هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير إسرائيلي في شؤون البرازيل، في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، إن "إسرائيل تعيد اكتشاف أمريكا الجنوبية من خلال الزيارة الحالية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى البرازيل، للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس بولسونارو، عقب الزيارة الأولى السابقة التي قام بها لتلك القارة في سبتمبر 2017، وزار فيها الأرجنتين وكولومبيا والمكسيك. أما البرازيل، فهي الدولة الأكبر والأهم في دول تلك القارة".
وأضاف ديفيد موران، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أنه "يصعب التشكيك بأهمية هذه الزيارة، أو الحديث عن أنها تقتصر على المشاركة في تنصيب بولسونارو، الذي تبدأ ولايته الرئاسية في هذه الأيام، حيث استقبل نتنياهو في ريو دي جانيرو بحفاوة بالغة من نجل الرئيس وعضو البرلمان، الرجل الثالث في الدولة، ثم التقى الرئيس المنتخب الذي رافقه في اجتماع مع زعماء الجالية اليهودية في البرازيل داخل كنيس بمدينة كوفكفانا".
وأكد موران، أستاذ الدراسات الأمريكية اللاتينية بالجامعة العبرية، أن "وسائل الإعلام البرازيلية المحلية منحت تغطية صحفية واسعة لزيارة نتنياهو، فالرئيس البرازيلي منح إسرائيل كلمات دافئة عن مواقفها، ومنح نتنياهو وسام التشريف الوطني الأعلى في الدولة الذي يمنح للزعماء الأجانب، كما أن البريد المحلي في البرازيل أصدر بطاقة بريد خاصة عليها صورة نتنياهو ترحيبا بالزيارة".
وأوضح أن "بولسونارو رحب بافتتاح عهد جديد من العلاقات مع إسرائيل، وطرح مشاريع مشتركة للدولتين، على اعتبار أن إسرائيل ستصبح الدولة الأولى التي سيزورها فور توليه الرئاسة بصورة رسمية هذه الأيام، بعد أن زارها عدة مرات حين كان عضوا في البرلمان، وعبر عن اندهاشه من تطور مستوى الزراعة والصناعة والمعرفة، بجانب الصناعات العسكرية وتحلية المياه، ما سيفيد مناطق شمال شرق البرازيل التي تبدو محتاجة لهذه المشايع الخاصة بالمياه، لأنها منطقة واسعة وخصبة".
وأكد أنه "في مجال محاربة الجريمة يمكن للبرازيل أن تستفيد من التجربة الإسرائيلية، فهو مجال حيوي، والحكم البرازيلي الجديد معني جدا بأن يحصل على مزيد من الخبرات الإسرائيلية في قطاع التكنولوجيا لمواجهة الجريمة الفتاكة التي تنتعش في البرازيل، بالتزامن مع زيارة محافظ مدينة ري ودي جانيرو ويلسون فيتزال، الذي اطلع على وسائل التصوير المتطورة، واستخدام الطائرات دون طيار، وطرق تدريب عناصر مكافحة الجريمة".
وأشار إلى أن "بولسونارو أطلق الكثير من الوعود لإسرائيل، خاصة نقل سفارة بلاده إلى القدس، على اعتبار أن لكل دولة الحق في تحديد عاصمتها، ولذلك أصدر نتنياهو تعقيبه على هذه المسألة بالقول إنه ليس هل سيتم نقل السفارة البرازيلية أم لا إلى القدس، وإنما متى؟".
وأشار إلى أن "المجال الدبلوماسي شهد تسجيل إنجاز ملموس، ففي السابع من ديسمبر صوتت البرازيل في الأمم المتحدة بجانب إسرائيل والولايات المتحدة وعشرات الدول لإدانة حماس بعد أن كانت تصوت بصورة دورية وتقليدية ضد المواقف الإسرائيلية، مع أن الرئيس البرازيلي الأسبق "لولا" حين زار إسرائيل والسلطة الفلسطينية رفض وضع إكليل الورود على قبر الزعيم الصهيوني هرتسل، لكنه وضعه على قبر ياسر عرفات برام الله".
وأوضح أنه "أوائل ديسمبر، قررت شركة الخطوط الجوية البرازيلية-التشيلية "لاتام" تدشين خط مباشر بين مدينتي ساوباولو وسانتياغو، ما يقصر مسافة الطيران إلى دول أمريكا الجنوبية، ويقوي السياحة بين البلدين، وفي الطريق إلى ذلك يمكن أن يشمل ذلك إسرائيل، تمهيدا لتحسين علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية، كل ذلك يؤكد أن انتخاب بولسونارو سيسفر عن تحسين العلاقات مع إسرائيل وأمريكا الجنوبية".