تفكير، ويحتمل أن يكون استسلاما فعليا للروس وإيران وحزب الله، والعيب الرئيسي في قرار ترامب، بحسب الخبراء والدبلوماسيين، هو أنه لا يسهم في تحقيق الاستقرار طويل الأمد في المناطق المحررة، ولا يحمي الأكراد الذين خسروا حياتهم من أجل الإطاحة بتنظيم الدولة".
وتنقل المجلة عن قطوف، قوله: "ما يبعث على الأسى هو التخلي عن سوريا دون ترتيبات سياسية وضمانات أمنية لمساعدة الأكراد والقبائل العربية الذين ضحوا بدمائهم لحمايتنا".
وتختم الكاتبة مقالها بالإشارة إلى قول قطوف: "سينظر إلى روسيا على أنها بذلت جهودها كلها لإنقاذ حليفها الأسد، فيما تخلى الأمريكيون مرة أخرى عن الأكراد، وتركوهم يدافعون عن أنفسهم في منطقة معادية".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)