هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لليوم الثالث تجاهل الإعلام المصري ما يجري في السودان من احتجاجات شعبية على ارتفاع أسعار الخبز والوقود، وخلفت قتلى وجرحى في صفوف المحتجين.
وقالت مصادر لـ"عربي21" إن هناك تعليمات صدرت من جهات سيادية (المخابرات والرئاسة) بتجاهل ما يجري في السودان، وعدم نقل أي صور أو أخبار للاحتجاجات في القنوات التي تشرف عليها المخابرات أو الصحف القومية ، لحين إشعار آخر.
تعليمات سيادية
وتجاهلت قناتي dmc التابعة للمخابرات وcbc extra في نشراتهما منذ بدء الاحتجاجات في السودان أي خبر يتعلق بها حتى الساعة، وهو ما توثق منه مراسل "عربي21" من خلال موقع القناتين الفضائيتين على موقع "يوتيوب"، وموقع الأهرام.
وفيما يتعلق بالصحف القومية (الأهرام، الأخبار، الجمهورية) أكد مصدر في صحيفة الأهرام أن هناك تعليمات مماثلة صدرت لرؤساء التحرير بعدم التعامل مع أحداث السودان، سواء بالسلب أو الإيجاب، أو من قريب أو بعيد، لأسباب قال إنها ربما تتعلق بالوضع في مصر، أو العلاقات بين البلدين.
وبدأت المظاهرات، الأربعاء، في مدينة عطبرة شمالي البلاد، التي أعلنت فيها حالة الطوارئ لتشمل العاصمة الخرطوم ودنقلا وبربر وسِنار والقضارف، وسط انتشار أمني مكثف، وعمليات كر وفر بين المحتجين وقوات الأمن السوداني.
عدوى الاحتجاجات
وعلق المدير العام لقناة "مكملين"، أحمد الشناف، على تجاهل الإعلام والصحف بمصر الاحتجاجات في السودن، بالقول: "يقينا، النظام المصري يخشى بقوة من انتقال عدوى الاحتجاجات، ورفع الأصوات بالمطالبة بالحريات، والتنديد بارتفاع الأسعار التي تشهدها مصر، ويعاني منها ملايين المواطنين، دون أي بوادر تدل على حدوث أية انفراجة ".
وأضاف لـ"عربي21": "لا يزال النظام المصري في حالة خوف من كل تحرك حوله، حتى يجد الأرض تتحرك من أسفل منه فجأة، وهي نفس حالة الخوف من بيع السترات الصفراء في مصر بأعداد كبيرة، وتتبع مورديها ومشتريها، تحسبا لخروج أي مسيرة أو مظاهرة تندد بالغلاء والقمع".
وفيما يتعلق بمحاولة النظام المصري إظهار حسن النية للسودان في محنته من خلال تجاهل الاحتجاجات لديه، وعدم النفخ في النار، خاصة أنه يوجد ملايين السودانين في مصر، لم يستبعد الشناف عمل النظام على تدارك تلك النقطة، لكن الأهم بالنسبة للنظام هو عدم انتقال الحالة الثورية من الجنوب إلى الشمال، ومن الجيران شركاء النيل.
النظام الخائف
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 أبريل، محمد نبيل، أن النظام في مصر بات يترقب الأحداث من حوله خائفا، قائلا: "النظام المصري خائف من نقل أي أخبار عن احتجاجات شعبية في أي مكان في العالم، وحتى عندما وقعت في فرنسا كانوا ينقلواها وهم بانتظار أن تقوم قوات الشرطة بقتل المتظاهرين هناك، حتى يستدلوا بها على حق الشرطة في قتل المتظاهرين وقمعهم".
وأضاف لـ"عربي21" أن "شعب مصر نفد صبره، والنظام يعلم أن نهايته مع أول شرارة نزول حقيقية لشارع في القاهرة"، مشيرا إلى أن محاولة تجاهل الأخبار أو نقل مشاهد الاحتجاجات "لا يعني أنه لا يوجد احتجاجات في السودان، كما أن أغلب المتابعين للأخبار السياسية لا يتابعون قنوات الأخبار والتوك شو بمصر من الأساس".
ورأى أن منصات التواصل الاجتماعي باتت منذ ثورة 2011 بديلا عن الإعلام الرسمي والخاص، قائلا: "أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المنصة الرئيسية لتناقل الأخبار، ولا يستطيع النظام أن يغير ذلك، ولا يملك منعه".
وأكد نبيل أن مصر ليست بعيدة عن أي مظاهرات رغم حالة الهدوء، والقبضة الأمنية "أنا كفرد من الشعب أعلم أنه من المستحيل تاريخيا أن يستمر الوضع كما هو عليه في مصر، لكن هناك مخاوف من عواقب الإنفجار الشعبي بسبب الجوع، ولكن النظام الحالي هو من يتحمل مسؤولية الفوضى التي ستحدث، والتي نحذر منه كسياسيين أن عواقب القمع والسياسات الاقتصادية الحالية للنظام عواقبها وخيمة".