هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الجهود التي يكرسها الرئيس الإيراني حسن روحاني من أجل تخفيف وطأة العقوبات في بلاده، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخول العقوبات حيز التنفيذ.
وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "روحاني يسعى إلى الإقناع بأن الامتعاض والسخط الكامن بين الطبقات الشعبية الذي تجلى في إيران منذ سنة لأسباب اقتصادية، ليس إلا نتيجة للعقوبات المفروضة على البلاد".
ومن هذا المنطلق، قدم الرئيس الإيراني، أمس الثلاثاء، الميزانيات الأولى بعد إعادة فرض العقوبات على الاتفاق النووي من قبل الولايات المتحدة، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وستكون هذه المهمة شاقة بالنسبة لحكومة خاضعة للهيمنة الصارمة للمعارضة، التي تعيق عملية الموافقة على الإصلاحات التي تعتبر حاسمة بالنسبة للبلاد.
اقرأ أيضا: روحاني يقدم موازنة إيران ويرفع أجور الموظفين الحكوميين
وأوردت الصحيفة أن روحاني تقدم بخطاب إلى البرلمان الإيراني، قائلا: "واجهنا بعض المشاكل خلال السنة الماضية"، مشيرا في هذا السياق إلى أعمال الشغب التي جدت في جميع أنحاء البلاد بسبب الاحتجاجات ضد مؤسسات الائتمان التابعة للحكومة.
وبالنسبة للرئيس الإيراني "تسببت هذه الأحداث في تغيير موقف الأمريكيين تجاه إيران والاتفاق النووي". وأضاف أن "الهدف الحقيقي للولايات المتحدة في ظل هذه المؤامرة والعقوبات والضغوطات المسلطة ضدهم يتمثل في إخضاع إيران وإذلالها".
وأوضحت الصحيفة أن هذه العاصفة لا تزال تهدد البلاد هذه السنة، حيث فقد الريال الإيراني حوالي 70 بالمائة من قيمته، وارتفع معدل التضخم بشكل كبير بعد أن نجح روحاني في خفضه إلى أقل من 10 بالمائة.
إلى جانب ذلك، أعلن عمال النقل والمعلمون وعمال مصانع الصلب والقصب السكري عن الدخول في إضراب، للتعبير عن احتجاجهم ضد تدهور ظروفهم المعيشية. وكانوا أيضا عرضة للاعتقالات.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس البراغماتي اقترح على النواب تخصيص قيمة 12 ألف مليون يورو لدعم المنتجات الأساسية والغذاء والدواء، من 40 مليار يورو مخصصة للميزانية الإيرانية. وهي زيادة تقدر بحوالي مليار مقارنة بالسنة السابقة، إضافة إلى ذلك، أعلن روحاني زيادة بنسبة 20 بالمائة في رواتب المسؤولين. ومن المتوقع أن يعمل الارتفاع على تخفيف آثار ارتفاع التضخم.
اقرأ أيضا: محللون: الأزمات الاقتصادية لإيران أكبر من العقوبات الأمريكية
وأفادت الصحيفة بأنه يتعين على الحكومة الإيرانية تحمل تكلفة حزمة المساعدات المقدمة لفائدة أكثر الفئات المحرومة ومواجهة الوضع في خضم تراجع الصادرات، لاسيما صادرات النفط الخام.
وعلى الرغم من ذلك، أكد روحاني لوكالة "إرنا" للأنباء الإيرانية أن مرابيح الذهب الأسود يفترض أن تكون في حدود 29 مليار يورو. كما كان الرئيس يفترض هذا التراجع، الذي يقدر بأقل من 2.5 مليون برميل في اليوم قبل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وهو نتيجة للعقوبات المفروضة من قبل واشنطن.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن ميزانيات روحاني للسنة المالية الإيرانية المقبلة ستناقش خلال هذه الفترة في البرلمان. وفي هذا النقاش، سيطرح الرئيس قضايا من قبيل حالات الفساد والمحسوبية وعديد الاختلالات الأخرى الموجودة في النظام الإيراني.
إلى جانب ذلك اقترح روحاني تعزيز مشاركة الشركات الخاصة في التنمية، وقد دافع بعض خبراء الاقتصاد عن هذا الاقتراح، على غرار الأستاذ جواد صالحي أصفهاني.