هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت تصريحات عضو بمجلس الدولة الليبي إبراهيم صهد، عن وجود مؤامرة "تشادية إسرائيلية" للتواجد في الجنوب الليبي، تساؤلات عن مدى صحة ودقة هذه المزاعم، وما إذا كانت أطراف ليبية متورطة في ذلك.
وقال صهد إن "هناك مؤامرة بدأت تتكشف الآن من قبل تشاد وإسرائيل بهدف السيطرة على الجنوب الليبي وفصل منطقة الكفرة عن ليبيا وذلك بالتعاون مع عناصر تتواجد فعليا في الجنوب"، لم يوضح هويتها.
وطالب "صهد" بوقفة ضرورية وحيوية وعاجلة ضد هذه المؤامرات يتم فيها تقييم الموقف بجميع أبعاده، خاصة وأن مكانات ليبيا الدفاعية لن تستطيع التصدي لهذا التحالف، وأن أوضاع التفتت والانقسام الراهنة ستساعد على تنفيذ مثل هذه المخططات للتقسيم والاستيلاء والنهب"، حسب كلامه.
تطبيع وتسليح
وقام الرئيس التشادي إدريس ديبي، بزيارة إلى إسرائيل، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، التقى خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أول زيارة يقوم بها رئيس بلد أفريقي مسلم لـ"تل أبيب" منذ قطع العلاقات الثنائية بين البلدين عام 1972.
اقرأ أيضا : ماذا تفعل 3 قواعد عسكرية أميركية في ليبيا؟ ومع من تنسق؟
وكان مسؤولون تشاديون كشفوا لصحيفة "هآرتس" العبرية، أن إسرائيل زوَّدت الجيش التشادي العام الجاري بأسلحة لمحاربة من سمتهم المعارضة "المتمردون".
والسؤال هنا: ما مدى دقة تصريحات المسؤول الليبي؟ وكيف يرى الناشطون في الجنوب الليبي واقعية هذه الخطة؟
تحذيرات سابقة
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إن "عضو مجلس الدولة "إبراهيم صهد" ضابط سابق في الجيش الليبي وهو أحد أعضاء المعارضة البارزين ضد نظام "القذافي" كما تم انتخابه في المؤتمر الوطني ثم مجلس الدولة، ومن ثم فمعلوماته تؤخذ في إطار رجل مسؤول وحريص على وطنه".
وأضاف لـ"عربي21" أنه "شخصيا حذر من ذلك من قبل بناء على تصريحات رئيس وزراء إسرائيل التي جاءت بعد زيارة "ديبي" الأخيرة والتي قال فيها إن بلاده بنت "برجا" على الحدود الجنوبية لليبيا لكي تطل على "إسرائيل" أخرى"، كما قال.
"إشاعات ومزاعم كيدية"
لكن الكاتب والسياسي التشادي، جبرين عيسى أكد من جانبه؛ أن "هذه المعلومات ما هي إلا مزاعم كيدية وإشاعات، وأن معظم ما يقال عن الجنوب الليبي هو كلام لا أصل له، كون الأطراف المتنازعة في ليبيا تحاول البحث عن أي ذريعة من أجل الحصول على مكاسب أو تشويه الطرف الآخر"، حسب كلامه.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "منطقة الكفرة يسكنها "التبو" منذ آلاف السنين وهو امتداد طبيعي للتبو في جنوب ليبيا وشمال تشاد، وليس هناك أي خط لفصلها عن ليبيا، كون هذا الفصل ليس في صالح نظام "ديبي" بالدرجة الأولى، وليس في مصلحة "التبو" الذين سيصبحون بين كماشة ليبيا في الشمال وتشاد في الجنوب"، كما قال.
دولة "أزواد"
وأشار الطبيب العسكري الليبي، محمد الطويل إلى أن "هناك أطماعا في الجنوب الليبي منذ زمن من قبل فرنسا، وكذلك من قبل بعض القبائل التشادية التي تنتمي لـ"التبو" من أجل تحقيق حلم بناء دولتهم المستقلة كما يسمونها دولة "أزواد"، وفق رأيه.
وتابع: "وبخصوص ما نشره "صهد"، يبقى مجرد تسريبات تحتمل الصدق أو التكذتيب، فلا يوجد دليل دامغ، ولكني أستبعد الدور الإسرائيلي كون الدور الفرنسي أكبر نظرا لوقوع منطقة الصحراء الكبرى تحت نفوذ فرنسا منذ زمن وهو ماجعلها تحلم بضم جزء من ليبيا لباقي مناطق نفوذها"، كما صرح لـ"عربي21".
مخطط "تقسيمي"
المحلل السوداني المتابع للشأن الليبي، عباس صالح قال: "لا أستبعد وجود مثل هذا المخطط التقسيمي، فوجود "إسرائيل" نقيض جذري لأي رمزية وحدوية للوطن العربي، وبالتالي من المحتمل أن توظف سقوط الدول المركزية العربية بعد الربيع العربي".
وأضاف لـ"عربي21": "هذا التوظيف سيتم عبر محورين: الأول: تقديم الخدمات الأمنية للدول ونسج علاقات مع المجموعات المحلية وجعلها رافعة لجر الجميع لمصيدة التطبيع معها،
والثاني: التحالف مع الأقليات لاسيما غير العربية وغير المسلمة وتقديم كافة أشكال الدعم إليها، وهذين المحورين يتماشيان تماما مع ما يجري في ليبيا لاسيما الجنوب الليبي"، حسب تقديره.
واقع سياسي جديد
ورأى الناشط والكاتب الليبي، نصر عقوب أن "مخطط فصل الجنوب الليبي والسيطرة عليه قديمٌ، قبل ثورة فبراير، وتطور كثيراً بعدها، وقد صرح به بعض قيادات "التبو" عبر وسائل الإعلام، فضلا عن الإعترافات التي صرح بها الأسرى الذين تم أسرهم بمعارك الجنوب الشرقي والغربي".
وأشار إلى أنه "بخصوص صحة المعلومات التي صرح بها "صهد"، فهي معلومةٌ لكل متابع لمخطط الانفصال، كما هو معلوم تواصل "ديبي" وغيره مع قبائل "التبو" وغيرهم للسيطرة على الجنوب أولا، ومن ثم فرض واقع سياسي جديد"، وفق تعبيره.
وتابع لـ"عربي21": "على التبو الليبيين البراء من هذا المخطط وقياداته، وإعلان موقفهم بوضوح وجلاء، وعلى الدولة الليبية شعبا وحكومة الوقوف وبقوة ضد هذا المخطط"، حسبما طالب.