هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شنت وسائل إعلام مصرية هجوما حادا على الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية، طارق الزمر، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي قالها ضمن مقابلة خاصة مع "عربي21"، زاعمين قوله إن شباب الإخوان حملوا السلاح لممارسة ما وصفوه بالمقاومة المسلحة، رغم أنه لم يتطرق لمثل هذا الكلام لا من قريب ولا من بعيد.
وكان "الزمر" قد قال مؤخرا لـ "عربي21"، إن "السبب الأساسي والجوهري للجوء الشباب للمقاومة المسلحة هو إفراط نظم الاستبداد في القمع والعنف، لكننا من خلال تجربتنا نوصي دائما بعدم الانجراف للمسارات المسلحة التي أصبحت أهم رصيد لنظم الاستبداد".
اقرأ أيضا: الزمر: سيناريو 25 يناير بات وشيكا والسيسي لن يطول (حوار)
وشن الإعلامي نشأت الديهي هجوما حادا على "الزمر"، قائلا :" لا بد من محاكمته عبر قيام البرلمان بإصدار تشريع جديد لهذه المحاكمة، لأنه شخص عدو للدولة المصرية، وأن المراجعات التي قاموا بها غير صحيحة تماما".
وزعم رئيس مجلسي إدارة وتحرير صحيفة الدستور، محمد الباز، عبر برنامجه المذاع على قناة المحور، أن "طارق الزمر اعتاد هو وجماعته على تخريب الكنائس، وقتل الأقباط واستهدافهم بعمليات إرهابية، والآن يتحدثون عن حماية الأقباط"، مضيفا:" يجب ألا ندع مساحة لمن يصطادون في الماء العكر للتحريض ضد الدولة وإشعال الفتن"، بحسب قوله.
شن عدد من قادة ما تسمى بجبهة تمرد الجماعة الإسلامية هجوما على طارق الزمر، والذي نفى، في مقابلته مع "عربي21"، وجود شيء اسمه تمرد الجماعة الإسلامية، لافتا إلى أنهم "عدة أشخاص كانوا يوما أفرادا في الجماعة الإسلامية ثم انشقوا تحت الضغط الأمني في التسعينيات ومحنة السجون، ومن ثم فلا تأثير لهم على حركتنا".
من جهته، استنكر طارق الزمر حملة الهجوم التي يتعرض لها من إعلام السيسي، قائلا:" لا أعرف كيف يمكن للبعض أن يتصور أن تلك الصحف والقنوات الفضائية الموالية للنظام تمثل الإعلام الذي كان من المفترض أن يليق بصورة مصر ومكانتها".
وتابع في تصريح لـ "عربي21":" هم لا يتحرون مصداقية الكلمة، ولا يعرفون مطلقا معنى المهنية، إضافة إلى ضحالة المستوى الثقافي وسطحية المعالجات. للأسف نسمع كثيرا من النكات التي تطلق على إعلامنا كلما ألتقينا بغير المصريين، وبعضهم يقول ساخرا: ان إعلام مصر يجعلنا نضحك يوميا ".
وعبّر الزمر عن استغرابه من قول إعلام النظام إنه اتهم الإخوان بانتهاج النهج المسلح، مشيرا إلى أن مقابلته مع "عربي21" لم تتطرق مطلقا لهذا الأمر من الأساس، مضيفا:" هؤلاء يختلقون الأكاذيب والافتراءات دون أي وازع من ضمير، لكن أن تصل لهذه الدرجة فهذه قمة الهزلية والعبثية".
وأردف: "كما أن هذه الفبركة هي محاولة للتغطية على اتهامي لقمع النظام بالمسؤولية عن عنف الشباب، وهذا ما توصلت إليه كل مراكز الأبحاث المحترمة في العالم، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية قد اكتشفت ذلك بعد أحداث سبتمبر عبر مراكزها البحثية الكبرى".
وأكمل:" لهذا، وجهت الاتهامات للنظام المصري عام 2002 بالمسؤولية عن نشر الإرهاب في العالم من خلال شيوع التعذيب والاعتقال والقتل خارج القانون، كما حدثت المناظرة الشهيرة آنذاك بين توماس فريدمان ومكرم محمد أحمد في ذات الموضوع.
ولم يجد مكرم حينها ما يقوله سوى إن بمصر الآن مراجعات عن العنف للجماعة الإسلامية، وإنها ستعلن قريبا ثم هم الآن الذين ينكرونها ويتنصلون منها".
ورأى الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية تلك الحملة التي يتعرض لها "بأنها ممنهجة ومنظمة، ويبدو أن هناك جهات بعينها تقف وراءها، لمحاولة النيل من كل من يمت لثورة يناير بصلة ولا سيما ونحن على مشارف الذكرى الثامنة للثورة، والتي يتجدد فيها العزم على استكمالها بعد الفشل الكبير للثورة المضادة في كل المجالات والقمع الواسع الذي طال الجميع".
وأرجع الزمر أيضا حملة الهجوم عليه، إلى مطالبته بأن "تكون حماية المسيحيين في أعيادهم وفي كل أيامهم شأنا مجتمعيا قبل أن يكون أمنيا، وأن تتوقف السلطة عن المتاجرة بقضيتهم واستغلالها في ترويعهم وابتزازهم سياسيا، وأن تعمل السلطة على دمجهم في نسيج المجتمع وإزالة الحواجز التي تحول دون ذلك بدلا من وضع الحواجز والمتاريس بينهم وبين عموم الشعب".
وأضاف: "كما أن تحميلي للنظام وسياساته مسؤولية كثرة الاعتداءات على المسيحيين، وجعلهم هدفا لكل خصوم النظام هو ما وضع النظام في موقف حرج، وذلك لأنه بالتحالف مع البابا تواضروس قد أخذ المسيحيين رهائن لمصالحهم الذاتية وجعلهم أسرى لسياسات النظام التي تضرر منها جانب كبير من المجتمع".