هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن، الخميس، أن انتخابات برلمانية مبكرة هي الحلّ للخروج من أزمة بريكست.
وتأتي دعوة كوربين في وقت تعاني فيه رئيسة الوزراء تيريزا ماي من العجز والضيق فيما يخص خيارات التحرك أمام أغلبية النواب الرافضة لاتفاق بريكست.
وسيصوت النواب البريطانيون، الثلاثاء المقبل، على نص اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي تم التفاوض عليه بصعوبة بين الاتحاد الأوروبي والحكومة البريطانية.
لكن يبدو أنه لا مفر من رفض النص في البرلمان، وهو ما يثير استياء المؤيدين لبريكست والمؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي على السواء.
وكرر كوربن موقف حزبه بالتصويت ضدّ هذا "الاتفاق السيء"، معتبراً أنه "إذا فشلت الحكومة في تمرير هذا النص البالغ الأهمية، فيجب إجراء انتخابات بأسرع ما يمكن".
وكان وزير الشركات البريطاني غريغ كلارك، حذر الخميس، من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حال رفض البرلمان الاتفاق حول بريكست سيكون "كارثيا" للمملكة المتحدة.
وقال كلارك لإذاعة "بي بي سي 4" إن خروج بريطانيا بدون "شبكة أمان" في 29 آذار/مارس قد يؤدي إلى "وضع كارثي" تحكم المبادلات التجارية فيه قواعد منظمة التجارة العالمية.
وأضاف أن المبادلات في هذه الحالة "ستكون في حدودها الدنيا مع أقرب شركائنا".
وكانت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي واجهت الأربعاء نكسة جديدة بعد أن صوت البرلمان على تعديل يرغمها على الإعلان خلال ثلاثة أيام عن الخطوات التي تنوي اتخاذها في حال رفض البرلمان خطة بريكست في التصويت المرتقب الأسبوع المقبل.
والنص الذي تفاوضت حوله حكومة تيريزا ماي مع القادة الأوروبيين على مدى 17 شهرا سيعرض على التصويت أمام النواب في 15 كانون الثاني/يناير.
وأضاف كوربن في كلمة أمام عمال مصنع كهربائيات في ويكفيلد شمال إنكلترا أنه "للخروج من الأزمة، فالانتخابات المبكرة ليست الحلّ المنطقي فقط، لكن أيضاً الحلّ الأكثر ديموقراطيةً".
ورأى أن المنتصرين في الانتخابات المبكرة سيملكون إمكانية "التفاوض على اتفاق أفضل للمملكة المتحدة"، اتفاق ينال موافقة البرلمان والبلاد.
اقرا أيضا : ماي تخسر تصويتا حول بريكست في البرلمان البريطاني
وأوضح كوربن أنه يفضل إجراء انتخابات برلمانية مبكرة على عقد استفتاء ثانٍ حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، علماً أن الطرح الأخير يطالب به العديد من النواب العماليين مثل النائبة ماري كريغ من ويكفيلد.
وقال كوربن: "كل الخيارات مطروحةٌ على الطاولة بالنسبة لنا"، لكن انتخاباتٍ جديدة هي "الأولوية".
وأدّت حملة بريكست في عام 2016 إلى انقسامات عميقة في الوسط السياسي البريطاني، وداخل حزب العمّال أيضاً. وأكد كوربن أن حزب العمال يعمل على التوفيق بين وجهات نظر المعسكرين داخله بالنظر إلى مصالحهما المشتركة.
ويرى كوربن الذي ينتمي إلى الجناح الأكثر يساريةً في "العمال" أن "الصدع الحقيقي في بلادنا ليس بين من صوتوا مع البقاء في الاتحاد الأوروبي ومن صوّتوا ضدّه"، بل بين العمال و"النخبة" التي "تضع القواعد وتجني الثمار".
وتقول الصحافة البريطانية إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تفكّر في دعم تعديل قانوني طرحه العماليون، يضمن حقوق العمال بعد بريكست، على أمل أن تنال في المقابل أصواتهم لتمرير اتفاق بريكست في البرلمان.
وإذا رفض النواب نص الاتفاق، فالخياران المطروحان، وفق ماي، هما الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، أو عدم الخروج على الإطلاق.
من جهته، يرفض كوربن خروجاً قاسياً أي بدون اتفاق من الاتحاد الأوروبي.